#تقرير _خاص | مخاوف من عودة الإرهاب إلى الجنوب

 

  • الانتقالي: العمليات الإرهابية بعدن كشفت الارتباط الوثيق بين العناصر الإخوانية المختطفة للحكومة اليمنية والجماعات الإرهابية 
  • تحظى الجماعات الإرهابية بدعم مباشر من جناح الإخوان “الإصلاح” المسيطر على الشرعية 
  • يمثل اللواء الأحمر غطاءً سياسيا للجماعات الإرهابية في اليمن 
  • مركز أبحاث مصري: الأحمر ممول القاعدة الأول في اليمن 
  • كشفت أحداث شبوة  وأبين الأخيرة عن مشاركة الكثير من عناصر تنظيم القاعدة مع ما يسمى “الجيش الوطني” 
  • نائب الرئيس: القوات الجنوبية تواجهة الإرهابيين دفاعا عن الجنوب 
  • العولقي: زحفت القوات الشمالية باتجاه الجنوب غطاء لإعادة إنتشار التنظيمات المتطرفة 
  • أي انفلات أمني في الجنوب قد يقود إلى الفوضى الشاملة بما يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي وبالذات لدول الخليج 
  • مراقبون: ليس أمام التحالف العربي سوى دعم المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية كحليف قوي وصادق لحفظ الأمن وتطهير الجنوب من الإرهاب

معهد واشنطن:

  • ميليشيات “الإصلاح” التي مكّنت الحكومة من تنفيذ هجومها المضاد الأخير تضم في صفوفها الكثير من المتعاطفين مع تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” 
  • اليوم أصبح للتنظيم معقل محمي في مدينة مأرب ويتمتع بالحرية الكاملة للتنقل في المناطق الريفية القبلية المحيطة بالمدينة 
  • الحملة التي تقودها الإمارات وتدعمها الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم في غرب شبوة وأبين قد تتعرض للخطر إذا ما فقد الإماراتيون نفوذهم في هاتين المحافظتين 
  • يجب على وكالات الاستخبارات والدفاع الأمريكية أن تشجّع الإمارات للحفاظ على انخراطها الكامل في الحرب ضد تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”

 

عدن24 | خاص

تزداد المخاوف يوما بعد يوم من تمدد وانتشار الجماعات الإرهابية في الجنوب بعد سيطرة مليشيات الإصلاح على مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة والمناطق المجاورة لها.

وكانت ميليشيات الإصلاح قد سيطرت على مدينة عتق والمناطق المجاورة معززة بعناصر قبلية وجماعات جهادية إرهابية من المحافظات اليمنية في الشمال، وذلك بعد انسحاب قوات النحبة الشبوانية.

وما يعزز هذه المخاوف هو أن هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية تحظى بدعم مباشر من جناح الإخوان المسلمين  “الإصلاح” المسيطر على الشرعية والمتحكم بقراراتها، وتخضع هذه الجماعات الجهادية “الإرهابية” لتوجيهات الرجل الثاني في الشرعية اللواء علي محسن الأحمر، وهو الرجل الأول والداعم والمقرب من الجماعات الإرهابية في اليمن.

ويمثل الأحمر غطاءً سياسيا لعناصر التنظيم في اليمن، وكانت هناك الكثير من التقارير الأمريكية التي أشارت إلى ضلوع الأحمر في دعم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما أنه تزّعم ملف العناصر الإرهابية العائدة من أفغانستان واستخدامهم في حرب 94 ضد الجنوب.

وكان مركز أبحاث مصري قد أكد أن الأحمر ممول القاعدة الأول في اليمن.

وكشف مركز “المرجع” المصري المتخصص في الدراسات والأبحاث الاستشرافية حول الإسلام الحركي في تقرير له “وجود علاقة سرية بين علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، وبين قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة”.

وتكشف التقارير عن رسائل بين «الأحمر» و«قاسم الريمي» في عام 2017، طلب فيها «الأحمر» تكثيف وجود تنظيم «القاعدة» لمواجهة الحوثيين والجيش اليمني، الذي كان آنذاك تحت إمرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد «الأحمر» لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب. وتضمنت رسائل الأحمر تأكيدات أن العناصر التي تم تجنيدها في الجيش الوطني من أعضاء حزب الإصلاح والقبائل غير مؤهلة لخوض المعركة في مواجهة المد الشيعي؛ لافتقارهم للعقيدة القتالية المطلوبة، وسعيهم بشكل متواصل للحصول على الأموال.

