مواطنون جنوبيون: الرواتب حق وعدم صرفها يستوجب محاكمة الحكومة اليمنية

  • محمد حسين: اتفاق الرياض قد اشترط على الحكومة أن تعيد صرف المرتبات ونحن نأمل أن يتم تنفيذ هذا الشرط
  • عبده أحمد: يجب على الحكومة أن لا تقحم مرتبات المواطنين في أي صراعات سياسية فالمواطن البسيط لا يملك إلا راتبه ليواجه به مصاعب الحياة
  • نياز ربوعي: المواطن يعاني معاناة شديدة جراء تأخر المرتبات وانقطاعها لأكثر من أربعة أشهر
  • محمد درويش: بسبب انقطاع المرتبات تحولت حياتنا إلى جحيم وأصبح جل همنا وتفكيرنا من أين سنأتي بمصاريف أبنائنا وقوت يومنا؟
  • مجد عبدالرحمن: كل يوم نسمع خبرًا عن استلام مرتباتنا ولكن للأسف نُفاجأ بأن تلك الأخبار مجرد إشاعات يتم بثها من أجل تخدير الناس لكي لا يطالبوا برواتبهم

عدن24| خاص

إن كل ما يهم حكومة الشرعية اليمنية هو كيفية القضاء على خصومها السياسيين وإن كان الأمر على حساب المواطن البسيط، حيث عزمت على حرب الخدمات منذ أغسطس الماضي بعد خروجها من عدن.

ولم تكتفي بذلك فحسب، بل دأبت على تضييق الخناق على المواطنين ليصل بها الحال لقطع المرتبات أو تأخيرها متهمة بذلك المجلس الانتقالي الجنوبي حتى يخرج المواطنون غاضبين ضده، متناسية أو متجاهلة بأن شعب الجنوب أكثر وعيًا من أن يقع بمثل هكذا فخ.

معاناة مستمرة

المواطن عمر سالم يقول: “منذ أكثر من أربع سنوات وراتبي منقطع، حيث كنت أعمل في الأمن المركزي وإلى الآن لم يتم صرف أي راتب لي، وفي كل مرة نذهب لنطالب بإعادة رواتبنا يطلبون منا الذهاب إلى القائد عبد الغني الصبيحي، وفي كل مرة نذهب إليه يتحجج لنا بحجج واهية، وهكذا تستمر معاناتنا مع رواتبنا ولا نعلم متى ستأتي ساعة الفرج”.

بنفس السياق قال المواطن نياز ربوعي: “نعاني معاناة شديدة هذه الأيام جراء تأخر المرتبات وانقطاعها لأكثر من أربعة أشهر، فالحياة المعيشية صعبة جدا في ظل ارتفاع الأسعار، حيث أصبحنا لا نجد قوت يومنا وأصبح البحث عن عمل وتوفير لقمة عيش رحلة كفاح بالنسبة لنا”.

بدوره قال المواطن محمد درويش: “نحن من شهر ثمانية (أغسطس) وإلى الآن لم نستلم أي مرتب، وكل يوم نقرأ بأن الجهات الحكومية ستصرف رواتبنا، وهكذا فنحن نستيقظ وننام على أخبار كاذبة عن صرف المرتبات”.

وأضاف: “بالأمس تم استلام راتب شهر واحد فقط بينما لا تزال ثلاثة أشهر لم تصرف لنا، فهل يعقل أن تقوم الدولة بصرف راتب شهر فقط وهي تعلم أننا نعيش ظروفًا مزرية جراء الغلاء وارتفاع المواد الغذائية؟!”.

وتابع: “أصبحت ظروفنا صعبة للغاية بسبب انقطاع المرتبات عنا، فالديون كثرت ولم نعد قادرون على تلبية متطلبات أبنائنا الذين يدرسون، وبكل بساطة أقولها: تحولت حياتنا إلى جحيم، وأصبح جل همنا وتفكيرنا من أين سنأتي بمصاريف أبنائنا وقوت يومنا؟”.

أما المواطن مجد عبد الرحمن فقال: “أنا أعمل في المرور ومنذ أكثر من أربعة أشهر ومرتباتنا متوقفة، وكما يرى الجميع نحن نعمل كل يوم بجهد دون كلل أو ملل متحملين حر الشمس والظروف القاسية بدون مرتبات، وكل يوم نسمع خبرًا بأننا سنستلم مرتباتنا، ولكن للأسف الشديد نتفاجأ كل يوم بأن تلك الأخبار لا تعدو عن كونها إشاعات يتم بثها بين الناس من أجل تخديرهم لكيلا يطالبوا أو يعملوا وقفات احتجاجية للمطالبة برواتبهم”.

وأضاف: “اتفاق الرياض الأخير أكد على عودة الحكومة وصرف المرتبات، ولكن للأسف الشديد لم يتم صرف أي مرتبات لنا حتى اللحظة، لتستمر معانتنا مع انقطاع المرتبات يوما بعد يوم”.

بنفس السياق قال المواطن عبده أحمد: “إن كان الناس يعانون من انقطاع المرتبات من 4 أشهر فأنا أعاني من قطع مرتبي منذ أكثر من 4 سنوات، وخصوصا بعد أن سيطرت مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء، وأنا من سكان صنعاء، وللأسف الشديد سلطات المليشيات الحوثية في صنعاء اشترطت أن تعيد مرتباتنا مقابل أن نذهب ونقاتل في الجبهات فرفضنا ذلك وخرجنا من بيوتنا”.

بدوره قال المواطن محمد حسين: “أنا أعمل في الداخلية، وبالنسبة لي راتبي منقطع من شهر أكتوبر وإلى يومنا هذا، فالحكومة صرفت لنا راتبًا واحدًا فقط وهو راتب شهر سبتمبر، ومن قبل حكومة بن دغر أخذت علينا رواتب 6 أشهر من شهر يوليو حتى شهر ديسمبر”.

وأضاف: “نحن نعاني معاناة كبيرة جدا جراء انقطاع المرتبات، فأنا ملازم أول أستلم راتب 130 ألف، وعندما تقوم الحكومة بصرف راتب واحد كل أربعة أشهر فهذا يعني بأني أقسم راتبي إلى 30 ألف لكل شهر!”. وتساءل: “هل يستطيع الإنسان هذه الأيام مع ارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والإيجارات أن يعيش بهذا المبلغ؟!”.

ومن جانبه قال المواطن عادل حسن: “المعاناة في انقطاع المرتبات واضحة وكبيرة لجميع المواطنين وخاصة أبناء الجنوب بما فيهم أبناء الأمن والجيش والمدنيين، فالحكومة عمدت إلى قطع الرواتب خاصة على العسكريين من أجل الضغط على خصومها السياسيين، وهذا الشيء غير منطقي ويخالف الأنظمة والقوانين الدولية؛ لأن حقوق الناس والخدمات العامة لا دخل لها بأي خلافات أو صراعات سياسية أو حتى عسكرية”.

بدائل أخرى

وعن البدائل التي لجؤوا إليها بسبب قطع المرتبات قال عمر سالم: “حاليا أعمل كراني (محاسب) مع الباصات، وأحيانا في الكسارة في الجبل، وكل يوم في عمل من أجل أن أوفر مصاريف لأبنائي وأسرتي، ونحن في حال لا يعلم بها إلا الله”.

وبنفس السياق قال نياز ربوعي: “بسبب انقطاع المرتبات اضطررنا إلى العمل في أشغال أخرى مثل توزيع المياه من أجل الحصول على المصاريف اليومية، بالإضافة إلى الديون التي نأخذها من أصحاب المواد الغذائية، فأصبحت حالتنا صعبة للغاية، ولا يمكن للكلمات أن تصف المعاناة التي نعيشها يوميا بسبب تأخر المرتبات وانقطاعها، فنحن لدينا أبناء يريدون أن يتعلموا، كما أن علينا التزامات كثيرة مثل دفع إيجارات البيوت وغيرها”.

وأضاف: “كما أن ارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والإيجارات زادت من معاناتنا أكثر وأكثر، وكأن المعاناة التي نعانيها جراء ارتفاع الأسعار لم تكن كافية ليصحبها قطع المرتبات والتي لا تكاد تكفي شيئاً، فنحن رواتبنا لا تتعدى حاجز 70 ألف ريال، وبعد كل هذه السنين من الخدمة وبدل أن تقوم الدولة بمكافأتنا وتسوية أوضاعنا وإعطاءنا مرتباتنا ومستحقاتنا فإنها تقوم بتأخير الرواتب وقطعها! ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل!”.

وتابع: “نحن في عدن دخلنا الأساسي والوحيد هو الراتب، والحكومة تعلم ذلك، وعندما تقوم بقطع المرتبات فأين سنذهب؟ وكيف سيكون حالنا؟”.

بدوره قال المواطن محمد درويش: “نتيجة انقطاع المرتبات اضطررنا إلى أن نعمل أعمالًا أخرى مثل الحمالة وغيرها من الأعمال التي نعملها مضطرين جراء انقطاع مرتباتنا، فالمهم بالنسبة لنا أن نوفر قوت يومنا لأبنائنا وأن لا نتركهم في البيوت يتضورون جوعًا أو يضطرون للتسول، وهناك الكثير من الأسر التي اضطرت إلى أن تتسول في الشوارع جراء انقطاع المرتبات، وهذا كله تتحمله الحكومة التي تتاجر بمعاناة المواطنين، فهم يعيشون في فنادق خمس نجوم بينما نحن المواطنون نتضور جوعًا ولا نجد ما نسد به رمق جوعنا”.

أما مجد عبد الرحمن فقال: “كما يعرف الجميع فالمواطن في عدن يعتبر الراتب مصدر دخله الوحيد، ونحن نتحمل ونعيل أسرًا، والجهات المعنية تعلم ذلك وتعلم أننا لا نملك أي بدائل أخرى، ومع ذلك يتم الإصرار على قطع المرتبات على المواطن البسيط والذي لا يجد ما يعيل به أسرته أو يسد به رمق جوعهم، خصوصا ونحن نعيش ظروفًا استثنائية جراء ارتفاع المواد الغذائية وانخفاض سعر العملة المحلية، فكل هذا زاد من معاناتنا أكثر”.

وتابع متسائلاً: “من أين لنا أن نأتي بمصاريف تضمن قوت أسرنا؟ هل يريدونا أن نبيع بيوتنا ونصبح مشردين في الشوارع؟ أو أن نموت من الجوع؟”.

وبنفس السياق قال عبده أحمد عن البدائل التي قام بها من أجل مواجهة مشكلة قطع مرتبه: “المعاناة كبيرة، والكلمات تعجز أن تصف حجم ما نعانيه، فأنا حاليا أبيع ماء في الهجرة والجوازات لكي أحصل على مصاريف يومية يمكن من خلالها أن أصرف على أبنائي وأسرتي، وهكذا الحال كل يوم ولا زلنا في معاناة بسبب انقطاع مرتباتنا”.

بدوره قال محمد حسين: “بسبب انقطاع المرتبات اضطرت كثير من الأسر إلى أن تتدين، واضطررنا أن نعمل في أعمال أخرى إضافية من أجل أن نستطيع توفير لقمة العيش لأبنائنا، فأنا حاليا أعمل بسيارة أجرة من أجل توفير المصاريف اليومية لأسرتي، ولكن هناك كثير من زملائي لا يملكون أي مصدر دخل آخر غير الراتب، ولذلك فحياتهم تحولت إلى معاناة ومآسٍ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”.

وأردف: “بسبب الديون الكثيرة التي نستدينها شهريا، وبسبب تأخر رواتبنا، أصبحنا غير قادرين على أن نمر من أمام بوابات المحلات التي تديّنا منها خجلاً وحرجاً من سؤال أولئك لنا، فنحن حقيقة وصلنا إلى حال مزرٍ جراء انقطاع المرتبات”.

فيما قال عادل حسن: “بعض المواطنين لجؤوا للعمل الإضافي بحثا عما يسد حاجتهم بعد أن قُطعت رواتبهم؛ لأن المواطن في الجنوب وخاصة في عدن لا يملك دخلا آخر غير المعاش، ولهذا عندما تنقطع الرواتب يبدأ المواطن بالهلع والخوف ويلجأ للبحث عن أي عمل، فمنهم من لجأ للحمالة أو للعمل كمنظف أو من امتهن بعض المهن البسيطة، حتى أن بعضهم وصل بهم الحال لبيع الماء أو التسول! وهذه كارثة أخرى تضاف إلى قائمة الكوارث التي حلت بنا منذ الحرب الأخيرة على الجنوب”.

الرسالة

وعن الرسالة التي يحب أن يوصلوها قال عمر سالم: “نحن نتمنى من الجهات المعنية أن تنظر إلى الناس بعين الرحمة، فنحن نملك أسرًا ننفق عليها ونعاني من ظروف شديدة الصعوبة جراء انقطاع المرتبات والتي وصلت إلى أكثر من أربع سنوات، ونتمنى من الجهات المعنية أن ترجع لنا رواتبنا من أجل أن تعود البسمة إلينا مرة أخرى”.

بنفس السياق قال نياز ربوعي: “نتمنى من الدولة أن تقوم بصرف المرتبات أولًا بأول، فالمواطن لا حول له ولا قوة، ويكفي ما نعانيه من أزمات جراء ارتفاع المواد الغذائية، فنحن لم يعد باستطاعتنا أن نتحمل انقطاع المرتبات”.

وأضاف: “نتمنى من الدولة أن تنظر إلى المواطنين كما تفعل الدول الأخرى من رفع للمرتبات وتسوية أوضاعهم، لا أن تقوم بقطع المرتبات وتأخيرها لأشهر!”.

بدوره قال المواطن محمد درويش: “رسالتنا الأخيرة أن تهتم الجهات المعنية والحكومة بصرف المرتبات أولاً بأول، وأن لا تدخل مرتبات المواطنين في أي نزاع ينشب على الساحة، فنحن مواطنون لا حول لنا ولا قوة، لا نملك سوى مرتباتنا التي تأتينا آخر الشهر لنوفر مصايف أسرنا”.

أما المواطن مجد عبد الرحمن فقال: “رسالتنا إلى المسؤولين أن يصرفوا مرتباتنا أولا بأول أسوة ببقية المرافق المدنية، وأن لا يتم إقحام رواتبنا في أي حروب أخرى، فنحن مواطنون لا نملك سوى هذه الرواتب لتعيننا على مواجهة الأزمات والحالة المعيشية الصعبة التي نعيشها”.

بنفس السياق قال المواطن عبده أحمد: “رسالتي أن لا يتم إقحام الرواتب في أي صراعات سياسية، فالمواطن البسيط لا يملك إلا راتبه ليواجه به مصاعب الحياة اليومية، ونحن لم نعد نعلم من أين تأتينا المصائب، ونتمنى من كل الجهات أن تعيد صرف مرتبات المواطنين؛ لأنه جراء قطع المرتبات تدمرت أسرًا واضطرت كثير من الأسر العزيزة إلى مد يدها للآخرين، والبعض الآخر أقدم على الانتحار جراء الظروف الصعبة، ولكن نسأل من الله أن يعجل بالفرج لكل المواطنين الصابرين”.

أما محمد حسين فقد قال: “نناشد الحكومة والجهات المعنية أن يحلوا معاناتنا المتمثلة في قطع المرتبات، وأن لا يدخلوا رواتب المواطنين في الأزمات السياسية، فالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والرواتب يجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن أي خلافات أو صراعات، فالمواطن لم يعد يتحمل أكثر، واتفاق الرياض قد اشترط على الحكومة أن تعيد صرف المرتبات، ونحن نأمل أن يتم تنفيذ هذا الشرط الخاص بإعادة صرف المرتبات للمواطنين لعلها تعيد البسمة إلى المواطنين مرة أخرى، فالحال صعبة جدا ولا يعلم بها إلا الله”.

ومن جهته قال عادل حسن: “يجب على الحكومة أن تتوقف عن فعل ذلك، ويجب عليها أن تصرف للناس رواتبها بوقتها وتصرف لهم أيضا رواتب الأشهر المتأخرة؛ لأن المواطن يكفيه كل ما يعانيه من حروب وأزمات وصراعات وغلاء معيشي وتدنٍ في مستوى الدخل وغيرها من الهموم التي يعانيها من كل قطاعات الدولة سواء كان التعليم أو الصحة أو غيرها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى