التوظيف الإعلامي.. النفط نموذجا !!
كتب/ صالح علي الدويل باراس
لا قوة ولا كيان اليوم في خارطة حرب اليمن تمتلك قرارها الا في حدود ما تسمح به ارتباطاته الاقليمية ، بمعنى ان “لا احد صاحب قراره” ، وحتى الحوثي في غزواته البحرية ونصرته ل”غزة” لايتجاوز تلك الارتباطات بل محكوم بايقاع العلاقة بين طهران وواشنطن ، ولو ان لكل قوة قرارها ما أُزِيح الرئيس السابق “عبدربه منصور” ونائبه “علي محسن الاحمر” في ليلة ليلاء وما احد قال ثلث الثلاثة كم!!!؟
لكن ايضا تحت هذه الارتباطات المهيمنة تتصارع القوى والمكونات لتثبيت اجندتها ففي السياق السياسي تدير اليمننة حرب خدمات والحجة الآن ان الحكومة غير قادرة على تشغيل خدمة الكهرباء والهدف ان تودع المحافظات الجنوبية خدمة الكهرباء ثم بقية الخدمات بنفس الحجة !!!، وهي حربٌ ما انفكت منذ تحرير عدن وتحرير الجنوب وفي السياق الاعلامي تدار حرب رديفة بحملات اليكترونية واعلامية وفضائية توظيفية وتنفيسية موجهة للجنوب تصب كلها في سياق خلق “فوبيا” من استقلال الجنوب وليس ضد الانتقالي فحسب ، مع ان الانتقالي لم يضع اي خطوط حمراء على الاعلام بل ان القنوات التي تشن الحملات عليه تتواجد لها مكاتب في عدن وفي عواصم المحافظات وتدير حملاتها منها ولم يمس نشاطها المعادي رغم استطاعته ، عكس الحوثي الذي وضع خطوط حمراء شملت حتى معلقي الوتس اب وغيرها من الوسائط الا من هم خارج سلطة امره الواقع
موضوع النفط شائك لان المعلومات الحقيقية عنه عليها خطوط حمراء !!! ، لكن قبل ان نمتدح “س”او “ص” هل يساءل المادحون .. لماذا اوقف الحوثي نفط شبوة ونفط حضرموت بينما لم يوقف نفط مارب الذي لم يوّرد منه دولارا للبنك المركزي في عدن بل سمح بتموين كهرباء الرئيس منه !!؟
هذا النفط – برضى الحوثي – يموّن كهرباء عدن لان شركة “صافر” حكومية حسب دعوى الحكومة !! اما نفط شبوة مثلا ففي خزانات “عياذ” ولا يستطيعون ان يتصرفوا فيه ببرميل لتموين محروقات كهرباء الرئيس ، فما يُؤخذ من “عياذ” هو من حصة “صافر” وليس من محافظة مارب كما يتناوله بعض الاعلام !! ، وكذا نفط حضرموت في خزاناته ولا تستطيع الحكومة ان تتصرف فيه مع ان في حضرموت شركة اسمها “بترو مسيله” مثلما في مارب شركة اسمها “صافر “
كييييف ولماذا ذلك!!؟
طالما والحوثي غير مستفيد من النفط!! فلماذا لم يهاجم منشآت نفط مارب كما هاجم منشآت نفط حضرموت وشبوة !!؟ ولماذا يمنع الشركات العاملة في شبوة وحضرموت ان تنتج حتى برميل واحد لتزويد كهرباء الرئيس في عدن بينما الحالة في مارب تسير على مايرام !!؟ …اليس ذلك من الحرب على الجنوب اتفقت يمننة الحوثي ويمننة الرئاسي عليها!!؟
في الاسبوع الماضي كشف “العزي”نائب وزير خارجية الحوثي في تغريدة له على منصة (X) ان مارب تنتج نفط ، وان نفطها لم يتعرض لاي توقيف!!! ما يؤكد ان الامور بين مارب والحوثة “سمن على عسل” وان هناك ايرادات لاتذهب الى البنك المركزي في عدن لكنها تذهب لبنك “صنعاء” فعلي الاقل فالتوقيف لم يشمل توقيف المصفاة التي بطاقة عشرة الف برميل ولا توقيف الغاز!! وتهديد “العزي” للحصول على نصيب اكثر مما يناله الان!!
لم يتساءل اعلامهم !! لان همّهم ان يجعلوا كل السلبيات في عدن من مسؤولية جهة يعادونها ، هذه الجهة مهما كانت سلبياتها اثبتت انها تتسع للنقد بل للتجريح ولا تستخدم قوتها لتكميم الافواه
12 مايو 2024م