وكشفت أحداث شبوة عن مشاركة الكثير من عناصر تنظيم القاعدة مع ما يسمى “الجيش الوطني”، وقدمت هذه العناصر من محافظتي مأرب والبيضاء اليمنيتين اللتين تعدان معقلا رئيسيا للجماعات الإرهابية في شبه الجزيرة العربية، كما أن التنظيم في اليمن يعد هو الأخطر، وفق التقارير الغربية.

وكان تنظيم القاعدة قد تبنى عملية تفجير تعزيزات عسكرية لقوات الحزام الأمني من محافظة أبين إلى محافظة شبوة، وسبق ذلك اعتراف مسئول في مكتب رئاسة الجمهورية بوقوف ما يسمى قوات الجيش الوطني خلف العملية، وهو ما يؤكد استخدام الشرعية لورقة الإرهاب لمواجهة خصومها.

ونفذ التنظيم عدة عمليات إرهابية في الأسبوع الماضي استهدفت قيادات وقوات الحزام الأمني في العاصمة عدن، وهذه الهجمات – بحسب مراقبين – هي ترجمة لتهديدات شخصيات إخوانية مقربة من الشرعية، والتي هددت باستهداف قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية في الجنوب والعاصمة عدن بالذات.

وجود عناصر إرهابية في ما يسمى الجيش الوطني اضطر التحالف العربي وعبر طيران الإمارات العربية المتحدة لاستهداف تلك العناصر.

واتهمت حكومة الشرعية المختطفة من الإخوان الإمارات بقصف ما يسمى “الجيش الوطني”، ولكن دولة الإمارات أوضحت عبر وزارة خارجيتها في ردها على وزارة الخارجية اليمنية، احتفاظها بحق الدفاع عن النفس والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي، حيث بدأت التنظيمات الإرهابية بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات، مما استدعى استهداف المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة، ووفقا لقواعد الاشتباك المبنية على اتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني، وذلك بتاريخ 28، 29 أغسطس 2019.

وأوضحت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها أن عملية الاستهداف ”تمت بناء على معلومات ميدانية مؤكدة بأن الميليشيات تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري، وقد تم تنفيذ الضربات بشكل محدد“.

وفي تعليق على الهجمات الإرهابية الأخيرة في عدن، قال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان له: في انكشاف واضح للارتباط الوثيق بين العناصر الإخوانية المختطفة للحكومة اليمنية، والجماعات الإرهابية، وبعد أقل من ٤٨ ساعة من تطهير العاصمة عدن من جماعات الإرهاب المتدثرة برداء الشرعية، تحركت خلايا الإرهاب الداعشية النائمة في بعض مديريات العاصمة عدن يوم “الجمعة” الموافق 30 أغسطس 2019م، لتنفذ عدداً من العمليات الإرهابية، أوقعت عددا من الإصابات في صفوف رجال القوات المسلحة والحزام الأمني والمقاومة والمواطنين الأبرياء.

وأكد البيان أن العمليتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما مديريتا دار سعد والشيخ عثمان واستهدفتا نقاطاً أمنية وتجمعات مدنية وأسواق شعبية، بالتزامن مع حملات تحريض واسعة من إعلام الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح، تكشفان بجلاء أن الإرهاب الداعشي والقاعدي هو الوجه الآخر لهذه الحكومة ومؤسساتها المخترقة، وهو ما يؤكد كل ما ذهبنا إليه سابقاً وحذرنا منه بأن هذه الحكومة ليست سوى مظلة للإرهاب وحامية وداعمة له.

وحمل بيان الانتقالي ما تسمى بالحكومة الإخوانية المتدثرة بالشرعية المسؤولية الكاملة عنها. وأكد أن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجنوبية ستواصل جهودها في التصدي لعناصر الإرهاب والتطرف ومن يدعمها في أي مكان وزمان من أرض الجنوب الحبيب.

وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قد أكد أن القوات الجنوبية تواجه الإرهابيين دفاعا عن الجنوب.

وقال بن بريك في تصريحات صحفية: قواتنا الجنوبية متوجهة من الجبهات الشمالية للدفاع عن الجنوب الذي يواجه قوى الإرهاب الإخونجي، فلن نبقى في جبهات لتحرير الشمال من الحوثي والشمال يغزونا.

وأضاف: ظللنا لما يزيد عن أربع سنوات نواجه الحوثي بكل إخلاص، وقوى الإرهاب تدخر دعم التحالف لغزو الجنوب، والآن معركة المصير يا شعب الجنوب.

ومن جانبه، قال سالم ثابت العولقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، إن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت الحزام الأمني في عدن تؤكد أن قوات ما يسمى بالشرعية التي زحفت من الشمال باتجاه شبوة وأبين وعدن كانت غطاء لإعادة انتشار التنظيمات المتطرفة واستهداف النخبة والحزام الأمني كأجهزة حققت نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب.

وأكد العولقي أن شعب الجنوب سيدافع عن بلاده ولن يسلمها لشرعية الإخوان وأجندة قطر أو حوثة إيران أو للإرهاب العابر للحدود.

وأضاف العولقي: نحن ندرك الخطر المحدق اليوم ببلادنا الجنوب، ونتمنى من إخوتنا في التحالف العربي إدراك ذلك.. لاحقا لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب شيئا، وسيناريو العراق ليس ببعيد.

وأوضح العولقي أن ما تسمى بالقوات الحكومية أو الجيش الوطني عبارة عن مسلحي قبائل من جغرافيا معينة وعناصر متطرفة ولفيف من جماعة الإخوان المسلمين ولصوص ومرتزقة مارسوا أعمال سلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة في مدن الجنوب.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد استغل أوضاع الحرب، واستطاع السيطرة على مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وأغلب مناطق محافظة شبوة وأبين، وكذلك تمدد نفوذه إلى العاصمة عدن ومحافظة لحج، وتمكنت القوات الجنوبية في زمن قصير  – وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة – من تحقيق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية، واستطاعت تطهير المحافظات من عناصر التنظيم، ولكن بعد انسحاب النخبة الشبوانية من المحافظة. وسيطرة ميليشيات الإخوان وتدفق العناصر الإرهابية من المحافظات القريبة لشبوة مثل البيضاء ومأرب والجوف يضع الجنوب في خطر حقيقي من عودة الإرهاب مرة أخرى وبشكل أقوى من السابق.

المخاوف من عودة الإرهاب إلى الجنوب عززتها العديد من التقارير الغربية والأمريكية، ففي تقرير جديد لألكسندر ميلو ومايكل نايتس من معهد واشنطن الأمريكي قالا إنه أصبح لتنظيم “القاعدة” معقل محمي في مدينة مأرب اليمنية.

وجاء في التقرير “​فسحة للتنفَّس لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”: من المرجح أن يستفيد تنظيم “القاعدة” من تراجع نفوذ الإمارات وتحسّن الوضع بين هادي وحزب “الإصلاح”.. فبعض ميليشيات “الإصلاح” التي مكّنت الحكومة من تنفيذ هجومها المضاد الأخير تضم في صفوفها الكثير من المتعاطفين مع تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، كما أن هادي وداعميه السعوديين لم يركّزوا كثيرا على التصدي لهذا التنظيم الإرهابي منذ بدء الحرب الحالية في عام 2015.

وأضاف التقرير: اليوم أصبح للتنظيم معقل محمي في مدينة مأرب ويتمتع بالحرية الكاملة للتنقل في المناطق الريفية القبلية المحيطة بالمدينة. هذا وإن الحملة التي تقودها الإمارات وتدعمها الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم في غرب شبوة وأبين قد تتعرض للخطر إذا ما فقد الإماراتيون نفوذهم في هاتين المحافظتين. وبينما ستترك الإمارات على الأرجح قوة كبيرة لمكافحة الإرهاب في شبوة، فقد تتضاءل قدراتها، إذا أصبحت السعودية هي القوة الرئيسية في المحافظة واستمرت ثقة الميليشيات بأبوظبي في التراجع.

وأشار التقرير إلى أنه لتجنب هذا السيناريو، يجب على وكالات الاستخبارات والدفاع الأمريكية أن تشجّع الإمارات على الحفاظ على انخراطها الكامل في الحرب ضد تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، بينما يضغط المسؤولون الدبلوماسيون بهدوء على الرياض وهادي لضمان ألا يصبح التراخي السعودي في محاربة التنظيم هو الوضع الاعتيادي الجديد في شبوة وأبين وحضرموت.

وبحسب مراقبين، فإنه ليس أمام التحالف العربي وبالذات المملكة العربية السعودية سوى أن تكون حازمة مع جماعة الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” التي اختطفت الشرعية والتي تستخدم الإرهاب ورقة في يدها ضد خصومها.

وأكد المراقبون أن أي تماطل من التحالف العربي تجاه الإخوان وتمدد الإرهاب في الجنوب مرة أخرى قد يضع الجميع وأمن الجميع في خطر حقيقي، وخاصة في ظل التكتل من قبل العديد من الدول في المنطقة والتي تهدف إلى زعزعة الأمن في الخليج وبالذات في المملكة العربية السعودية.

ويرى المراقبون أنه ليس أمام التحالف العربي سوى دعم المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية كحليف قوى وصادق لحفظ الامن وتطهير الجنوب من الإرهاب، مالم فإن أي انفلات أمني في الجنوب قد يقود إلى الفوضى الشاملة بما يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي وبالذات للدول الخليجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى