تقرير الخبراء الأمميين: تنظيم القاعدة تعرض لنكسات كبيرة إثر عملية سهام الشرق للقوات الجنوبية

عدن24| العين:

رغم النكسات الميدانية لتنظيم القاعدة على يد القوات الجنوبية باليمن، إلا أن خلاياه ما زالت تنتشر في 8 محافظات، على ما أفاد تقرير أممي.

وقدم تقرير للخبراء المعني باليمن والمقدم لمجلس الأمن مؤخرا معلومات جديدة عن خارطة انتشار تنظيم القاعدة بقيادة الإرهابي خالد باطرفي، الذي أطلق مطلع عام 2023 عملية أسماها “سهام الحقيقة” ردا على عملية “سهام الشرق” التي تقودها القوات الجنوبية في محافظة أبين.

ويحاول التنظيم إبقاء نفوذه في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب والبيضاء وأبين، مع وجود خلايا نائمة في المهرة وساحل حضرموت وعدن ولحج، فيما تتراوح أعداد مسلحيه بين 1000 عنصر و3000 عنصر إرهابي.

وتعرض التنظيم خلال العام الجاري، لنكسات مذلة على يد القوات الجنوبية والحكومة ما ساهم في تراجع نفوذه بشكل كبير في المناطق المحررة وبات يتخذ من محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين نقطة رئيسية لهجماته نحو محافظات الجنوب، بحسب مصدر حكومي لـ”العين الإخبارية”.

وأوضح المصدر أن هجمات تنظيم القاعدة التي زادت في شبوة وأبين استهدفت التغلب على الأزمات الداخلية التي تعصف به إثر نكساته الميدانية في معاقله.

النشاط بـ2023

قال تقرير الخبراء المعني باليمن الصادر حديثا وطالعته “العين الإخبارية”، إن “تنظيم القاعدة يحافظ على وجود قوي في محافظتي أبين وشبوة، لكنه منذ أغسطس/ آب 2022 بات يعاني من نكسات كبيرة إثر عملية سهام الشرق والجنوب للقوات الجنوبية بالمحافظتين الجنوبيتين”.

وبحسب التقرير فإن “التنظيم يشن عمليات كر وفر مخططا لها جيدا ضد القوات الجنوبية وهي قوات الحزام الأمني، وألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة ويستغل التنظيم المناطق الجبلية، مثل تلك المحيطة بوادي عومران، كغطاء لانطلاق عملياته.

ووفقا للتقرير فإنه خلال ديسمبر/ كانون الأول 2022 وحتى أبريل/ نيسان 2023، أبلغ عن وقوع أكثر من 80% من الحوادث في أبين تليها شبوة ومأرب فيما شهدت “مودية” في أبين معظم الحوادث للتنظيم”.

وتركزت معظم تلك الحوادث أو الهجمات في وادي عومران والبقيرة المجاورة بمديرية مودية والتي تشهد عمليات مكافحة للإرهاب من قبل القوات الجنوبية ومحور أبين.

وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة ما زال يحتفظ أيضا في وجود في حضرموت والبيضاء وهذه الأخيرة تخضع لمليشيات الحوثي فيما يخضع وادي حضرموت للإخوان.

وأكد التقرير أن “غالبية الهجمات التي شنها التنظيم حتى نهاية أبريل/ نيسان 2023، استهدفت بشكل رئيسي قوات الحزام الأمني إلى جانب ألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة” وهي قوات تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي مايو/ أيار 2023، عندما تحولت نسبة مئوية كبيرة من الهجمات إلى شبوة، أصبحت قوات دفاع شبوة الهدف الرئيسي، وأدت المعلومات الاستخباراتية المركزة إلى شن هجمات بطائرات مسيرة وبأجهزة متفجرة يدوية الصنع استهدفت القادة المارين في مركبات عسكرية، وفقا لذات المصدر.

وفي 16 مايو/ أيار 2023، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على قوات دفاع شبوة بطائرة مسيرة باستخدام قنبلة شديدة الانفجار من عيار 40 ملم، وقدم وثائق مصورة من الكاميرا التي كانت مثبتة على متن الطائرة.

ولا يستخدم التنظيم في كثير من الأحيان الطائرات المسيرة في الهجمات، إلا أن هذه الأسلحة دخلت بحوزته في أبريل/ نيسان 2022، عقب الإبلاغ عن أول هجوم.

وطبقا للتقرير “شن تنظيم القاعدة ما لا يقل عن 6 هجمات بالطائرات المسيرة، وكلها على قوات دفاع شبوة في المصينعة في مديرية الصعيد في شبوة”.

وتشير التقارير إلى أنه أعيد نشر أعضاء التنظيم في المصينعة في مديرية الصعيد في مايو/ أيار 2023، وشهد الشهر ذاته هجوما استهدف قائد اللواء الأول لقوات دفاع شبوة، الرائد أحمد محسن السليماني الذي أصيب بجروح.

وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة استخدام في الهجوم “جهاز متفجر يدوي الصنع للمرة الثانية”.

مهاجمة سيارة الإسعاف

ولا يمكن لتنظيم إرهابي كالقاعدة إلا أن يغطي على هزائمه في أبين باستهداف سيارات الإسعاف ما يعكس عجزه عن المواجهة.

وبحسب تقرير الخبراء المعني باليمن فإن “تنظيم القاعدة دأب على مهاجمة” الجرحى بانتظام، وكثيرا ما يفعل ذلك أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف”.

وأشار إلى أن “هناك توجها متزايدا لاستهداف سيارات الإسعاف بما في ذلك سيارات الإسعاف العسكرية من قبل تنظيم القاعدة”.

ولفت التقرير إلى صفقة التبادل بين مليشيات الحوثي والقاعدة في 18 فبراير/ شباط 2023، حيث “أعلن التنظيم عن تبادل ناجح للأسرى مقابل اثنين من أفراده مع مليشيات الحوثي”.

ويواصل تنظيم القاعدة اختطاف اليمنيين والأجانب وإخفائهم قسرا وحرمانهم من حريتهم، وقد أُطلق سراح 4 موظفين محليين وموظف دولي واحد من إدارة شؤون السلامة والأمن في أغسطس/ آب 2023 بعد 18 شهرا من الإخفاء القسري، في ظروف مروعة، ولا يزال مكان وجود معظم المعتقلين لدى تنظيم القاعدة مجهولا، وفقا للتقرير.

وكان تنظيم القاعدة قدم في 3 يونيو / حزيران مقطعا مصورا يظهر اختطافه مسؤول التنسيق بإدارة شؤون السلامة والأمن في عدن آكم صوفيل وهو مواطن بنغلاديشي كان قد اختطف في 11 فبرير/شباط 2022 مع 4 مواطنين يمنيين وأطلق سراح الرهائن في 11 أغسطس/ آب 2023.

وأوضح التقرير أن “تنظيم القاعدة وقف خلف استهداف منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بصواريخ غراد في 5 أغسطس/ آب لكنها سقطت على بعد 2,5 كيلومتر من المحطة”.

وكان تنظيم القاعدة قد استهدف في الماضي بلحاف وكذلك أنابيب الغاز الواصل إليها والقواعد العسكرية القريبة منها بما فيها هجوم في 6 أبريل/ نيسان 2021.

ولجأ تنظيم القاعدة تحت ضربات القوات الجنوبية في أبين إلى نهج العبوات الناسفة كآخر أسلحته فيما تراجع غالبية مقاتليه إلى محافظة البيضاء حيث توفر فيها مليشيات الحوثي ملاذات آمنة للتنظيم الإرهابي.

ويرى مراقبون أن التنظيم استمر كتهديد محلي وإقليمي يمكن أن يمتد إلى الخارج انطلاقا من محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين، وذلك لكونها تأوي أبرز قيادته بما فيهم إبراهيم محمد البنا، وإبراهيم أحمد القوصي، وسعد بن عاطف العولقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى