ارتزاق «الإخوان» أعاق هزيمة الحوثيين

عدن24 ـ متابعات

استغلت قيادات تنظيم «الإخوان» الإرهابي في اليمن بقيادة «حزب الإصلاح» الدعم العسكري والمالي الكبيرين المقدمين من التحالف العربي وجعلته مصدراً للارتزاق والنهب وهو ما شكل سبباً رئيسياً لتعثر العمليات العسكرية في شمال البلاد وتأخر النصر على ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران.

وعلمت «الاتحاد» من مصادر عسكرية يمنية أن القوات الحكومية الموالية لـ«حزب الإصلاح» أبرمت، خلال السنوات الثلاث الماضية، عشرات صفقات بيع الأسلحة والمعدات العسكرية المقدمة من التحالف العربي للميليشيات الحوثية في سابقة من نوعها كشفت مدى استغلال «الإصلاح» للحرب في الإثراء الفاحش برزت ملامحه في امتلاك قيادات الحزب المنضوية في الجيش منازل فاخرة وسيارات فارهة وأرصدة مالية.

وأكد مصدران عسكريان في تعز، أن «القوات الإصلاحية تبيع باستمرار ذخيرتها وبعض معداتها العسكرية، سواء في صفقات عامة أو فردية، لميليشيات الحوثي الانقلابية».

ويراوح القتال بين الحوثيين و«الإصلاحيين» في جبهة مدينة تعز مكانه منذ سبتمبر 2015 على الرغم من إعلان الحكومة الشرعية، مراراً، خلال العامين 2016 و2017، عمليات عسكرية نوعية لطرد الحوثيين الذين ما زالوا يحاصرون المدينة منذ ثلاث جهات.

وقد أثار الجمود العسكري في تعز الذي أعلنُ فيه الكفاح المسلح ضد الحوثيين غداة انطلاق حملة التحالف في 26 مارس 2015 تساؤلات كثيرة خصوصاً مع النصر الكبير الذي حدث في كل الجبهات الجنوبية، وظهور جبهات جديدة، كالساحل الغربي و«بيحان» والبيضاء، حققت فيها القوات الجنوبية انتصارات كبيرة.

وفيما لجأ تنظيم «الإخوان» الإرهابي، عبر آلته الإعلامية، إلى إلقاء اللوم على التحالف متهماً إياه بمعارضة تحرير تعز ونهم وصرواح والجوف (جبهات الإصلاح)، في اسطوانة مشروخة ومكررة منذ أكثر من ثلاث سنوات، كشف الحوثيون مؤخراً ما أكدته المصادر الميدانية بشأن بيع الإصلاحيين لهم سلاح التحالف، في وقت شهد تقارباً كبيراً بين قيادات الطرفين في نقاش عام على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال عضو المكتب السياسي لميليشيات الحوثي، حسين العزي، في تغريدات على «تويتر» في مايو الماضي، إن «ميليشياته تشتري منذ أكثر من عامين آليات وعربات حديثة وأسلحة متطورة من القوات الحكومية بأسعار مناسبة».

وقد تزامن بيان العزي، الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في الحكومة الانقلابية بصنعاء، مع تصريحات أطلقها القيادي الحوثي البارز، محمد البخيتي، أشاد خلالها بـ«حزب الإصلاح» باعتباره «أقرب المكونات» اليمنية لجماعته، لافتاً إلى ما أسماها «حقائق» تجمع بين الحوثيين و«الإصلاحيين»، وذكر منها مبدأ الولاية والخلافة. وأضاف البخيتي، في منشور على فيسبوك: «مشروعنا واحد وعدونا واحد فلماذا نتقاتل؟».

وفي أبريل الماضي، كشف ناشطون يمنيون مناهضون للفساد المستشري داخل الجيش والحكومة الشرعية عن استكمال مسؤول جبهة الإمداد للقوات الحكومية في جبهة صرواح بناء وتأثيث منزل مكون من طابقين بتكلفة تجاوزت مائة مليون ريال.

وأثار ذلك تساؤل الكثير من اليمنيين عن مدى ترّبح قادة الجيش ومسؤولي الحكومة من الصراع مقارنة بما تم كشفه عن ممتلكات ضابط عسكري صغير في مدينة مأرب، حيث يتسابق قادة القوات «الإصلاحية» على امتلاك العقارات وبناء المنازل وإقامة المشاريع التجارية.

وقد دفع انحراف القيادات الإصلاحية، سواء العسكرية أو المدنية، عن بوصلة المعركة، واتخاذها الصراع الحالي مصدراً للارتزاق، مسؤولاً في الجيش اليمني إلى الدعوة لتصحيح المسار «وغربلة قادة الشرعية».

وقال العقيد عبدالله الأشرف، الناطق باسم الجيش اليمني في محافظة الجوف، إن كشوفات الرواتب التي يقدمها التحالف العربي للجيش اليمني تضم عدداً كبيراً من الجنود غالبيتهم وهميون، وتعود مستحقاتهم لقادة هذه الألوية، معتبراً أن ثلاث سنوات مهلة كافية جداً لتحرير اليمن بأكمله من الحوثيين.

واتهم العقيد الأشرف قيادة الجيش والسلطة المحلية في الجوف، التابعة لـ«حزب الإصلاح»، بإبرام اتفاقيات غير معلنة مع ميليشيات الحوثي منها وقف القتال في بعض المناطق بالمحافظة، واصفاً هذه القيادات الإصلاحية بـ«لصوص الثورات وتجار الحروب».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى