تقرير خاص لـ”عدن 24″ : حكومة الفساد ترفل بالبذخ… والشعب يدفع ثمن الأوضاع الكارثية ..

عدن 24/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
- بين استحقاقات الغد واوهام الامس.. الجنوب امام لحظة الحسم المصيرية.
عجز حكومي بوجه الانهيار.. الجنوب أسير الواقع المليء بالفوضى.
عدن تستغيث: لا ماء، لا كهرباء، لا أمل
“إلى متى الانتظار؟”.. الجنوب يصرخ وسط أزمات متصاعدة وأفق سياسي مسدود
بينما تعيش العاصمة عدن حالة انهيار غير مسبوق، يقف المواطن في مواجهة واقع متأزم، يتجلى في غياب أبسط مقومات الحياة. وتتوالى التحذيرات من كارثة وشيكة في ظل تجاهل حكومي واضح وفشل مزمن في معالجة الأزمات المتلاحقة.
من بين رماد الأمل المبعثر، يبرز سؤال الجنوبيين الملّح: “إلى متى الصبر؟”، في وقت تغيب فيه الحكومة والوزراء خارج البلاد، تاركين العاصمة عدن تواجه مصيرها بمفردها.
عدن على حافة الانهيار الكامل.. انهيار الخدمات وتدهور العملة وغياب الرواتب
الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والانهيار المتسارع للعملة، وتأخير صرف الرواتب، كلها مؤشرات على عجز حكومي فاضح في التعامل مع أزمات البلاد. في المقابل، يتمسك شعب الجنوب بثباته رغم محاولات إغراقه في الفوضى، وسط صراع داخلي وخارجي على النفوذ في عدن.
أزمات متفاقمة تهدد الحياة اليومية
أكدت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن قرب الانقطاع التام للتيار الكهربائي، وهو ما قد يؤدي إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه والمستشفيات. وتشير بيانات رسمية إلى إنفاق حكومي يتجاوز 600 مليون دولار سنوياً على الكهرباء، رغم أن ساعات التشغيل لا تتجاوز 4 ساعات يومياً في أفضل الأحوال.
ويواجه القطاع الصحي تحديات خطيرة في ظل الاعتماد شبه الكامل على الكهرباء، مع تزايد المخاوف من تفشي الأمراض نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة مع قدوم فصل الصيف.
خيبة أمل شعبية في ظل غياب أي حلول حكومية
يعاني المواطنون في عدن من غياب أي جدول منتظم لتوزيع الكهرباء، حيث قد تعمل لساعة أو اثنتين، ثم تنقطع لعشرين ساعة أو أكثر. ويشكو السكان من أن بدائل الكهرباء مثل الطاقة الشمسية أو المولدات باتت مكلفة وغير متاحة للجميع، ما زاد من تعقيد المشهد المعيشي.
ويجمع المواطنون على أن غياب المعالجات الحكومية قد أدخل الناس في حالة من اليأس، خصوصاً أن الأزمات باتت تطال جميع مناحي الحياة.
فساد مالي وانهيار اقتصادي.. أرقام صادمة
بالتزامن مع تفاقم الأزمات، تستمر العملة المحلية في الانهيار، حيث تجاوز سعر صرف الدولار 2510 ريالات، وسط فشل حكومي واضح في وقف النزيف الاقتصادي. وكشف الدكتور محمد جمال الشعيبي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن، عن إنفاق مئات الملايين من الدولارات دون أي أثر ملموس، في ظل مؤشرات فساد مالي وإداري واسعة النطاق.
وأشار الشعيبي إلى فضيحة مالية تمثلت بسحب 14 مليون دولار من حساب العاصمة عدن، بحجة تطوير خدمات الاتصالات، دون أن تظهر نتائج تذكر.
النقابات العمالية تدعو إلى التصعيد وإسقاط الحكومة
وسط هذا الوضع المتدهور، أعلنت نقابات عمال الجنوب عن نيتها تنظيم فعاليات احتجاجية واسعة تطالب بإسقاط الحكومة الحالية. وأكد الاتحاد العام للنقابات في عدن أن مهلة الانتظار انتهت، وأنه لا يمكن السكوت على ما وصفوه بـ”الانهيار الشامل والفساد الممنهج”.
غياب الرؤية والإرادة للإصلاح.. ومخاوف من حرب خدمات
يرى مراقبون أن الحكومة الحالية تُدار من قبل قوى لا تمتلك أي استراتيجية حقيقية لإنقاذ الوضع، بل تتعمد تأجيج الأزمات ضمن ما يوصف بـ”حرب الخدمات” التي تستهدف إخضاع الجنوب سياسياً واقتصادياً.
رحيل الحكومة والمجلس الرئاسي مطلب شعبي متصاعد
يشير الشارع الجنوبي إلى أن بقاء المجلس الرئاسي والحكومة لم يعد يمثل أملاً بالإصلاح، بل أصبح جزءاً من المشكلة. ويعتبر كثيرون أن رحيل هذه القيادات هو السبيل الوحيد لإنقاذ الجنوب من الانهيار.
دعوات للعصيان المدني
تتصاعد دعوات العصيان المدني والاحتجاجات الشعبية مع اقتراب لحظة الانفجار الشعبي. وبينما يواجه المجلس الرئاسي اختبار البقاء، لا تزال عدن تنزف في صمت، فيما يصف المواطنون الحكومة بأنها “فاشلة ولصوصية”، لا همّ لها سوى الحفاظ على مصالحها على حساب الشعب.