الأمم المتحدة تجدد محاولتها إرساء وقف دائم لإطلاق النار في اليمن

عدن24| العرب:

جددت الأمم المتحدة حراكها الهادف إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار في اليمن تمهيدا لإطلاق عملية سلام شاملة تحسم الصراع المسلح الدائر في البلد منذ أكثر من تسع سنوات.

وجاء ذلك في ظل ظروف إقليمية متوترة هددت بانتكاس جهود السلام التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة تقدما طفيفا، خصوصا بعد ظهور بوادر على تدخل الحوثيين في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية من خلال محاولاتهم توجيه ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة صوب إسرائيل.

وبحث المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الاثنين، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وقف إطلاق النار في اليمن “بشكل مستدام” و”استئناف عملية سياسية جامعة” برعاية الأمم المتحدة.

وجاء ذلك في وقت اتهمت فيه السلطة اليمنية المعترف بها دوليا جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من الأراضي اليمنية بعرقلة الجهود الرامية إلى إيجاد مخرج سلمي.

وكثيرا ما تتجه جهود إرساء السلام في اليمن صوب إيران بما لها من علاقات واسعة مع الحوثيين يقول خصوم الجماعة إنّها تصل حدّ سيطرة الإيرانيين على القرار السياسي في صنعاء.

وأوضح غروندبرغ في بيان أنه “زار طهران والتقى بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين”.

وأضاف أن الزيارة تخللها “تبادل الآراء بشأن أهمية إحراز تقدم للتوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بشكل مستدام، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة”.

تجدد الحراك الأممي جاء في ظل ظروف إقليمية متوتّرة هدّدت بانتكاس جهود السلام التي شهدت مؤخرا تقدّما طفيفا

وشدد على “الدور المهم للمجتمعين الإقليمي والدولي في تقديم الدعم المستدام لجهود تحقيق سلام دائم يلبي تطلعات قطاع واسع من أصحاب المصلحة اليمنيين”.

وتتكثف منذ فترة مساع إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء، ثم زيارة لوفد حوثي إلى العاصمة السعودية الرياض، إلى جانب جولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ.

ورغم تلك الجهود لا تزال وجهات النظر متباعدة بين الحوثيين والسلطة اليمنية التي يقودها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي.

واتّهم المجلس، الاثنين، الحوثيين بعرقلة كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في البلاد. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” بأنّ عضو المجلس طارق صالح بحث مع السفير الألماني لدى اليمن هوبيرت بيجير والسفير الهولندي جانيت سين وممثل بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابريل مونيرا فينالس، تطورات الأوضاع في البلاد.

وخلال اللقاء وضع صالح المسؤولين الأوروبيين أمام الخطوات التي قطعها السعوديون والعمانيون في جهود السلام.

واعتبر أنّ “ميليشيا الحوثي إرهابية، ولا تزال تعرقل كل جهود السلام وتحاصر الترتيبات الهادفة إلى تخفيف معاناة اليمنيين”.

ويشهد اليمن منذ سنة 2014 حربا بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا مليشيات الحوثي تدخّلت فيها السعودية لاحقا من خلال تحالف عسكري قامت بتشكيله وقيادته. وخلّفت الحرب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى