تقرير يكشف فضائح عن جميع أسلحة وصواريخ ومدرعات الحوثي في عرض صنعاء العسكري

بدأ وكأنه عرض عسكري جدي مبهرا، لكن ما قام به الحوثيون قبل يومين في صنعاء جزء منه خداع بصري ودعاية جوفاء، وعرض أسلحة مسروقة أو منهوبة.وفي العرض العسكري أرادت مليشيات الحوثي، أن تظهر قوة غير موجودة على الأرض، فزاوجت بين عرض مخادع وادعاء ما ليس لها، زاعمة تصنيع صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، وألغاما بحرية، وزوارق مدججة وآليات قتالية مدرعة، لكن في الواقع كان ذلك مزيجا بين مجسمات وأسلحة متهالكة، نُهبت من ترسانة الجيش اليمني السابق.وفندق تقرير صادر عن موقع العين الإخبارية، ادعاء مليشيات الحوثي قدرات غير موجودة، إذ كشف زيف صناعة محلية مزعومة من المليشيات تروج لها في وسائل إعلامها.الألغام البحرية عرضت مليشيات الحوثي 8 أنواع من الألغام البحرية وأطلقت عليها مسميات “ثاقب” و”كرار”، مجاهد1 و2، و”أويس”، ومسجور 1 و2, و”عاصف”.لكن باستثناء نوعين إيرانيين وهما من طرازي “صدف” و”قاع”، فإن مليشيات الحوثي تستخدم لغما بدائيا واحدا بحجم أسطوانة الغاز المنزلي، ويتم تغيير مظهره الخارجي بشكل مفضوح، ومنحه 8 أسماء مختلفة، بحسب ما كشف مصدر عسكري.وقال المصدر إن هذا النوع من الألغام الحوثية البدائية، تتفاوت أوزانها بين 40 إلى 70 كيلوغراما وتزود باثنين إلى أربعة رؤوس تفجير، تنفجر عند اصطدامها بأي هدف بحري، وهي ترسو في عمق مترين مثبتا بقاعدة حديدية وينفلت مع الرياح بعد انقطاع حبال مرساه ليصبح قنبلة عائمة بالبحر.المركباتمليشيات الحوثي لم تخجل من أكاذيبها، بعد أن زعمت تصنيع 54 آلية مدرعة باسم أحد قياداتها القتلى ويدعى “هاني طومر”.وقال مصدر عسكري، إن مركبات “هاني” القتالية التي استعرضها الحوثيون هي في الحقيقة عربات “الحميضة” و”الشمج” التي كانت متوفرة لدى الجيش اليمني سابقاً، ونهبتها المليشيات من المعسكرات عقب الانقلاب أواخر 2014 وقد تم تدمير المئات منها.الزوارقزعم الحوثيون تصنيع زوارق بحرية، منها “زورق نذير”، وعاصف 1 و2، و”طوفان”، بادعاء أنها ذات مهام قتالية متعددة، منها اعتراض الأهداف البحرية المتحركة واقتحام السفن والإغارة على الجزر.في هذا السياق، قال المصدر إن الدوريات والزوارق البحرية لم تصنع محليا، ولكنها قدمت ضمن مساعدات دولية لتأمين موانئ يمنية قبل انقلاب الحوثي عام 2014، لكن المليشيات نهبتها من ميناء الحديدة، واستخدمتها في العروض العسكرية.الصواريختضمن العرض الدعائي للحوثيين استعراض مجسمات 32 نوعا من الصواريخ الباليستية، أرض أرض، وأرض جو، وأرض بحر، زعمت مليشيات الحوثي تصنيعها محليا وادعت أنها أزاحت الستار عن 8 صواريخ جديدة، أطلقت عليها أسماء عدة منها “بركان”، “فلق” و”وذوالفقار” وغيرها.ووفقا للمصدر فإن جميع الصواريخ التي تستخدمها مليشيات الحوثي هي من ترسانة الجيش اليمني السابق وهي صواريخ “اسكود” و”موسودان” الكورية، و “توشكا” و”روبيج” الروسية، بالإضافة إلى صواريخ إيرانية الصنع هربت عبر ميناء الحديدة والمنافذ البحرية، الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.وبحسب المصدر فإن المعسكرات التي كانت موجودة فيها هذه الصواريخ هي معسكر “الصليف” التابع للدفاع الساحلي وورشة الصواريخ كانت من ضمن ملحقات معسكرات “ريمة” حميد”؛ التابع لألوية الصواريخ.الطائراتوعرضت مليشيات الحوثي 13 نوعا من الطائرات المسيرة هي “رجوم”، و”راصد”، “خاطف 2”, “رقيب”، “قاصف”، “صماد 1 و2 و3”, “مرصاد 1 و2″، و”عيد 1 و2″، و”شهاب”، وهي جميعها طائرات إيرانية الصنع، ذات مهام تجسسية وهجومية ومفخخة.ووفقا للمصدر فإن ما استعرضه الحوثيون مؤخرا عمليا هي نسخ ومجسمات مكررة ومعدلة من حيث المظهر الخارجي للقطع المعروضة.وأشار إلى أن “الجديد هذا العام هو مشاركة عدد من القطع الجوية في العرض، وهي بالطبع طائرات من تسليح القوات الجوية اليمنية توقفت منذ 9 سنوات، ولولا توقف الطلعات الجوية للتحالف ورغبة جميع الأطراف بالسلام لما تمكن الحوثي من تحريك هذه الطائرات من مرابضها”.المصدر العسكري أضاف مدللا على زيف العرض العسكري: “كم مرة أعلنت مليشيات الحوثي إنتاج منظومات دفاع جوي بمواصفات فنية وتكتيكية واسعة، ولكنها في الحقيقة تعجز عن اعتراض طائرة واحدة؛ فما بالك بتدميرها وإسقاطها”.وكانت مليشيات الحوثي عرضت لأول مرة طائرة حربية وحيدة من طراز “F-5″، لكنها لم تكن سوى جزء من ترسانة الجيش اليمني السابق، حالها كحال 3 مروحيات من طراز “Mi8T” و”Mi17″ و”Mi171″أساليب باليةيرى خبراء عسكريون أن عروض مليشيات الحوثي العسكرية باتت بالونات اختيار لتقويض السلام وأساليب بالية لم تعد تنطلي على الشعب اليمني، وعلى دول التحالف والشرعية التي تدرك جيدا قدرات الجماعة المتمردة على الأرض.وقال الخبير في الشؤون العسكرية اليمنية العقيد وضاح العوبلي، إن “مليشيات الحوثي لم تأتِ بجديد في عرضها الأخير، والذي كان نسخة مكررة من أساليبها البالية والمعروفة”.وأضاف أن عرض مليشيات الحوثي “صاحبها استرسال مفضوح في إعلان الإنتاجات العسكرية الجديدة بادعاء تصنيعها، وهي إعلانات غير واقعية يفوق عددها أضعاف ما تعلنه كوريا الشمالية وروسيا والصين مجتمعة من إنتاج الأسلحة والمنظومات”، يقول الخبير العسكري ساخرا.وأوضح الخبير العسكري أن “أغلب الشعب اليمني بات يدرك الحقائق، وأن الحالة الحوثية مكررة ومملة، وليس فيها ما يثير الدهشة، بقدر ما تصنع بعض البهرجة الإعلامية المؤقتة لدى شرائح البسطاء والمراهقين، من فئات الشعب الذي باتت أغلبيته تمقت هذه المبالغات وتنتقد بشدة وألم حجم المبالغ المصروفة عليها على حساب معاناة الشعب الذي يعيش موظفوه بلا رواتب منذ 9 أعوام”.ويرى العوبلي بأن الثابت في عرض الحوثي الأخير أن مردوده عكسي على المستويين الداخلي والخارجي، فالداخل يريد رواتب ومل من استمرار الحرب، والخارج يريد تحقيق السلام ويدعو إلى التخلي عن كل ما من شأنه أن يثير التوتر ويقوض مساعي التسويات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى