«أكاذيب» متعمدة عن الإمارات

كتب/ محمد خلفان الصوافي

تتعرض دولة الإمارات إلى حملة إعلامية تتناولها باتهامات زائفة ومزاعم وأكاذيب مُختلقة.

تلك الحملات لا يوجد سبب موضوعي أو مبرر منطقي لها، سوى أنها: تأتي في توقيت دقيق ومهم بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط. ولأن دولة الإمارات تلعب في هذه المنطقة دوراً إيجابياً وفعالاً على مستوى الحكومات والشعوب، التي تتطلع إلى الاستقرار والتعاون والتنمية فيما بينها، وليس إلى إيجاد خلافات أو نزاعات. وهي تطلعات ومواقف (بدون شك) غير مرغوب فيها لدى من يستفزهم استقرار المنطقة وأمن وازدهار شعوبها ويزعجهم الحضور الدبلوماسي الإماراتي.

المثير للتساؤل، أن محاولات الإساءة إلى دولة بحجم الإمارات، تصدر عن جهات متعددة ومختلفة وتتخذ مسارات متوازية ومتزامنة في التوقيت، بشكل يثير الريبة أو الشك حول من المستفيد في هذه الحملة وهذه الاختلاقات “للقصص”.

فهي من جانب فتشمل بثاً وثائقياً لشبكة “بي بي سي”، ثم تنقله عنها قناة “الحرة” الأمريكية. وفي مسار آخر يجري تداول أخبار عن دعاوى قانونية ومساءلات أمام القضاء الدولي، فضلاً عن موجة انتقادات ومعلومات مختلقة ظهرت فجأة ويتم بثها في وسائط التواصل الاجتماعي.

الواقع أن دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، ليست في حاجة إلى أن تدافع عن نفسها ولا لمن يدافع عنها، لسبب بسيط ومباشر، هو أنها منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله- قبل أكثر من نصف قرن، تتبع مبدأ “دع أفعالك تتكلم عنك”. وبمرور الزمن وتوالي الأحداث، تثبت صحة وحكمة هذه المقولة.

ففي أوقات كثيرة كانت توجهات دولة الإمارات وسياساتها تبدو بعيدة عن المتوقع وغير متسقة مع التوجه العام التقليدي الذي تسير عليه معظم الدول، إلا أنه مع التطورات وبمرور الوقت، اتضح فيما بعد أن دولة الإمارات كانت مُحقة وأن سياساتها ليست فقط صائبة، بل بعيدة النظر والرؤية أيضاً.

وبالتالي فإن دولة الإمارات في غنى كامل عن أي دفاع أو تبرير لسياساتها وتحركاتها، خاصة في تحركاتها الخارجية التي يشيد فيها العالم بأيادي الإمارات البيضاء، في قضايا وملفات ودول يصعب حصرها.

لكن، كمواطن إماراتي يشعر بالغيرة على بلده، لا يمكنني البقاء صامتاً أمام تلك المزاعم والأكاذيب التي تتعرض لها دولة الإمارات حالياً، رغم أنني أعي جيداً وعلى يقين أن الناجحين فقط هم من يتعرضون للاستهداف ومحاولات النيل من مصداقيتهم، وذلك على مستوى الدول والمجتمعات كما هو الأمر على مستوى الأفراد.

لكن المرء يتعجب من مدى الحقد والمغالطات التي يتعرض بها البعض لبلده، فيما هي تمد يد العون والتعاون إلى كل دول العالم دون استثناء، وترخي بظلالها على كل بقعة في الأرض، بما فيها تلك التي أساءت لها وربما لا تزال تسيء إلى دولة الإمارات والإماراتيين وتبخسهم حقهم أو تتنكر لمواقفهم.

إن حملات التشويه التي تجري حالياً ضد دولة الإمارات، تستغل تمسك السياسة الإماراتية بالتسامح والانفتاح الإيجابي على العالم والتوجه التعاوني الثابت، وكأن هؤلاء المتربصين يعلمون أن دولة الإمارات ستتجاهل الرد عليهم وتترفع عن الدخول في مناظرات عبثية أو تقف في موقف المدافع عن نفسه، فينتهزون ذلك للجهر بشرورهم وبث سمومهم، ظناً أنها لن تنكشف ولن تلقى الرد الفاضح الذي تستحق، كما فعل منذ أيام «موقع العين» الإخبارية عندما استعرض في تقريره حجم الأخطاء والمغالطات التي رافقت إحدى تلك التقارير التي «تكذب» على دولة الإمارات.

لا شك في أن التقدم العلمي وثورة الاتصالات والتدفق المعلوماتي الهائل، صار يمثل عبئاً على من يريد التحقق من كل خبر أو التأكد من كل معلومة. لكن في المقابل، فإن فضح تلك الحملات المسمومة وكشف أصحابها، أجده «فرض عين» ليس على كل إماراتي فقط بل أيضاً على كل عربي ومسلم، بل وكل إنسان يتمتع ولو بقدر من الحياد وللموضوعية.

على أصحاب تلك الحملات المزيفة تحكيم العقل وعدم التمادي في الرهان على طيبة شعب دولة الإمارات وحكمة وصبر قياداته، فلكل شيء حدود. والتسامح لا يعنى التهاون في الحقوق أو قبول المساس بنزاهة وكرم شعب لا يريد إلا الخير للإنسانية كلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى