مليشيا الحوثي تمنع شباب اليمن في مناطق سيطرتها من ارتياد المقاهي والأماكن العامة.

عدن24 | متابعات

ضربت موجة أخرى من الإنتهاكات الحوثية في اليمن حريات السكان في مناطق سيطرتها، إذ أقدمت المليشيات مجدداً في الأيام الماضية على تنفيذ حملات مسلحة استهدفت صالات الأفراح والمقاهي ومواقع التجمعات العامة التي يرتادها المواطنون في عاصمة العربية اليمنية “صنعاء” بذريعة أنها أماكن تتيح الإختلاط بين الذكور والإناث وتساهم في تأخير “النصر الإلهي” المزعوم لهذا الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران.

ويرى العديد من المراقبين بان سلوك الجماعة الحوثية اعاد الى الأذهان ما تقوم به التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و” القاعدة” من قمع للحريات الشخصية.

وذكرت مصادر محلية في العاصمة اليمنية “صنعاء” بأن مسلحوا جماعة الحوثي  شنوا مؤخراً حملات منعوا خلالها دخول الشبان والناشطين الى المقاهي والمتنزهات وأماكن أقامة الحفلات واللقاءات العامة بحجة منع الإختلاط بين الذكور والإناث.

وأجبر عناصر الحوثي بحسب افادة مصادر محلية ملاك المقاهي في “صنعاء” وكبريات مدن العربية اليمنية على كتابة إعلانات أمام بوابات استراحاتهم تقضي بمنع دخول الرجال والشبان والناشطين الى الكافيهات والكازيونات العائلية واقتصارها على النساء فقط في تصرف وصف بالسلوك المشابه لأعمال تنظيم “داعش” الإرهابي.

واسفرت الحملة الحوثية التي نفذت خلال الأيام الماضية عن إغلاق عشرات المقاهي والاستراحات في صنعاء وبعض المدن اليمنية الكبرى، في حين فرض مسلحوا المليشيا على ملاك هذه المواقع جبايات مالية ضخمة وطالبوهم بدفع إتاوات كبيرة نظير السماح لهم بالعودة الى مزاولة العمل شريطة الإلتزام بمنع الإختلاط بين الجنسين.

وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لوسائل إعلام أجنبية عن إصدار ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة (مجلس حكم الإنقلاب) توجيهات الى قيادات المديريات والسلطة المحلية في صنعاء تقضي بمنع استقبال الزبائن من الرجال وفئة الشبان في المقاهي والاستراحات والأماكن السياحية وجعلها مقصورة فقط على شريحة النساء.

الى ذلك أفاد عاملون في مقاهي بعاصمة العربية اليمنية “صنعاء” بان المجلس المحلي الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في أمانة العاصمة وجه عقب صدور أوامر من قادة الجماعة ملاك المقاهي العاملة في نطاق صنعاء بمنع استقبال أي زبائن من الشباب بشكل نهائي واقتصار الأمر على الإناث والعائلات.

وأكد العديد من العمال في تصريحات ادلوا بها لوسائل إعلام خارجية مفضلين عدم ذكر اسمائهم بان من بين الكافيهات والاستراحات التي طالتها مؤخراً آلة القمع والتعسف والإملاءات الحوثية في شوارع متفرقة من صنعاء (مقهي بالم وكوفي كورنر مون كفي وأوفيليا كوفي النسائي وكريت هاوت)، مشيرين الى ان عناصر المليشيا برروا ممارساتهم الإرهابية تلك بأنها تأتي للقضاء على السلوك المخالف للدين والذي يؤخر “النصر المبين” على حد وصفهم.

وخاطب الناشطة الحقوقية اليمنية “سوسن الكهالي” عبر حسابها على تويتر شبان صنعاء بالقول : يقول لكم المجلس المحلي الحوثي يا شباب أنتم مش مكانكم الكافيهات وغيره مكانكم فقط الجبهات روحوا موتوا ونخلص منكم.

اما الناشطة الحقوقية اليمنية “عبير سلام القدسي” تقول على صفحتها  في تويتر “المصيبة حتى الأزواج الجدد في صنعاء لم يسمح لهم بدخول الكافيهات والمنتجعات بحجة أنهم ليس لديهم أطفال للتأكد من أنهم عائلة”.

وأبدى الكثير من الصحافيين والناشطين والمثقفين المجتمعيين في صنعاء وبعض المدن اليمنية امتعاضهم من السلوكيات والممارسات الحوثية الشاذة والعبثية التي تطال الحريات الشخصية وخصوصيات افراد المجتمع، لأفتين الى ان الشباب في صنعاء وغيرها من المدن الخاضعة لقبضة الحوثي يفضلوا الذهاب للإستراحات والمقاهي والمتنزهات والاماكن العامة لكن رغباتهم هذه تقابل بتعنت ورفض قاطع من قبل عناصر الجماعة التي تحاول الدفع باكبر عدد منهم ولو إجباراً نحو الجبهات حيث ينتظرهم هناك عداد الموت لحصد أرواحهم في سبيل أهداف ومخططات ومشاريع وحروب هذه الجماعة الطائفية، مؤكدين بان المليشيات الحوثية تحاكي في تصرفاتها وتعاملاتها وافعالها سلوكيات مليشيات حزب الله اللباني ونظام الملالي في إيران وغيرهما من التكوينات والتنظيمات الإجرامية والإرهابية التي تسعى لتضييق الحريات العامة وفرض الهيمنة الجهوية والفئوية الرجعية للتسلط ونشر شريعة الغاب على البشر في المناطق التي تخضع لسيطرتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى