#تقرير_خاص | مع قدوم العيد.. لهيب الأسعار يكوي المواطنين

عدن24 | خاص

في سوق الشيخ عثمان، أو ما يعرف بسوق الذهب كان لعدسة “عدن24” حضورها في هذا السوق المكتظ بالباعة المتجولين والبسطات الممتلئة بالملابس المختلفة التي تلبي احتياجات المواطنين.

وعند دخولنا السوق والتجول في أرجائه وجدنا الطفلة هدى، ابنة التسع سنوات، برفقة أبيها الذي كان يطالع احتياجات العيد من الثياب دون المقدرة على الشراء، حيث وجد الأب وابنته نفسيهما وسط سوق ملتهب بزيادة الأسعار التي أثقلت كاهل المواطنين وأنهكتهم لاسيما البسطاء منهم.

يبدأ أبو هدى بمبايعة بعض أصحاب البسطات بفستان رغبت فيه هدى لكن كان السعر يفوق القدرة الشرائية لوالدها فتركاه وبحثا عن فستان آخر، الأمر الذي ترك أثرا في نفس الطفلة هدى والتي كانت تتمنى أن يكون ذلك الفستان لها، وهذا ما شاهدناه من تغير وجه هدى أثناء إرجاع الفستان لصاحب المحل ومغادرة المكان.

لم تستطع هدى التحدث إلى أبيها واقناعه بشراء الفستان، وحالة أبيها المادية جعلته عاجزاً عن تحقيق رغبة ابنته هدى.

ما يحدث من ارتفاع فاحش في الأسعار أمام مرأى ومسمع من الجميع دون أي حلول تذكر من الجهات المعنية يؤكد خذلان الحكومة اليمنية لمواطنيها وعدم قدرتها على ضبط الأسعار.

استقبال العيد

يستقبل الناس عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء من الفرحة والبهجة والسرور، وينعمون بأجوائه العيدية وطقوسه المختلفة باختلاف العادات والتقاليد لكل منطقة، إلا أن الأمر في العاصمة عدن يختلف الأمر تماما مع هذه الفرحة، فزيادة الأسعار وغلاء المعيشة جعل من فرحة العيد حزنا لبعض الأسر.

وهناك الكثير من المنغصات ترافق هذه الأجواء العيدية التي يفرح بها الأطفال قبل الكبار منها الوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد والذي جعل أغلب الأسر محدودي الدخل غير قادرة على توفير ما تحتاجه من متطلبات العيد لأطفالها بسبب ارتفاع الأسعار، بحسب ما تحدث به مواطنون.

 غلاء فاحش

ورغم اكتظاظ شوارع المدينة بالباعة المتجولين الذين يعرضون أنواع مختلفة من الملابس الجاهزة ومستلزمات أخرى تجد الإقبال على الشراء ضئيلل جداً، وهذا ما تبين من خلال حديث من التقيناهم..

حيث قال الأخ جميل عبده : “هذه الأيام والناس تستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك هناك إقبال محدود للمواطنين على شراء مستلزمات العيد، والسبب هو الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد في جميع السلع والمتطلبات”.

وأضاف: “الناس استشعروا هذه الغلاء لذلك هناك من يكتفي بتوفير القوت الضروري اليومي لأسرته”.

وتابع عبده بأن “هناك أحذية أسعارها من 3000 ريال، لكن المواطن البسيط لا يستطيع شراءها كونه لا يقدر على توفير المبلغ الذي يراه كبيرا بالنسبة لوضعه المادي، وهناك مواطنون رواتبهم قليلة لا تفي بشراء احتياجات ضرورية للأسرة”.

وأوضح عبده أنه “بسبب الأسعار المرتفعة على جميع المستلزمات منها الأحذية لم يستطع البائع تخفيض ما يتناسب مع قدرة المواطن الشرائية كون البيع في سوق الجملة بأسعار مرتفعة”.

وأشار إلى أن “فرحة العيد هذا العام وإقبال المواطنين على الشراء اختلفت على العام السابق بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار والتي زادت بشكل واضح في هذا العام نتيجة لهبوط سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية”.

أما الأخ فلاح العميسي فقال: “رغم المعاناة والصعوبات التي نواجهها في ظل هذا الوضع الذي تملأه الكثير من المآسي وعلى رأسها الحرب الدائرة في البلاد وما خلفته من تردي في الوضع الاقتصادي حيث نشاهد الغلاء الفاحش في جميع متطلبات الحياة، إلا أن العيد ما يزال فرصة لتُرسم فيه البسمة في وجوه المواطنين المغلوبين على أمرهم في هذه البلاد التي تداعت عليها المآسي والمحن”.

وأضاف: “إن العيد فرحة يستقبلها الناس رغم الأوضاع المادية الصعبة التي اجتاحت معظم الأسر في البلاد، ولابد من الاستفادة من هذه المناسبة لنسيان المعاناة والتخفيف عن ضغوطاتنا النفسية”.. متمنياً للجميع الخير والفرحة والسعادة في هذا المناسبة العظيمة عيد الأضحى المبارك.

فرحة ولكن

من جانبه قال الأخ أيمن عبدالله “نستقبل العيد بفرحة كبيرة رغم أننا ملتزمون بدوام رسمي في الصيدلية، وهذا عمل مهم جداً، ففي العيد غالبا تذهب إلى بعض المستشفيات فتجد الطاقم الطبي متواجدا عدا أصحاب الصيدليات لذلك المريض يكون في حيرة عندما يكتب له الطبيب المختص روشتة علاج ولم يجدها إلا بعد البحث عن صيدلية مناوبة، حيث إن أغلب الصيادلة في سفر لقضاء إجازة العيد مع أهلهم وذويهم”.

وأضاف أيمن “ويكمن أهمية مناوبات الصيدليات في الحالات الطارئة التي تكون بمثابة إسعافات أولية تجرى للحالة المرضية التي يتم إسعافها، خصوصا وأن بعض الأطفال يصابون بحروق نتيجة الألعاب النارية التي يتم اللعب بها أيام العيد”.

وتابع: “تجد في فترة العيد أغلبية الصيدليات والعيادات والمختبرات مغلقة، لذلك أنت كصاحب صيدلية مناوب في العيد تقوم بعمل الإسعافات الأولية لهذه الحالة، وهذه تعتبر خدمة إنسانية تقدم للمواطن”.

فرحة كبيرة

وقال المواطن مازن محمد: العيد فرحة ومناسبة عظيمة يستقبلها المواطنون وأطفالهم بكل بهجة وسرور يجتمع فيه الأهل والأصدقاء والخلان.

وأضاف: “عندي أطفال والحمدلله وفرت لهم كل ما يحتاجونه في هذا العيد، وأنا وأسرتي ننتظر قدومه بكل شوق.. والعيد هذا العام بنظري سيكون أفضل من الأعياد في الأعوام السابقة لتحسن الجانب الأمني في العاصمة عدن”.

أما المواطن سعيد حسن عبدالله فتحدث بالقول: “أستقبل العيد بفرح والحمدلله احتياجات الأولاد متوفرة، ولكن العيد هذا العام أسوأ من ذي قبل فالأمور غير طبيعية، صحيح الأمن موجود، لكن الإنسان لا يأمن على نفسه”.

تعاون أسري

لا يقل الطفل علي الحضرمي فرحة عن باقي زملائه الأطفال في استقبال عيد الأضحى المبارك، فهو الآخر يفرح بقدم هذه المناسبة العظيمة.

يقول علي: “العيد فرحة لأبي وأمي فهما يفرحان بي وبإخواني الصغار ونحن نحتفل بهذه المناسبة”..

وقد وجدناه يبيع البطاطا فشجعناه بشرائنا منه، فهو يساعد والده بتوفير احتياجات البيت والأسرة ببيع البطاطا يوميا في منطقة الشريجة.. ويعمل والده لإعالة أسرته المكونة من 7 أبناء وأمهم”.

ورغم قدرة والد علي على إعالة أسرته إلا أن أولاده يعملون لمساعدته في توفير متطلبات الحياة، بالإضافة إلى تربية الطفل في كيفية الاعتماد على النفس في طلب الرزق وتكوين أسرة

زيادة الأسعار أثرت على المواطنين

زيادة أسعار السلع الأساسية التي يحتاجها المواطنون أضعفت القدرة الشرائية لدى مرتادي الأسواق.

هذا ما أشار اليه الأخ طارق عبدالعليم في حديثة ل “عدن24″، حيث قال: “نستقبل العيد بكل فرحة وسرور ونرسم البهجة في وجوه المواطنين من خلال مساعدتهم في شراء ما يحتاجونه من مستلزمات الكسوة، فكل واحد حسب ظروفه المادية”.

واضاف: “بسبب غلاء الأسعار التي أثرت على بعض المواطنين لاسيما أصحاب الأسر الكبيرة التي معها أطفال كثير هذا الأمر جعلنا نتساعد معهم قدر المستطاع، ونحرص على جعل كل الأطفال والشباب يتمكنون من شراء ما يحتاجونه من ملابس من خلال توفير ملابس متنوعة تتناسب وقدرتهم الشرائية”.

أما المواطن محمد السلامي فقال: “نقضي العيد بفرحة قلب وصفاء، وهنا مع الأهل والأحباب، خصوصا بعد أن نوفر كل ما يلزم لفرحة الأسرة في هذه المناسبة العيدية التي يحتفل بها جميع المسلمين”.

وأضاف: “لا تكتمل الفرحة إلا بسعادة الأسرة، وسعادتها تكمن في توفير كل متطلباتها خصوصا الموسمية والتي لابد أن تكون موجودة، وفي مقدمات هذه المتطلبات كسوة العيد التي يتباهى بها الأطفال بين أصدقائهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى