اليوم الـ160 للحرب.. الغارات تغتال «صيام غزة» و«مدفع التوتر» يضرب الضفة

تلامس غزة حدود المجاعة في اليوم الـ160 للحرب، وتشتعل جبهة “خان يونس”، وتنتقي الغارات الجوية أهدافها، وسط توتر ينذر بانفجار في الضفة.

وصباح الخميس، أفادت تقارير صحفية بمقتل 7 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة العطار في مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما يبدو أن جهود فرض هدنة في رمضان متعثرة.

بدوره، قال قائد لواء الكوماندوز للاحتلال الإسرائيلي عومر كوهين، إن قواته تخوض في خان يونس جنوبي غزة معارك لم تشهدها في أي مكان آخر بالقطاع.

وأوضح كوهين في تصريحات لصحيفة هآرتس “نحن في (مدينة) حمد منذ أسبوع ويومين، لقد خضنا هنا قتالا لم نشهده في أي مكان آخر في القطاع حتى الآن”.

وتابع أن “حماس لديها قدرات أكبر لإدارة القوات هنا، وهذا واضح في القتال الذي دار خلال الأيام القليلة الماضية”.

“موقع الأونروا”

وأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قتل عضوا في حركة حماس في ضربة جوية في رفح، بعد ساعات من إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) عن قصف إسرائيلي أصاب مركزًا لتوزيع الأغذية تابعًا لها في المدينة الواقعة بجنوب غزة.

وقال الجيش إن العنصر يدعى محمد أبو حسنة. وظهر هذا الاسم بين القتلى الأربعة الذين أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة في غزة، مقتلهم في الضربة على مستودع الوكالة الأممية.

وتابع الجيش في بيان أن “حسنة كان في قسم الدعم القتالي في الجناح العسكري لحماس. وكان ضالعًا أيضا في السيطرة على المساعدات الإنسانية وتوزيعها على إرهابيي حماس”.

وأوضح أنه “كان ينسق أنشطة مختلف وحدات حماس، فضلا عن التواصل مع نشطاء حماس الميدانيين وتوجيههم”، ومسؤولا كذلك عن “غرفة عمليات استخباراتية توفر معلومات عن مواقع الجيش الإسرائيلي لاستخدامها في هجمات حماس”.

وجاء بيان الجيش بعد ساعات من إعلان الأونروا مقتل أحد موظفيها على الأقل وإصابة 22 بجروح في قصف إسرائيلي استهدف مستودع المساعدات.

في حين أكدت حماس أن القصف أسفر عن أربعة قتلى من بينهم حسني يوسف موسى أبو جزر الموظف في الأونروا. وعرَّفت عن حسنة على أنه مدير شرطة الحراسة للمستودع.

“ما قبل الانفجار”

وتتزامن هذه التطورات الميدانية في القطاع مع حالة “ما قبل الانفجار” تخيم على الضفة الغربية، إذ قالت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن هناك موجة تحذيرات غير مسبوقة من احتمال وقوع هجمات مسلحة في الضفة الغربية والقدس.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الجيش الإسرائيلي نشرت صباح الخميس، قناصة في عدة أماكن بمخيم عقبة جبر بمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن جيش إسرائيل داهم أحد المنازل واعتقل عدة فلسطينيين. كما اقتحم الجيش مخيم شعفاط في مدينة القدس.

في السياق ذاته، نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه لفرض عقوبات على موقعين استيطانيين غير قانونيين بالضفة الغربية.

ووفق المصدر ذاته، فإن الموقعين اللذين ستشملهما العقوبات تم استخدامهما كقاعدة لهجمات مستوطنين متطرفين على مواطنين فلسطينيين.

انتشار المجاعة

وتأتي هذه التطورات الميدانية وسط مخاوف متزايدة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تنفذ إسرائيل حملة عسكرية مدمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول تقول إن هدفها هو القضاء على حركة حماس.

وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن “هجوم (أمس) على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا في قطاع غزة يأتي في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول الأمر إلى مجاعة”.

وأضاف “كل يوم، نشارك إحداثيات جميع منشآتنا في كافة أنحاء قطاع غزة مع أطراف النزاع. وقد تلقى الجيش الإسرائيلي الإحداثيات بما في ذلك إحداثيات هذه المنشأة يوم أمس”.

وأضاف لازاريني “يجب حماية الأمم المتحدة وموظفيها ومبانيها وأصولها في كل الأوقات. ومنذ بدء هذه الحرب، أصبحت الهجمات على مرافق الأمم المتحدة وقوافلها وموظفيها أمرا شائعا في تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي”.

ومضى قائلا “إنني أدعو مرة أخرى إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات وإلى الحاجة إلى المساءلة”.

“احتجاج أوروبي”

في سياق متصل، ذكر نواب في البرلمان الأوروبي أن المجاعة في غزة ناجمة عن تصرفات إسرائيل التي تشكل “إبادة جماعية”، مضيفين أن “الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة تصرفات إسرائيل وتقاعس العالم الصامت أمام صرخات سكان غزة”.

كما أكد هؤلاء النواب في بيان، “رفض استخدام الجوع كسلاح في الحرب”، داعين إسرائيل لفتح جميع الممرات حتى تتمكن القوافل من الوصول إلى غزة.

تزامن ذلك مع جهود متواصلة لدفع عملية إيصال المساعدات لغزة عبر ممر بحري من قبرص وصولا لسواحل القطاع الذي يعاني أوضاعا إنسانية صعبة. 

إذ أعلنت الخارجية الأمريكية، في بيان، ليل الأربعاء الخميس، “اختتام اجتماع وزاري أمريكي إماراتي أوروبي بريطاني قبرصي قطري بشأن فتح ممر بحري إلى غزة”.

وتابعت أن “الاجتماع أكد أنه لا بديل للطرق البرية عبر مصر والأردن وإسرائيل لإيصال المساعدات إلى غزة”، وأن الممر البحري يجب أن يكون جزءا من جهود زيادة تدفق المساعدات الإنسانية”.

كما شدد الاجتماع على ضرورة فتح إسرائيل معابر إضافية لإيصال مزيد من المساعدات إلى غزة، وفق البيان ذاته.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة “فرانس برس” استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 31272 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وسجلت الوزارة وفاة 27 شخصا بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال.

ولم تؤد جهود يبذلها وسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى اختراق يؤدي إلى هدنة لستة أسابيع، قبل بداية شهر رمضان، وسط تمترس الأطراف حول مواقفها، وتلويح إسرائيل بشن عملية عسكرية برفح التي تكتظ بالنازحين., 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى