رابطة أمهات المختطفين: الحوثي يخطف النساء

عدن24 – متابعات

لم يشفع عمر المواطنة المسنة خالدة أحمد الأصبحي البالغة من العمر 57 عاماً عند مليشيا الحوثي من الاختطاف والتعذيب والحرمان من العيش مع أسرتها والتي زجت بها في أحد سجونها السرية منذ عامين تقريباً.

تهمة التخابر والعمالة ليست بجديدة على مليشيا الحوثي التي تنسبها لأغلب المختطفين من بينهم هذه المرأة التي اختطفها عناصرها من أحد شوارع العاصمة صنعاء وهي في طريقها لاستلام حوالة من ابنها 15000 ريال.

ناشطون وحقوقيون أكدوا لموقع “سبتمبر نت” الإلكتروني أن المئات من النساء المختطفات يتعرضن لشتى أنواع التعذيب في سجون المليشيا، سواء في السجن المركزي أو غيره من السجون السرية في العاصمة، أو غيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

اكتظاظ وتعذيب
أوضحت رئيس رابطة أمهات المختطفين أمة السلام عبدالله الحاج أن أعداد المختطفات في سجون المليشيا كبير بحسب ما ترويه من أفرج عنهن، مضيفةً: “الأمهات في الرابطة استطعن الوصول إلى المحتجزات في السجن المركزي بصنعاء فقط، بينما بقية السجون مجهولة، منها تم كشفها من قبل الناشطات التي أفرج عنهن”.

وأضافت: “مليشيا الحوثي تتعامل مع النساء المختطفات بشكل عنيف، وتعذبهن بشتى الطرق منها الصعق الكهربائي والجلد والسجن الانفرادي، بالإضافة إلى التحرش الذي يقوم به مشرفو السجون”.. لافتة إلى أن المليشيا تتهم أغلب النساء اللواتي تقوم باختطافهن بتهم أخلاقية والطعن في شرفهن حتى يتبرأ أهلهن منهن وهن مظلومات.

وحول المختطفة خالدة الأصبحي قالت الحاج: إنها في حالة صحية صعبة وتعاني من أمراض متعددة، وهي تقبع في سجن الخمسين بصنعاء بحسب روايات المفرج عنهن، مؤكدةً أن قضيتها تم تحريكها من قبل ابنها وبناتها، والرابطة أوصلتها إلى صناع القرار ومنظمة الأمم المتحدة.

وناشدت الحاج المنظمات الحقوقية والصليب الأحمر والمفوضية السامية ومكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بالضغط على مليشيا الحوثي للإفراج عنها وعن جميع المختطفين والمختطفات.

رسالة للمليشيا
ووجهت الحاج في حديثها رسالة قوية لقادة وعناصر مليشيا الحوثي قائلةً: “لن تستطيعوا إرهاب النساء في صنعاء وغيرها من المحافظات، وسيظل صوتهن مرفوعاً، ولن نسكت عن جرائمكم حتى تأخذ العدالة مجراها، ويخرج جميع المختطفين من داخل السجون ويتم ملاحقة الجناة”.

من جانبها قالت الناشطة الحقوقية وممثلة رابطة أمهات المختطفين في تعز أسماء الراعي: “إن المختطفة المسنة خالدة الأصبحي مازالت مخفية قسراً حتى اللحظة، ولم يرد الحوثيون على محاميها المتطوعين من عدة جهات وعلى المذكرات المطالبة بالكشف عن مصيرها”، معتبرةً “اختطافها من الشارع جريمة جسيمة”.

وأضافت الراعي قائلةً: “نحن بدأنا الحديث عن خالدة الأصبحي في البيان الذي أصدرناه في 8 مارس (آذار) يوم المرأة العالمي، وأوصلنا لجنة الخبراء البارزين ولجنة التحقيق لمجلس الأمن بعائلتها، وكان ذلك البيان بمثابة بلاغ للرأي العام، وما زلنا نعمل إعلامياً وحقوقياً وقانونياً مع المتضامنين والمتضامنات والمنظمات الفاعلة لدى السلطات المحلية والجهات الدولية للكشف عن مصيرها وتمكينها من كامل حقوقها”.

استغلال سياسي
وحول استمرار مليشيا الحوثي في اختطاف النساء ومصيرهن، أكدت الراعي أن مصير المختطفات ما يزال مجهولاً؛ لأن المليشيا لا تلتزم بالقانون، وتخضع سجونها لأمزجة مشرفيها، كما أنها تستخدم الاختطاف للابتزاز السياسي، وهذا يعقد حياة المدنيين ويجعل من حريتهم رهينة لهذه الابتزازات.

وطالبت الراعي مليشيا الحوثي بالإفراج عن جميع المختطفات، والالتزام بالعقد الوطني والاجتماعي الذي عاشت به البلاد منذ القدم بحماية المرأة وحفظ كرامتها، كما دعت المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته بحماية حقوق الإنسان وحماية حقوق المرأة وممارسة ضغط أكبر لإطلاق سراحهن.

وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أصدرت بياناً في وقت سابق بخصوص المختطفة خالدة الأصبحي دعت فيه الأمم المتحدة والمبعوث الخاص والتحالف والمنظمات النسوية وكل المتضامنين معها للضغط بشكل مكثف ومستمر حتى إطلاق سراحها وجميع المختطفات دون قيد أو شرط.

وذكرت ابنة المخفية خالدة في تصريح صحفي بأن المليشيا قامت بعد اختطاف والدتها بتفتيش منزل أخيها الذي كانت تعيش معه والدتها، وبعد نحو شهر من المداهمة قاموا باختطافه والتحقيق معه، وتعرض للتعذيب الجسدي بالتعليق والضرب المبرح.

وأضافت أن المسلحين قاموا أيضاً باقتحام منزل شقيقها الآخر واقتادوه مع زوجته وابنه بطريقة مهينة ثم تم الإفراج عنهما، ورفضوا الإفراج عن والدتها، مناشدة كل المنظمات والجهات المعنية بالضغط على المليشيا الحوثية للإفراج عن والدتها التي مر على اختطافها ما يقارب عامان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى