دعم المملكة للجنوب.. سياسة واضحة ومشاريع مثمرة

  • خادم الحرمين الشريفين: أثمرت ولله الحمد جهود المملكة السياسية بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي
  • د. الربيعة: مشروعات المركز الإغاثية والإنسانية منذ إنشائه عام 2015 وحتى الآن وصلت إلى 371 مشروعا بلغت قيمتها 16 مليار دولار منها ملياران و394 مليون و628 ألف دولار
  • السفير آل جابر: بادرنا بتنفيذ برامج التنمية لليمن شمالا وجنوبا خاصة في المحافظات المحررة والتي تشكل 85%

 

عدن24 | خاص

حرصت المملكة – ولا زالت – على الاستقرار في المناطق المحررة عموما والجنوب بشكل خاص، من خلال تأييدها للجهود الرامية لإحلال السلام وكان آخر تلك المساعي رعايتها لاتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.  وفي الجانب الإغاثي والإنساني تواصل المملكة العربية السعودية الدعم المادي والإنساني، والذي تجاوز منذ عاصفة الحزم أكثر من 13 مليار دولار، آخرها تبرع المملكة بمبلغ 500 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2019.

كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمام رئيس وأعضاء مجلس الشورى السعودي أكدت على الدور الذي تقوم به المملكة في اليمن جنوبا وشمالا، حيث قال: “أثمرت – ولله الحمد – جهود المملكة السياسية بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي”.

المملكة.. دعم سياسي للجنوب منذ القدم

كانت المملكة سباقة في تقديم الدعم السياسي للجنوب سابقا وفي محطات مختلفة، فدعمت السعودية بشكل واضح وثيقة العهد والاتفاق بين الجنوب والشمال والتي تم توقيعها في العاصمة الأردنية عمان في 18 يناير 1994 وبعد شن النظام في الشمال الحرب على الجنوب في 27 أبريل 94 أبدت السعودية انزعاجها من الغزو الشمالي على الجنوب وقدّمت الدعم والمساندة للجنوب، حيث أيّدت السعودية وجميع دول مجلس التعاون الخليجي – باستثناء قطر – حق الجنوبيين في استعادة دولتهم والعودة إلى الحالة السابقة. كما دعمت السعودية ومجلس التعاون قرارات مجلس الأمن رقم 924 و931 والتي دعت إلى وقف إطلاق النار وحل الخلافات السياسية عن طريق الحوار. وخلال الحرب الأخيرة التي شنتها المليشيات الحوثية قدمت السعودية الدعم السخي للجنوب والمقاومة الجنوبية، وكان للمملكة الدور الكبير في تطهير عدن والمحافظات الجنوبية من المليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية المتطرفة.

وأبدت السعودية تفهمًا للقضية الجنوبية وعبّر عن ذلك سفير المملكة في اليمن محمد آل جابر في تغريدات سابقة له على تويتر قال فيها إن بلاده تدرك أبعاد وتعقيد القضية الجنوبية ومدى تأثيرها على مجريات الأحداث الأخيرة في مناطق عدن وأبين وشبوة.

وأضاف: “تقدّر المملكة تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات، وتؤكد أنهم يمثلون مع إخوانهم في كافة القوى الوطنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث”.

وتكلل دعم المملكة للجنوب مؤخرًا بتوقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة والذي أعطى المجلس الانتقالي حق تمثيل الجنوب في مفاوضات السلام القادمة، كما أعطى الجنوب حق التمثيل في أي حكومة قادمة بنسبة 50%.

دور إغاثي وإنساني مشهود

وعلى الصعيد الإغاثي والإنساني تواصل المملكة العربية السعودية – ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية – جهودها لمواجهة المأساة التي يعيشها الجنوبيون الناجمة عن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.

وفي دعم جديد من السعودية وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوم الثلاثاء 19 نوفمبر2019 برنامجين تنفيذيين لعلاج الجرحى والمصابين في أحداث عدن الأخيرة، وذلك بالشراكة مع عدد من مستشفيات القطاع الخاص في العاصمة عدن.

وقام بتوقيع العقدين مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج المهندس أحمد بن علي البيز والتي يتم بموجبها تقديم الدعم والرعاية الصحية والطبية للمستهدفين.

وجرى توقيع عقد البرنامجين التنفيذيين لعلاج الجرحى المصابين بقيمة 320 ألف دولار أمريكي وذلك بالشراكة مع مستشفيات خاصة بالعاصمة عدن.

ومن المقرر أن يتم خلال البرنامج تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى المصابين وفق المعايير الطبية لعدد 100 جريح.

ودشنت المملكة – ممثلة بمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية – في وقت سابق من هذا العام الحملة الطبية التطوعية لجراحة القلب المفتوح والقسطرة للأطفال بإجراء عملية قلب مفتوح واحدة وتسع عمليات قسطرة علاجية في المكلا.

كما أطلق مركز الملك سلمان البرنامج التدريبي لمشروع دعم وتشغيل مركز الأطراف الصناعية في العاصمة عدن بهدف تدريب وتأهيل 16 متدربا على تقنيات صناعة وصيانة الأطراف الصناعية.

ويذكر أن المشروع الذي انطلق في بداية هذا العام يهدف إلى إنتاج وصيانة 600 طرف صناعي للمستفيدين الذين فقدوا أطرافهم نتيجة الألغام العشوائية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية.

وقال المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إن مشروعات المركز الإغاثية والإنسانية منذ إنشائه عام 2015 وحتى الآن وصلت إلى 371 مشروعا، بلغت قيمتها 16 مليار دولار، منها ملياران و394 مليون و628 ألف دولار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة بالتعاون مع 80 شريكا دوليا وإقليميا ومحليا معتمدة على المعايير الإنسانية وعدم الانحياز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني.

وأضاف الربيعة بأن السعودية استجابت لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا.

وأكد الربيعة أن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة خلال السنوات الأربع الماضية بلغت 11.88 مليار دولار.

من جانب آخر قال سامر الجطيلي، المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان: “إن المركز أقام منذ عام 2015 إلى عام 2017 جسرا جويا أرسل من خلاله اكثر من 24 طائرة حملت على متنها 227 طنًا من المواد الغذائية والطبية، كما تم إرسال سفينتين هما: درب الخير، والنوى إكسبرس، على متنهما 8040 طنًا من المساعدات شملت التمور والمواد الطبية والسلال الغذائية، بالإضافة إلى القوافل البرية التي تم من خلالها إرسال 2258 شاحنة تحمل أكثر من 44,148 طنا من المواد الغذائية والطبية”.

وأضاف الجطيلي: إن مركز الملك سلمان قد وضع خطة شاملة بالتعاون مع قوات التحالف العربي ورصد إجمالي الاحتياجات بحوالي 2.96 مليار، دولار قدمت دول التحالف حوالي 1.5 مليار دولار كاستجابة للوضع الإنساني، حيث تكفلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليار ريال بما يعادل نسبة 57% من الاحتياجات”.

التنمية والإنسان أولاً

في الجانب التنموي تواصل السعودية جهودها التنموية في مجالات الإعمار وبناء السلام، والتي شملت عدة قطاعات حيوية في مختلف المحافظات، وفق استراتيجية ورؤية تهتم بالإنسان أولاً، وتلامس احتياجاته من الخدمات، بهدف خفض معدل البطالة، وتحريك عجلة الاقتصاد، واستقرار العملة، وذلك بتقديم وديعة بملغ 3.2 مليار دولار للبنك المركزي في عدن.

كما حرصت المملكة على تزويد محطات الطاقة الكهربائية بوقود تبلغ قيمته 180 مليون دولار أمريكي على دفعات، مما ساهم في إضاءة المنازل والمتاجر ليتحقق بذلك توافر الطاقة الكهربائية المنتظم لما يزيد عن 18 مليون مستفيد، ما انعكس بشكل فاعل على إنعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومساعدة الحكومة على دفع مرتبات وأجور الموظفين.

وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن والمشرف العام على البرنامج السعودي للتنمية والإعمار، السفير محمد بن سعيد آل جابر: “إن مسار التنمية في أي مكان بالعالم لا يمكن أن يتحقق دون أن يتحقق الأمن والاستقرار، لذلك بادر البرنامج بتنفيذ مشاريعه فوراً في المناطق المحررة والتي تشكل 85% من الأرض”. مؤكداً أن البرنامج يسارع بتنفيذ المشاريع التنموية وفق الأولويات، والحاجة الطارئة في كافة المحافظات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى