بوتين في الصين.. «شراكة بلا حدود» وحرب غزة على الأجندة


ليلا، اتحدت بكين وموسكو وراء مشروع قرار دولي بشأن غزة، وفي النهار، استقبلت الصين الرئيس الروسي في زيارة خارجية نادرة للقيصر.

فاليوم الثلاثاء، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الصين، في أول رحلة رسمية لزعيم الكرملين خارج الاتحاد السوفيتي السابق، هذا العام.

ويقول مراقبون إن الزيارة تهدف إلى إظهار الثقة المتبادلة العميقة والشراكة «غير المحدودة» بين الصين وجارتها العملاقة.

كما تجدد دعم بكين لموسكو، ودعم الأخيرة لمبادرة الحزام والطريق، وهي برنامج البنية التحتية العالمي للصين الذي ساعد في تعزيز نفوذها في جميع أنحاء العال

ومن المقرر أن يلتقي بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ، في بكين، خلال الزيارة التي قد تبحث التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني في قطاع غزة، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وذلك في ظل دعوة البلدين لوقف التصعيد.

ولليوم الـ11 على التوالي، تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلفة أكثر من 2800 قتيل، ومئات الجرحى، وأكثر من مليون نازح.

واندلعت الحرب في أعقاب تسلل مسلحي حركة حماس عبر السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، الأحد، أن الوزير وانغ يي، أبلغ نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن ما تفعله “إسرائيل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس”، ويجب على قادتها التوقف عن فرض “عقاب جماعي على سكان غزة”.

الحزام والطريق
وسيكون الرئيس الروسي من بين أبرز الضيوف في تجمع بمناسبة الذكرى العاشرة لإعلان شي جين بينغ، عن سياسة مبادرة الحزام والطريق.

وهذه هي ثالث مشاركة لبوتين في منتدى الحزام والطريق الذي تستمر أعماله حتى يوم غد الأربعاء.

و«الحزام والطريق» خطة كبرى أطلقها الرئيس الصيني، قبل عقد من الزمن، ويأمل أن تؤسس لبنية تحتية عالمية وشبكات طاقة تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا عبر طرق برية وبحرية.

وردا على سؤال حول زيارته للصين، الجمعة الماضية، قال بوتين إنها ستشمل محادثات حول المشاريع المتعلقة بالحزام والطريق، التي لفت إلى أن موسكو تريد ربطها بالجهود التي يبذلها تحالف اقتصادي لدول الاتحاد السوفيتي السابق التي يقع معظمها في آسيا الوسطى من أجل “تحقيق أهداف مشتركة”. أهداف التنمية.”.

ولم يسافر بوتين كثيرا إلى الخارج منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي مذكرة اعتقال بحقه في مارس/آذار الماضي، على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، زار بوتين قرغيزستان، الجمهورية السوفيتية السابقة.

ولا تعتبر قيرغيزستان أو الصين طرفا في المحكمة الجنائية الدولية.

وخلال رحلة إلى الصين انتهت نهاية هذا الأسبوع، حث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الصين، على استخدام نفوذها مع روسيا، وخاصة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لوقف الحرب في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يعقد الاتحاد الأوروبي قمة مع الصين قبل نهاية العام الجاري.

وترتبط بكين وموسكو بعلاقات مالية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا الفائقة والصناعات المالية. كما زادت أهمية الصين كوجهة تصديرية لروسيا.

شراكة في مجلس الأمن
وفي وقت متأخر من مساء الإثنين، رفض مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار اقترحته روسيا لإرساء هدنة “إنسانية” بين إسرائيل وحركة حماس، ليقرر الالتئام مجددا مساء اليوم الثلاثاء، للتصويت على مشروع قرار ثان قدمته البرازيل.

وصوتت لمصلحة مشروع القرار الروسي خمس دول، بينها روسيا والصين، فيما رفضته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا. في حين امتنعت ست دول عن التصويت.

ومن أجل اعتماد أي قرار في مجلس الأمن الدولي، لابد من موافقة 9 دول على الأقل من أعضاء المجلس المكون من 15 عضوا، مع عدم استخدام حق النقض من جانب أي من الأعضاء الخمسة الدائمين.

وأمس الإثنين، أعرب بوتين عن قلقه من «زيادة كارثية» لعدد الضحايا المدنيين في قطاع غزّة، ومن تصعيد محتمل للنزاع بين إسرائيل وحركة حماس ليتحول إلى “حرب إقليمية”.

وأكد الرئيس الروسي استعداده «لتنسيق الجهود مع كل الشركاء من أجل وضع حد في أسرع وقت ممكن للأعمال العدائية وتحقيق استقرار الوضع».

وجدد بوتين، موقفه من أن الحل المستدام للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يتمثل في «إنشاء دولة فلسطينية مستقلة».

وفي إطار جهوده، أجرى بوتين اتصالات مع نظرائه في مصر وفلسطين وإيران وسوريا، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى