تقرير خاص | هل تنجح قطر بإفشال اتفاق الرياض عبر أدواتها في الشرعية؟

عدن24 | خاص

على الرغم ما يمثله “اتفاق الرياض” من مسار مهم في الأزمة باليمن لتحويل وتضافر الجهود لمواجهة المشروع الحوثي، إلا أنه يمر بكثير من العقبات لتنفيذ بنوده.

ومنذ بدء التوقيع على الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة وحكومة الشرعية من جهة أخرى، بدأت الكثير من العراقيل من قبل الشرعية لتعطيل الاتفاق، على الرغم من حسن نوايا المجلس الانتقالي وسعيه لتنفيذ الاتفاق جنبا إلى جنب مع التحالف العربي.

وكانت العاصمة السعودية الرياض قد شهدت، يوم 5 نوفمبر من العام الماضي، مراسم التوقيع رسميا على “اتفاق الرياض” بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ويشتمل الاتفاق على بنود رئيسية، إضافة إلى ملحق للترتيبات السياسية والاقتصادية، وملحق للترتيبات العسكرية وآخر للترتيبات الأمنية بين الطرفين.

ويؤكد الانتقالي على التنفيذ الكامل للاتفاق وفقًا للترتيب الزمني لبنوده.

وحمّل الانتقالي حكومة الشرعية محاولة إفشال اتفاق الرياض، وقال في بيان له: “أدى تعدد الأجندات السياسية للحكومة اليمنية إلى عدد من الإخفاقات السياسية والعسكرية الرئيسية، علاوة على عمل أجنحة الحكومة اليمنية المتناقضة على عرقلة تنفيذ “اتفاق الرياض”، وفي محاولاتها المستمرة لتغطية هذه التناقضات والإخفاقات، قامت الحكومة اليمنية بمغالطات سياسية وإعلامية واقتصادية وعسكرية، أدت بالنهاية إلى فرض مزيد من التعقيدات.”

وأضاف: “تعبّر هذه التصرفات المشبوهة عن استمرار سعي الحكومة اليمنية إلى إفشال الجهود العظيمة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، في مواجهة مشروع التمرد الحوثي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية.”

وأكد المجلس الانتقالي على أهمية “اتفاق الرياض”، والدور المحوري للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى “شراكتنا الاستراتيجية معها كقائد للتحالف العربي، مجددين التزامنا ودعمنا لجهود السلام والاستقرار، ومحاربة المشروع الإيراني في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والتطرف”.

ومن جانبه أكد عضو هيئة الرئاسة مساعد الأمين لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أ/ فضل الجعدي، أنهم حريصون على مساعدة الشقيقة الكبرى لتنفيذ ما صاغته من اتفاق، رغم استفزازات وخروقات مليشيا الإرهاب.

وقال الجعدي: “حرصنا وما نزال على نجاح الشقيقة الكبرى لتنفيذ ما صاغته من اتفاق، وتحملنا في سبيل ذلك استفزازات وخروقات وتفاهات مليشيات الإرهاب”.

وأضاف: “نحن لسنا ضعفاء وبواسلنا تصنع الأمجاد في جبهات الشرف، ولا نأبه بثلة لصوص مهادنة تتقاسم دعم الجبهات، وتلتهم مستحقات كشوفات جيش من ورق!”.

وبدوره قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مفاوضات الرياض م/عدنان الكاف إن المجلس الانتقالي الجنوبي وقع على اتفاق الرياض المزمن وهو يؤمن بضرورة الوصول إلى تفاهم داخلي يوحد الجهود نحو مواجهة الانقلاب والإرهاب.

وتابع الكاف في تغريدة له على” تويتر”: “وفي سبيل ذلك تحمّل المجلس المسؤولية بقدر عالٍ من الصبر والحكمة”.

وأكد أن الخطوات العملية التي قام بها المجلس دليل واضح على التزامه بتنفيذ جميع بنود الاتفاق.

ويرى الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد حامد لملس، أن اتفاق الرياض سيمضي نحو التطبيق، وأن الحديث عن فشل الاتفاق أمر غير وارد بالمطلق ومستحيل، طالما أن هناك قيادة حكيمة ورشيدة للمملكة العربية السعودية هي من ترعى الاتفاق وتشرف عليه.

وأقر أمين عام الانتقالي بوجود تأخير في تنفيذ بنود اتفاق الرياض، لكنه نفى أن يكون قد فشل بسبب ذلك التأخير، مؤكدا أن الاتفاق لن يفشل على الإطلاق.

وأرجع أمين عام الانتقالي عدم السماح بفشل اتفاق الرياض إلى عدة أسباب، أهمها وجود إرادة قوية صلبة من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على تنفيذ اتفاق الرياض، بالإضافة لما يتمتع به هذا الاتفاق من رعاية كريمة وحازمة واهتمام بالغ من قبل المملكة العربية السعودية بملكها ملك الحزم والعزم، وإرادة ولي عهده الأمير محمد بن سلمان على إنجاح اتفاق الرياض.

دور جناح قطر في الشرعية في تعطيل الاتفاق

لم يعد خافيا على أحد الدور الكبير الذي تلعبه قطر في الشرعية عبر أدواتها المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين المسيطرين على القرار في الشرعية.

وتسعى قطر عبر أدواتها إلى تعطيل الاتفاق وإفشال السعودية خدمة لأجندات تركية وإيرانية.

وظهر أكثر من وزير في حكومة الشرعية على قنوات الإخوان المدعومة القطرية بين ملوح بفشل الاتفاق ومؤكد على فشله.

وقال وزير النقل الهارب في حكومة الشرعية “صالح الجبواني”، إن اتفاق الرياض فشل وإن المواجهة مستمرة.

ويدعم جناح الإخوان في الشرعية على الضغط بعدم تنفيذ الاتفاق والتماطل في تنفيذ بنوده وفقا للترتيب الزمني لها، حيث انتهت الفترة الزمنية للاتفاق دون أن تنفذ الشرعية أي بند من بنوده.

وتعمل حكومة الشرعية على وضع الكثير من العراقيل أمام التنفيذ الكامل للاتفاق.

ويتساءل مراقبون: هل تنجح قطر في إفشال اتفاق الرياض؟ وما هي أدوات المملكة العربية السعودية لتنفيذ جميع بنود الاتفاق وإنجاحه؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى