تحذيرات من التحركات التركية في اليمن

عدن24- متابعات

قالت الباحثة والخبيرة الأمريكية المختصة في شؤون الأمن القومي والجماعات الراديكالية، إيرينا تسوكرمان، إن طموحات تركيا في اليمن “جزء من استراتيجية جيوسياسية عالمية مدروسة للوصول إلى الممرات المائية الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط والسيطرة عليها”.

 

واعتبرت تسوكرمان، في تصريح صحفي أن تركيا تسعى لإحلال نفسها بصفة “شرطي العالم” في المنطقة”، واستدركت بالقول: “في الواقع، سيكون دورها (تركيا) ليس أكثر من لصوص الطرق السريعة”.

 

وقالت: “هناك سبب يجعل تركيا تستثمر التمويل (من خلال قطر) الذي لا تملكه حقاً في بلد بعيد عن حدودها وهي بالفعل غارقة في العديد من القضايا”.

 

وأوضحت أن أنقرة تأمل أن تقدم نفسها على أنها عامل استقرار كبير، حتى في ظل تمويلها المليشيات بهدف واضح يتمثل في خلق المزيد من القتال وإراقة الدماء، تماماً كما تفعل في ليبيا وسوريا.

 

وشددت أن الأهمية الجيواستراتيجية لليمن، لم تغب عن أردوغان الذي يطمح إلى إثراء نفسه من خلال صفقات تجارية فاسدة تمنحه وصولاً حصرياً إلى الموارد الطبيعية ويضع نفسه كواقع لا مفر منه.

 

ونبهت إلى أنه في حال سيطرت تركيا على طرق التجارة الدولية في اليمن، فسيكون ذلك على الأقل تحدياً للبحرية الغربية والمخابرات القريبة، مضيفة: “حينها لن يتمكنوا من مواجهة تركيا على جبهات متعددة، في الوقت الذي يتعاملون أيضاً مع التحديات الصينية والإيرانية في المياه الدولية.

 

ورأت الخبيرة الأمريكية أن هذه استراتيجية مشتركة بين تركيا وقطر (التي تعتمد على البحرية التركية) والصين وإيران في محاولة لتقسيم القوات البحرية الغربية والتغلب على هذه الترتيبات الأمنية بأزمات وتحديات مستمرة تتراوح من العدوان في بحر الصين الجنوبي، واستمرار الخطف الإيراني لناقلات النفط والتهديدات الأمنية للدول المجاورة، والمناورات العدوانية التركية والتنقيب غير القانوني في شرق البحر المتوسط.

 

وقالت، في سياق حديثها إلى “نيوزيمن”: “وإذا أضفت الوجود التركي إلى الحرس الثوري الإيراني والمهربين المحليين المرتبطين بالحوثيين في اليمن، فسيكونون قد خلقوا أزمة عالمية، وسيحتجزون التجارة الدولية في المنطقة كرهائن – دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة”.

وأشارت إلى أن تركيا تأمل في تحدي حلف الناتو وتقسيمه مع خلق تبعيات محلية على الموارد التي تنقلها إلى السكان المحليين، واستغلال التوترات بين مختلف المكونات اليمنية.

 

واعتبرت أن أنقرة تأمل مستقبلاً في الهيمنة على المنطقة من خلال القوة البحرية والسيطرة على المجموعات المحلية التي تدير القواعد، بقدر ما من خلال استعراض القوات المباشرة وجميع المليشيات.

 

وقالت “تسوكرمان”، إن “هذه الجهود التركية الأخيرة للسيطرة الفعلية على الأراضي من خلال التحالفات مع المليشيات والمرتزقة ليست سوى المرحلة الأولى في خطط أنقرة، والفوضى التي تزرعها حول العالم”، وقارنت ذلك باستراتيجية “التحكم بالفوضى” التي مارسها الاتحاد السوفييتي والقوى الغربية ضد بعضها البعض عن طريق وكلاء في العديد من البلدان.

 

ووفقاً للخبيرة الأمريكية، فإن الهدف العام لتركيا ليس الفوضى في حد ذاتها، ولكن في الواقع الهيمنة البحرية – وبالتالي – الهيمنة على الأراضي من خلال التغلب على الجميع بطريقة تجعل انتزاع الوجود التركي من كل هذه النقاط الساخنة الاستراتيجية أمراً صعباً للغاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى