حرب غزة.. هل تتحول إلى حرب برية؟

تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع مع دخول الحرب بين إسرائيل وغزة يومها السادس عشر، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع، وإطلاق الصواريخ من غزة.

وفي حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس الماضي، قُتل نحو 3800 شخص وأصيب أكثر من 12 ألفا بجروح، معظمهم مدنيون، وسط تقديرات بوجود المئات تحت الأنقاض بحسب مسؤولين في غزة.

وفي الضفة الغربية قتل أكثر من 79 شخصا وأصيب حوالي 1300 بجروح، منذ السابع من أكتوبر الحالي .

وتسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر الحالي، بسقوط أكثر من 1400 قتيل في إسرائيل، بينهم نساء وأطفال، واختطاف نحو 200 شخص، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن قيامه بعدد من العمليات خلال ساعات ليل الخميس الماضي، حسب ما أشار إليه مراسل “الحرة”.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه شن غارات على ما يزيد عن مائة هدف في قطاع غزة، فيما قتل شخصان أحدهما شارك في عمليات ضمن منطقة غلاف غزة، والآخر ينتمي لحركة حماس، إضافة إلى قتل عدد آخر خططوا لإطلاق صواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية.

وأضاف البيان أن الغارات دمرت فتحات أنفاق ومخازن وسائل قتالية والعشرات من مقرات القيادة العملياتية.

وأفادت مراسلة “الحرة” في الضفة الغربية، الجمعة، بـ”مقتل 5 فلسطينيين داخل مسجد أبو عبيدة بمخيم نور شمس في طولكرم، ما يرفع حصيلة القتلى في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي إلى 10 منذ الخميس”.

معبر رفح

وأكد مصدر أمني لـ”الحرة” بفتح بوابة معبر رفح، أمس الأول الجمعة، تزامنا مع المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أمام معبر رفح، وتقرير عبور  20 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة بعد انتهاء المؤتمر، وفقا لما أفادت به مراسلة “الحرة” في القاهرة.

وأوضح المصدر أن ما يجري الآن هو رفع الحواجز الأسمنتية من أمام بوابة المعبر تمهيدا لفتحه، الجمعة، وإصلاح الطريق المدمر نتيجة القصف الإسرائيلي، تمهيدا لدخول المساعدات إذا لم يستجد طارئ على مجريات الأحداث في القطاع.

ويأمل الفلسطينيون في غزة وصول المساعدات الإنسانية بعد أكثر من عشرة أيام من حصار تفرضه إسرائيل التي ما زالت تستعد لهجوم بري وتواصل قصفها للقطاع بعد هجوم حماس، وفقا لفرانس برس.

وقالت قناة “القاهرة نيوز” القريبة من الاستخبارات المصرية، مساء الخميس، إن معبر رفح بين مصر وغزة، المنفذ الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، سيفتح الجمعة.

وما زالت قوافل المساعدات الإنسانية التي تنتظر دخول هذا الجيب الصغير الذي يعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني، متوقفة منذ أيام في رفح، مع دخول الصراع يومه الرابع عشر.

أحياء مدمرة

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 1500 من مقاتلي حماس في الهجوم المضاد الذي سمح لإسرائيل باستعادة السيطرة على المناطق التي هوجمت.

ودمرت إسرائيل أحياء بأكملها، ونزح أكثر من مليون شخص منذ الحصار الذي فرضته إسرائيل في التاسع من أكتوبر الحالي على قطاع غزة، وفقا لفرانس برس.

وقال مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): “نحن بحاجة إلى الوصول من دون عوائق وإلى تقديم مساعداتنا الحيوية بأمان. الوقت ينفد”.

في القاهرة دعا غوتيريش، الخميس الماضي، إلى “إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة ومن دون عوائق”، مشددا على ضرورة “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

وعلى معبر رفح، تقوم السلطات المصرية منذ الخميس الماضي بإصلاح الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي تمهيدا لمرور شاحنات المساعدات، كما ذكر شهود عيان. وتجمع عشرات على أمل إعادة فتحه، وفقا لفرانس برس.

إسرائيل تقصف وتهدد: “قريبا سترون غزة من الداخل”

وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، إنه شن مئات الضربات الجوية خلال 24 ساعة، استهدفت بنى تحتية لحماس في غزة، في الوقت الذي ما زال يستعد فيما يبدو لهجوم بري.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الخميس الماضي، خلال تفقده للقوات المتمركزة بالقرب من غزة: “أنتم الآن ترون غزة من بعيد، وقريبا سترون غزة من الداخل”.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن ضربة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل عشرين شخصا، الخميس الماضي، أمام مخبز في مدينة غزة.

تداعيات

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، خلال زيارة تل أبيب، الخميس، عن دعمه لإسرائيل، لكنه دعا إلى تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقد توجه بعد ذلك إلى السعودية حيث وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “استهداف المدنيين” في غزة بأنه “جريمة شنيعة”، محذرا من “تداعيات خطيرة” على أمن المنطقة وخارجها.

ودعا الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى “إنهاء فوري” للصراع واتهما إسرائيل بفرض “عقاب جماعي” على قطاع غزة يهدف إلى “تجويع” الفلسطينيين و”إجبارهم على النزوح”.

وبدأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، جولة جديدة في الشرق الأوسط، الخميس. ورحبت بـ “الإشارات” التي تعطي الأمل بفتح “محدود على الأقل” لمعبر رفح، ودعت جميع المعنيين إلى “التغلب على العقبات الأخيرة” لتحقيق ذلك.

توتر كبير على حدود لبنان

وما زال التوتر كبيرا أيضا على الحدود مع لبنان، حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، ويسجل الطرفان سقوط قتلى وجرحى.

وقامت مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي بالقضاء على مسلح داخل الأراضي اللبنانية.

كما أغار الجيش الليلة الماضية على عدة بنى تحتية تابعة لحزب الله ردا على إطلاق الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل الخميس الماضي، وفق مراسل “الحرة”.

واتهم الجيش اللبناني، الخميس، إسرائيل بقتل أحد أفراد “فريق صحفي” على الحدود، قبل أيام، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الأمر.

وفي 14 أكتوبر، قتل صحفي من وكالة رويترز وجرح ستة آخرون من وكالتي فرانس برس ورويترز وشبكة الجزيرة في جنوب لبنان.

وقتل 16 صحفيا فلسطينيا في قطاع غزة منذ بداية الحرب، بحسب نقابتهم.

مساعدات عسكرية

ووصلت إلى إسرائيل طائرة شحن عسكرية أميركية تحمل أول تشكيلة من سيارات الجيب المدرعة، وفقا لما أفاد به مراسل “الحرة” في إسرائيل، الخميس.

ويتم حاليا نقل سيارات الجيب إلى الجيش الإسرائيلي لتحل محل المركبات المتضررة في الحرب.

وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن وصول المركبات يأتي في إطار المساعدات الأميركية استعدادا لمختلف سيناريوهات الحرب.

كما نقلت الطائرة سيارات إسعاف محصنة ومعدات هندسية وميكانيكية بلغت قيمتها حوالي 100 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى