تاريخ حضرموت العريق بريشة الفنان التشكيلي محمد بن اسماعيل

بعد قرون من الزمن يحاول الفنان التشكيلي الحضرمي محمد عبدالله بن اسماعيل رسم معالم حضرموت الأثرية التي ارتبطت أسماءها بالتاريخ القديم, لتبقى حاضره عند كل الأجيال.

عدن24/ خاص :

         بإمكانياته المادية البسيطة وأدواته الشحيحة, يعمل الفنان محمد بن اسماعيل على رسم مدن وقلاع تاريخية عريقة يعود تاريخها إلى مئات السنين, يستطيع من خلالها معرفة الأجيال الجديدة بتراث حضرموت العريق الذي دون مكانة حضرموت التاريخية, في وقت اندثرت فيه أغلب المواقع الأثرية في أكثر مدن الجنوب.
بريشته المتواضعة استطاع اسماعيل أن يبرز الماضي في الحاضر من خلال لوحاته الفنية بديعة الجمال لمواقع ارتبطت تاريخها بأسماء شخصيات ذات تاريخ كبير.
هناك العديد من الأعمال الفنية التي قام بتصميمها الفنان ابن سماعيل ومن تلك الأعمال قصر ناصر الذي جسده بجميع مكوناته الفريدة التي تحكي عن إمارة عريقة في الشحر وهي إمارة الأمير ناصر بن نايف بن عمر بن بريك.
43عاما على بداية عمل بن اسماعيل في المجال الفني التشكيلي دون اهتمام يذكر من قبل الجهات المعنية, التي تكتفي بشراء لوحة فنية عند الحاجة فقط.
سنوات عجاف تجرع فيها مرارة البحث عن الأخذ بيده لإبراز ما يمكن إبرازه لمدن       تزخربالمواقع الأثرية التي تعاقبت  عليها الأزمان.

لفتة كريمة حضي بها الفنان التشكيلي مؤخراً من المجلس الانتقالي لقاء ابداعه  المتميز  لهذه اللوحة الفنية الرائعة اذ كرمته هيئة الانتقالي تقديرا لهذا العمل الذي يضفي رونقا جميلا واحياء للتراث الثقافي والفني الجنوبي الذي صاغ عبر العصور والاجيال على تعاقبها حضارة عريقة بمدلولاتها وابعادها الانسانية الضاربه في عمق التاريخ .

هيئة الانتقالي أشادت بأعماله الفنية التي يقوم بها طيلة هذه المدة, وأبدت استعدادها في تقديم كل ما يلزم في دعم  مشاريعه التراثية, التي من خلالها يمكن للجميع معرفة ماضيهم الجميل وما يحمل في طياته من دلالات تاريخية.

 الفنان في سطور
الفنان محمد عبد الله” من أبناء مديرية الشحر متزوج يعمل بشكل خاص منذ عام 1985م في المجال الفني ولم يحظَ بأي دعم أو تكريم تقديراً لجهوده الجبارة التي يبذلها في مجال تجسيد التراث الحضرمي, إلا أثناء مشاركته في المعرض الوطني بالمكلا في 2005م وتحصل على شهادة تقديرية من غرفة صناعة حضرموت, وفي العام 2006م/ تم تكريمه من وزير الثقافة خالد الرويشان, واليوم وبعد هذه المدة يكرمه رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك في 2018م، في مقر الجمعية في العاصمة عدن.

أعماله الفنية
هناك العديد من الأعمال الفنية التي قام بها الفنان التشكيلي بن اسماعيل طيلة 43سنة استطاع من خلال ريشته احياء معالم تاريخية أوشكت على الاندثار, ومن هذه الأعمال, قصر ناصر التاريخي في مدينة الشحر وسدة العيد روس وحصن الغويزي وقصر سيؤن والشهداء السبعة ومدرسة مكارم الأخلاق وعدة مباني تاريخية أخرى, ومن ضمن أعماله الفنية مدينة الشحر التي رسمها كاملة الأركان في معالمها التاريخية من مساجد وأزقة حيث استغرق العمل فيها سنتين وشهرين دون تلقي أي دعم وعند الانتهاء من تصميمها قام ببيعها للمتحف بعد أن طلبت منه ، حيث وقع مع المدير حسين أحمد باداهية بقيمة 5مليون استلم منها 1400.000ولم يتم تسليم المجسم بسبب اصابة المدير باداهية اذ لم يقم بقية المدراء بدفع ما تبقى من المبلغ المتفق علية حيث قال الفنان أنه تابع المدراء ولم يتلقى أي فائدة.
وقال بن اسماعيل”: نزولي إلى العاصمة عدن جاء بدعوة من قبل رئيس الجمعة الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك, بعد أن اطلع على أعمالي الفنية ومنها قصر ناصر بن بريك, الذي أهديته إلى الأستاذ فهد الشليمي وقام الشليمي بنشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي” موضحاً ” أن الشليمي تحدث عن العمل الإبداعي وتحدث عن تاريخ القصر من خلال المعلومات التي دونها بن اسماعيل التي تحكي عن القصر في المجسم وهذا القصر يحكي عن إمارة عريقة في الشحر وهي إمارة الأمير ناصر بن نايف بن عمر بن بريك.
ويقول بن اسماعيل” انه يبحث عن توثيق التاريخ في أعماله الفنية وأنه على استعداد في حالة امتلاكه الامكانيات على توثيق التاريخ في عدة مناطق جنوبية خارج حضرموت وتحدث الفنان عن معاناته في عدم توفر الامكانيات التي يحتاجها لإنجاز أعماله فجميع أعماله تقوم على امكانات بسيطة جداً وهذا يجعل العمل الواحد يأخذ منه وقتاً وجهداً كبيرين أما إذا توفرت الامكانيات المتطورة يكون انجاز العمل أسرع كما أن موهبة الفنان تبرز ويبدع أكثر ف انجاز أي عمل يتطلب دراسة مسبقة قبل تنفيذ العمل.

كلمة حق
أشاد الفنان التشكيلي بن اسماعيل بالاهتمام البالغ من قبل المجلس الانتقالي الذي أبدى استعداده في تقديم كل ما يلزمه في أعماله الفنية من أدوات وغيرها وقال”: استقبلت بحفاوة كبيرة من قبل الأخ اللواء بن بريك أثناء استقباله لي في مقر الجمعية الوطنية بالعاصمة عدن, وأبدى استعداده الكامل في تقديم الدعم الكافي بعد أن استمع إلى الاشكاليات التي تواجهنا في تنفيذ أعمالي الفنية.
وأضاف” إلى أنه تلقى اتصال من الشيخ هاني بن بريك أبدى استعداده هو الآخر في تقديم الدعم وتوفير كل ما يتطلبه العمل الفني, وشكرني على اهتمامي بالمعالم التاريخية التي تتميز بها حضرموت خاصة والجنوب عموماً.
ويعتمد الفنان في عيشه على بيع أعماله الفنية فهو لا يمتلك مصدر دخل غير ذلك هذا مما أثر عليه كفنان تشكيلي حيث لا يقدر على الاحتفاظ بالأعمال التي يقوم بها على حد تعبيره .


هذه المادة تم نشرها في صحيفة عدن 24 المطبوعة ، العدد 59 بتاريخ 17 ديسمبر 2018، الصفحة 13

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى