تبييض الحوثية !!

كتب/ صالح علي الدويل باراس

في مقابلة ل”عبدالملك العجري” مع مجلة “ذا اتلانتك” أجتهد بتبييض و”مكيجة ” الحوثية بما لا يناسب وجهها ، وخاطب الاعلام الغربي ب”التقية” ، وهو دائما يقدّمها ويهذّب وحشيتها ومليشياويتها وطائفيتها بقدر ما يستطيع من تمويه ويجعلها مشروعا يتسع للجميع فقوله :
بان “سلطة الحوثي تاتي مباشرة من الشعب ، وهي غير قابلة للنقاش” “بهتان” من القول ، فالجماعة مليشيا ما انتظمت بحزب مدني ، ولا حزب مملشن حتى الان ، بعكس مليشياوية حزب الله التي انتظمت بحزب ، وتذييل عبارته ب”وهي غير قابلة للنقاس ” يلغي مرجعيتها للشعب ، فالمفهوم عالميا ان كل سلطة مرجعها الشعب فيها تعددية وشراكة وقبول للاخر وقابلة للنقاش الا سلطة الحوثي فمن الشعب وغير قابلة للنقاش !!
فمن هو الشعب الذي اتت منه!! وعبر اي آليه !!!؟ ، ثم يحاول جمع المتناقضات بقوله: بأن “عبد الملك الحوثي سيكون أقوى وأكبر من زعيم حزب الله “حسن نصر الله” فهل مصدر قوته سلطة الشعب كما قال ام سلطة السلاح ، فحسن نصر الله الغى الدولة اللبنانية باسم المقاومة وسلاحها فكان هو المقاومة والدولة والحكومة في آن واحد فكيف ب”عبدالملك” الذي سيكون اكثر قوة وسيادة منه ” بموجب عقد العجري : بان “عبد الملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في اليمن في ظل أي حكومة مقبلة” كيف يتوافق قوله: مع ان “سلطة الحوثي تاتي مباشرة من الشعب”

هي عبارات واضحة قالها “العجري” لمجلة “ذا اتلانتك” يلقي بظلالها -متعمدا – على دهاليز “خارطة الطريق” وترتيباتها !! ويستدر بها عطف الاعلام الغربي ، اما معناها على الواقع ف”كل واحد ينتبه ل”سلاحه ورجاله” فهذه هي السلطة التي تاتي من الشعب وهي السلطة الوحيدة التي غير قابلة للنقاش

المواطن العادي في الشمال او في الجنوب يعلم ان الحوثيين ، حركة سياسية شيعية زيدية جارودية مسلحة دموية ، وانها احد ساحات ايران ، والجارودية تاريخيا وعقديا وطائفيا فرقة زيدية تتماهى والاثني عشرية ، وهي ليست في اعتدال المدرسة “البترية” الاوسع التي حكمت اليمن الشمالي او اجزاء منه في فترات تاريخية

حركة لا تقبل الا نفسها تقمع الاخر وتصادره ، وحربها مع سلفية “دماج” – قبل انقلابها – شاهد بانها لم تقبله في المساحة الجغرافية المحسوبة تاريخيا وطائفيا للزيدية !! ، لكنها في ذات الوقت تستبيح مساحات الاخرين بالقوة وتسعى إلى حكم اليمن وفق نظام ولاية الفقيه عبر ما يسمونه (المشروع القرآني) بالمفهوم الزيدي الجارودي

هذه حقيقتها المليشياوية والسياسية والارهابية مهما سماها بعضهم “حكومة صنعاء” لترسيخ مفهوم الحكومة واستبعاد المليشياوية والطائفية عنها!! او ان يجعلوا منها ومن استياء الشعب وإدانته للمذابح والإبــادة في غزة شيئا واحدا ، فمهما “زعبقت” باسم غزة فهي غير مؤهلة للحديث الا في مساحتها الطائفية او المساحة التي تغلّبت عليها ، اما بقية المساحات ، خاصة الجنوب ، فالحوثي عدو محارب يجب قتاله تحت اي ظرف

9مارس2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى