اليوم الثاني لهدنة غزة.. دمار يتكشف وأسرى ورهائن يستعدون للحرية

صمتت أصوات المدافع في غزة، فعرى الهدوء الدمار الهائل الذي خلفه 48 يوما من الحرب، فيما يرتقب الإفراج عن مزيد من الأسرى والرهائن.

هكذا تدخل هدنة غزة يومها الثاني، في انفراجة مؤقتة تبدو حتى الآن صامدة، فيما يُرتقب، السبت، الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين بين حركة حماس وإسرائيل.

هدوء هش تحمله الهدنة لسكان غزة بعد 7 أسابيع من الحرب، لكن ذلك الهدوء نفسه ما يكشف حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.

ومن المنتظر أن تسري الهدنة أربعة أيام وهي قابلة للتمديد، وتنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا.

والجمعة وصل أول 24 رهينة أفرجت عنهم حماس (13 إسرائيليا و10 تايلانديين وفيليبيني واحد) إلى إسرائيل عبر مصر.

من جهتها أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا حسب نادي الأسير الفلسطيني، وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر الجمعة لائحة تضم 39 اسما لأسرى فلسطينيين هم 15 فتى و24 امرأة.

واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، أن إفراج حماس عن مجموعة أولى من الرهائن “ليس سوى بداية” مؤكدا وجود “فرص حقيقية” لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة.

ومن المقرر أن يتم الإعلان، في وقت لاحق اليوم عن عدد الرهائن والأسرى الذين سيفرج عنهم خلال النهار.

وقالت السلطات الإسرائيلية إنها تلقت لائحة الرهائن الذين سيتمكنون من مغادرة غزة السبت لكنها لم تحدد عددهم أو الوقت المتوقع لإطلاق سراحهم.

وقال دورون سبيلمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لا يزال هناك نحو 215 رهينة في غزة” مضيفا “لا نعرف في كثير من الحالات ما إذا كانوا أحياء أم أموات”.

وذكرت وزارة الخارجية التايلاندية، السبت، أن من بين الرهائن المتبقين 20 مواطنا تايلانديا آخرين، معربة عن أملها في أن “يعاملوا بشكل إنساني وأن يطلق سراحهم في أقرب وقت من دون أن يصابوا بأذى”.

“عدتُ إلى الديار”

في تل أبيب، عُرضت الوجوه المبتسمة للرهائن المفرج عنهم مساء الجمعة على واجهة متحف الفن مع عبارة “عدتُ إلى الديار”، وقرب مستشفى في ضاحية بتاح تكفا في تل أبيب صفق أناس ولوحوا بأعلام إسرائيل مع اقتراب مروحيتين تقلان رهائن محررين.

وقالت نوا هالبيرن التي جاءت مع عائلتها “أنا أعيش بالقرب من هنا وقد جئنا لدعم الأطفال والبالغين الذين وصلوا ونحن متأثرون جدا. نأمل بأن يعود الجميع إلى ديارهم سالمين”.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس خطفت زهاء 240 شخصا خلال هجومها قبل أسابيع، وأبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصميمه على إعادتهم جميعا إلى إسرائيل.

وأعرب إسرائيلي عن “سعادته” بلقاء أسرته الجمعة بعد أن أفرجت عنها حماس لكنه أكد أنه لا يستطيع “الاحتفال” بعودتها ما لم يطلق سراح الرهائن الآخرين.

وقال يوني آشر في مقطع فيديو نشره منتدى عائلات الرهائن مساء الجمعة: “أنا سعيد لأنني استعدت عائلتي. الشعور بالفرح جائز وكذلك ذرف الدموع. إنه أمر إنساني”.

 بهجة في الضفة

في الضفة الغربية، رافقت مظاهر البهجة عودة الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل بموجب الاتفاق كما حصل في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين.

واستقبلت حشود كبيرة الأسرى الفلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا وهتف كثير منهم “الله أكبر”. وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء في المكان.

ورفع المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين ورايات حركتي حماس وفتح وفق لقطات فيديو لفرانس برس.

وقالت مرح باكير (24 عاما) التي قبعت في السجن ثمانية أعوام «أنا سعيدة»، وأضافت «الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة.. لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي وكانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا».

وشنّت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون حسب السلطات الإسرائيلية.

ونفّذت إسرائيل قصفا مدمرا على غزة أوقع 14854 قتيلا حسب حماس. وأوضحت الحركة أن بين القتلى 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة. كما أصيب نحو 36 ألف شخص.

دمار هائل

تحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة بعد حملات قصف إسرائيلي، لكن ضجيج الحرب حلت محله أبواق السيارات في الازدحامات المرورية وصافرات سيارات الإسعاف التي تحاول شق طريقها بين النازحين.

كما أن الهدوء كشف حجم الدمار في قطاع تحول إلى أنقاض ومدن أشباح.

والجمعة بدأ عشرات آلاف السكان منذ ساعات الفجر الأولى مغادرة مدارس ومستشفيات احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.

وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع وفقا للأمم المتحدة وتم تهجير 1,7 مليون شخص من أصل 2,4 مليون في غزة.

وفي خان يونس جنوبي القطاع، مر رجل مسن حاملا حقيبة على كتفه وقال بصوت أجش إنه يشعر بالأمان “لأن ثمة هدنة” وإنه سيعود أخيرا “إلى القرية” إلى خزاعة على حدود إسرائيل، ومن حوله يسير آلاف الرجال والنساء والأطفال أو يتكدسون في سيارات وعربات.

لكن منشورات أطلقها الجيش الإسرائيلي جوا حذرت من أن “الحرب لم تنته”، ويعتبر الجيش الثلث الشمالي من القطاع حيث تقع مدينة غزة منطقة قتال وأمر جميع المدنيين بالمغادرة. وحذرت المنشورات من أن “العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى