تقرير : “روبيماير” .. القنبلة الموقوتة والكارثة المرتقبة

عدن 24 / غازي العلوي :

معلومات صادمة ومغايرة لما تم الإعلان عنه من قبل القيادة المركزية الأمريكية وخلية إدارة أزمة التعامل مع سفينة الشحن “روبيماير”، التي استهدفتها مليشيا الحوثي في الـ18 من فبراير الجاري – حصلت عليها “الأمناء” من شأنها بأن تضع ألف سؤال وسؤال عن الأسباب التي تقف وراء هذا التكتم والمخاطر المحدقة بعدن وبعض المحافظات الواقعة على امتداد الشريط الساحلي التي ترسو فيه السفينة .

وخلافا لما تم الإعلان عنه فقد حصلت “الأمناء” على معلومات مهمة تفيد بأن الشحنة التي كانت على متن سفينة الشحن الأمريكية المملوكة للمملكة المتحدة والتي ترفع علم بيليز ليست 41 ألف طن من الأسمدة كما تم الإعلان عنه وإنما كانت تحمل “41” ألف طن من مادة اليورانيوم الكيماوية القابلة للاشتعال وشديدة الانفجار .

وكشفت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها لكونها غير مخولة بالإدلاء باي تصريح حول هذا الموضوع بأن السلطات في العاصمة عدن “المحلية والموانئ” رفضت طلبا أمريكيا للسماح باستقبال السفينة في ميناء عدن وفقا لما كان مقررا له وذلك بعد إدراكها أي “سلطات عدن ” بالمخاطر المترتبة على دخول السفينة إلى الميناء في حال تم استهدافها من قبل الحوثيين والتي سوف تتسبب بوقوع كارثة كبيرة على غِرار كارثة انفجار مرفأ بيروت في اغسطس آب عام 2020م .

واضطرت القيادة المركزية الأمريكية بحسب مصادر “الأمناء” بعد رفض سلطات عدن لطلبها – اضطرت إلى تحويل مسار السفينة التي تم استهدافها وهي في طريقها إلى بلغاريا لترسوا في جزيرة حنيش مشكلة بذلك خطرا كبيرا على المياه الإقليمية في البحر الأحمر .

وفيما حذر تنبيه بحري السفن في المنطقة بتجنب السفينة المهجورة، فقد أكد مسؤول دفاعي أمريكي أن السفينة لم تغرق، فيما قال مصدران في مجالي الشحن والتأمين إن سحب السفينة إلى جيبوتي يبدو أفضل مسار للعمل .

واعتبرت مصادر استخبارية في تصريحات لـ”الأمناء” بأن عملية استهداف السفينة “روبيماير” من قبل الحوثيين مختلفة بشكل أو بآخر عن غيرها ، من العمليات ، لافتة إلى أن شحنة السفينة أحيطت بسرية تامة وأن معرفة الحوثيين بحقيقة الشحنة تشكل أمرا بالغ الخطورة لدى الأمريكان .

 وسبق وأن كشف مسؤولان أمريكيان، أن استهداف الحوثيين لسفينة بصاروخ باليستي، تسبب في تسرب نفطي في البحر الأحمر بطول 18 ميلا.

وبحسب مصادر “الأمناء” فانه من المحتمل أن يكون الضرر الذي لحق بالسفينة هو الأهم في الهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي، التي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أشهر حيث ولا يزال من غير الواضح لدى الرأي العام ما هو نوع المادة التي زعمت القيادة المركزية وإدارة خلية الأزمة التي شكلها رئيس الحكومة اليمني أحمد عوض بن مبارك بأنها عبارة عن تسرب نفطي في تلك البقعة من البحر الأحمر ..

وأبدى مراقبون ومتابعون لمجريات الأحداث في البحر الأحمر وخليج عدن في تصريحات خاصة لـ”الأمناء” استغرابهم من محاولات خلية الأزمة الحكومية إخفاء الحقيقة عن الرأي العام والتكتم عن خطر كبير مازال يحيط بالعاصمة عدن وبعض المحافظات المجاورة .

وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إن السفينة أرسلت نداء استغاثة بعد الهجوم وساعدتها سفينة حربية تابعة للتحالف الدولي وسفينة تجارية أخرى، حيث نقلت الطاقم إلى ميناء قريب.

ووصفت “سينتكوم”، الجمعة، في بيان، الهجوم الحوثي بـ”غير المبرر والمتهور”، وأضافت أنه “تسبب في إحداث أضرار جسيمة للسفينة، مما تسبب في بقعة نفط بطول 18 ميلا، والتي كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة عندما تعرضت للهجوم، مما قد يتسرب إلى البحر الأحمر ويؤدي إلى تفاقم الكارثة البيئية “حد زعمها”.

وأضافت: “يواصل الحوثيون إظهار تجاهلهم للتأثير الإقليمي لهجماتهم العشوائية، مما يهدد صيد الأسماك والمجتمعات الساحلية وواردات الإمدادات الغذائية”.

ويرى مراقبون بأن ممارسات المليشيات الحوثية تعكس نقلة جديدة في التهديدات التي تثيرها، لتنتقل من مسار أمني إلى نذر كارثة بيئية ستكون لها الكثير من التبعات الخطيرة على المستويين المعيشي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى