حلوة الحلوين

نور قاسم السناني

عَبّر أبي كاتباً في ورقةٍ بيضاء ( حُلوة الحلوات ) لم يخُنه التعبير ، لكنه عبرّ بأفضل ما يملك و بأفضل ما قد عبَّر بِه في ميلاد أمي الذي لطالما لم يَعبُر بشكلٍ هادئ إنه يعصِف بِبرُودته ننتظر هطول المطر فيَهطِل علينا حُب أُمي .
ديسمبر يحظى بِفرحةٍ عارمة إنه يهطل بغزارة فأنجَب أُمي فتُصبح و تَمسِي علينا دائماً بالحُب بالفرح بالكثير من الآمال كالمطر كحبّات البَرَد .
حنونه كمنظَر الغيّم ، دافئة كما لو أننا حول المدفئة ، نورها يَسطُع كما لو أنها شمسٌ وقت الشروق .
تعطي كأنها المطر في يناير ، لونُها حلوٌ كما لو أنني أرى أوراق الخريف .
أُحبها وأحب رغيفها و قهوتها البيضاء .
أُمي أنتِ الخير و أعجز أن أرى غيركِ في ذلك .
أدامكِ دائماً حولنا ، حفظ الله أُمهات الجميع و رحِم من مات منهم .
فطالما ودَدت لو أننا نقسِم أعمارنا لهُن
نعطيهم ما تبقَى منّا .
نُعطيهم بهجَة أيامنا ، نُطبطب على ذكريات أيامهم التي لا تشبهنا ، جيلُهم الطيّب لا يشبهُنا و عصرُنا لا يشبههم بتاتاً .
انهم يعاصرون لأجلنا يقضون الوقت ليتأملوه لأجلنا ، الأمهات يرَون فينا حلاوة الربيع ، وأنا أراهم بُستان وردِ أصفر لا بل أبيض كقلُوبِهن .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى