الضربات الأميركية لردع الحوثي .. هل هي عملية طويلة الأمد؟

مر شهر وأسبوع منذ أن بدأت الولايات المتحدة قصف أهداف الحوثيين في اليمن، بهدف منع الجماعة المدعومة من إيران من مواصلة مهاجمة السفن التجارية والدولية التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وبحسب تقرير أورده موقع “العربية.نت” إنجليزي، ففي أقل من 24 ساعة هذا الأسبوع، أسقط الحوثيون مُسيرة أميركية طراز MQ-9 Reaper، واستهدفوا وأصابوا سفينتين مملوكتين للولايات المتحدة وأطلقوا صاروخ كروز مضادا للسفن على السفينة الأميركية “يو إس إس لابون”. كما أطلقت الجماعة اليمنية الموالية لإيران عشر طائرات مُسيرة هجومية في اتجاه واحد، أسقطتها الولايات المتحدة ودول حليفة أخرى في البحر الأحمر وخليج عدن خلال صراع استمر أكثر من أربع ساعات.

واليوم الخميس، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن قواتها شنت 4 ضربات أمس على 7 صواريخ كروز ومنصة إطلاق صواريخ باليستية مضادة للسفن تابعة للحوثيين بمناطق سيطرتهم باليمن معدة للإطلاق صوب البحر الأحمر. وأضافت عبر منصة “إكس” أن القوات الأميركية أسقطت أمس طائرة مسيرة تابعة للحوثيين “دفاعا عن النفس”.

وتوجه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات متكررة على مواقع حوثية بهدف تعطيل وإضعاف قدرة الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية. ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من إسرائيل أو إليها، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت إن الجيش الأميركي عثر على منصة إطلاق صواريخ أرض-جو في المناطق، التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ودمرها، بالإضافة إلى قدرات أخرى للحوثيين.

وقال مسؤول دفاعي أميركي إنه منذ 11 يناير، نفذت الولايات المتحدة عشرات الضربات للدفاع عن النفس ضد أهداف للحوثيين في اليمن، بما يشمل ثلاث ضربات للقوات المشتركة في 11 و22 يناير و3 فبراير.

لكن هجمات الحوثيين لم تتوقف، على الرغم من شن الولايات المتحدة، وفي بعض الأحيان، بالشراكة مع المملكة المتحدة وحلفاء آخرين حول العالم، عدة جولات من الضربات الاستباقية والدفاع عن النفس.

وقال مسؤول الدفاع الأميركي للعربية.نت إنجليزي إنه حتى ليلة الثلاثاء، بلغ عدد هجمات الحوثيين 57 على الأقل.

وتراجعت إدارة بايدن الشهر الماضي عن إحدى خطواتها الأولى في السياسة الخارجية وأعادت تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية. ودخل القرار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وقال بعض المسؤولين الأميركيين إنهم يعتقدون أنه سيضعف قدرة الحوثيين على تمويل هذه الهجمات.

ولكن في الأحاديث الخاصة، لا يعتقد كبار الدبلوماسيين الأميركيين أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير.

حملة طويلة الأمد
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ لـ”العربية.نت” إنجليزي الأسبوع الماضي إن الجيش الأميركي سيواصل ضرب أهداف الحوثيين حتى يتوقفوا عن هجماتهم. كما قال القادة على متن السفن الحربية الأميركية في المنطقة إن بإمكانهم تنفيذ مهام مناهضة للحوثيين إذا لزم الأمر.

وبينما يجادل البعض بأن وقف إطلاق النار سينهي هجمات الحوثيين، فإن المحللين والمسؤولين العسكريين السابقين أقل تفاؤلاً.

وفي هذا الشأن، قال بريان كاتوليس، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن إن “هذا التصور يتجاهل حقيقة هوية الحوثيين وشبكات إيران في المنطقة”.

وقال كاتوليس إن وقف إطلاق النار المحتمل ربما لا يستمر طويلاً، ويمكن للحوثيين أن يتراجعوا عن هجماتهم قليلاً، على غرار فترة قصيرة في نوفمبر عندما تم تنفيذ أول تبادل للرهائن بين حماس وإسرائيل. وصرح حصريًا للعربية.نت إنجليزي قائلًا إن الحوثيين “سيواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر”.

وتوقع كاتوليس أن الحملة الرامية إلى إضعاف قدرات الحوثيين يمكن أن تستمر لسنوات، كما حدث مع الحملات السابقة مثل التحالف ضد داعش، واصفًا الوضع بأنه “حالة مزمنة حتى يكون هناك بعض الوضوح حول كيفية حل الوضع في اليمن”.

وفي الوقت نفسه، قال القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية إنه لا يزال من المبكر إلى حد ما معرفة نوع التأثير الذي ستحدثه الضربات الأميركية على الحوثيين، وأشار إلى أن الأمر قد يستغرق أسابيع.

وقال الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي للعربية.نت إنجليزي: “إنها ليست عملية تتم بين عشية وضحاها”، في إشارة إلى العملية ضد جماعة الحوثي، مضيفاً أنه للتخلص من جميع أسلحة الجماعة، يتعين على الولايات المتحدة القيام بعمل أفضل في اعتراض إعادة إمداد شحنات الأسلحة من إيران. وأضاف أن “راعيهم هو إيران. كل شيء يأتي من إيران. لذا، إذا تمكنا (القوات الأميركية وحلفائها) من قطع هذه الطرق، فسيؤثر ذلك عليها بشكل كبير مع تقدمها”.

وفي الأسبوع الماضي، كشفت البحرية الأميركية أنها في 28 يناير صادرت أسلحة تقليدية متقدمة وغيرها من المساعدات الفتاكة، مصدرها إيران ومتجهة إلى مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وجاء ذلك بعد أن استولت القوات الأميركية على الأسلحة التي قدمتها إيران في 16 يناير. وتم الإعلان عن فقد اثنين من قوات البحرية الأميركية خلال العملية، ثم تم إعلان وفاتهما لاحقًا بعد عملية استمرت 10 أيام للعثور عليهما.

كما أعرب ماكنزي عن أسفه لنقص دعم الحكومة الأميركية لقوات القيادة المركزية الأميركية، خاصة فيما يتعلق بقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ISR.

ومع تركيز إدارة بايدن المتجدد على الصين وروسيا، تم تخصيص المزيد من الموارد والتركيز وإرسالها إلى منطقة مسؤولية المحيطين الهندي والهادي.

كما أعرب ماكنزي عن اعتقاده بأن “هناك حاجة إلى إدراك أن القيادة المركزية الأميركية كانت محرومة من أنواع الأصول، التي تحتاجها للقيام بهذه العمليات لفترة من الوقت.. إن هناك حاجة إلى الالتزام بمنح القيادة المركزية الأميركية المزيد من هذه الموارد، وبعدئذ ستكون أكثر فعالية في هذه المهام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى