ضربات القوات الجنوبية في أبين تفضح تخادم ثلاثي الشر (الحوثي والإخوان والقاعدة)

عدن 24 / غازي العلوي :

تزايدت عمليات تصعيد قصف ميليشيا الحوثي لمواقع الجبهات الجنوبية في الحلحل بمديرية لودر، والحد بيافع، والضالع، وكرش، وغيرها .

وتجدد بين الحين والآخر مواجهات عنيفة زادت حدتها مؤخرا في جبهة الحلحل شمالي مدينة لودر عاصمة مديرية لودر وأسفرت مواجهات الأحد الماضي بين القوات الجنوبية وميليشيا الحوثيين  في جبهة الحلحل  بمديرية لودر م/أبين عن استشهاد جنديين وإصابة أثنين آخرين من القوات الجنوبية المرابطة هناك .

وتأتي هذه المواجهات في إطار نوايا الحوثيين المدعومين من إيران بالسيطرة على محافظة أبين ووضع قدم لهم في المحافظات الجنوبية .

خلط الأوراق

وقال محللون سياسيون إن الحوثيين يهدفون من تصعيدهم العسكري خلط الأوراق واستغلال انشغال القوات المسلحة الجنوبية بالحملة الأمنية التي تشنها ضد تنظيم القاعدة لإرباك الوضع الأمني وتحقيق مكاسب عسكرية في جبهة أبين.

تخادم إرهابي حوثي إخواني

ووفق مصادر عسكرية مطلعة فإن عمليات التحشيد العسكري على جبهة الحلحل في مديرية لودر، شمال شرقي محافظة  أبين، يأتي في سياق التخادم الحوثي والإخوان للضغط على القوات المسلحة الجنوبية التي سعت مؤخرا لتصعيد حملاتها الأمنية والعسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين التي تتخذ من وادي عومران، الممتد من مديرية مودية بمحافظة أبين إلى أطراف حدودية مع محافظتي البيضاء وشبوة التي تتسلل منها عناصر تنظيم القاعدة إلى معقلها الرئيس بوادي عومران –ملاذًا لها، وقد تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من إحكام السيطرة عليه وتطهيره من تلك العناصر الإرهابية وملاحقتها حتى حدود محافظة البيضاء اليمنية التي ينطلق منها الإرهابيون صوب محافظات الجنوب.

جبهة أبين سياج آمن لصد تقدم الحوثيين

وأكدت المصادر لـ”الأمناء” تمكن القوات الجنوبية بجبهة الحلحل بمديرية لودر من صد هجمات الميلشيات الإرهابية الحوثية التي تحاول التقدم بين الحين والآخر نحو مركز المديرية لودر بمحافظة أبين المجاورة لمحافظة البيضاء اليمنية.

المواجهات اليومية تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث تمكن رجال المقاومة الجنوبية من منع تسلل المسلحين الحوثيين أو تمركزهم في مناطق معينة، وتفيد معلومات أن الحوثيين يتكبدون أيضاً خسائر بشرية كبيرة دون تقديم معلومات عن حجم خسائرهم الميدانية في تلك المواجهات والتي يتكتم عليها الإعلام الحربي الحوثي على عكس المقاومة الجنوبية التي تعلن بكل شفافية ووضوح عن شهدائها وخسائرها إن وجدت .

البيضاء ملاذ آمن لإرهابيي القاعدة

ويتخذ الحوثيون من محافظة البيضاء التي سيطروا عليها في 2021 منطلقًا لشن هجماتهم على جبهات محافظة أبين المجاورة وتحديداً جبهات الحلحل وثرة بمديرية لودر والحد يافع.

والاثنين قبل الماضي، أطلقت القوات المسلحة الجنوبية حملة عسكرية ضد  “عناصر القاعدة” في المديريات الوسطى بمحافظة أبين والتي حملت اسم حملة “سيوف حوّس” ، التي تعتبر “امتدادًا لحملة سهام الشرق” التي أطلقت العام الماضي، ضد “العناصر الإرهابية” المتواجدة هناك والتي يتم تصديرها من قبل قوى الاحتلال اليمني سابقاً وميليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران مؤخراً، بهدف إرباك المشهد العسكري في جبهات التماس مع الحوثيين، بإشغال قوات الحزام الأمني والقوات المشتركة بمحافظة أبين لمواجهتها وتخفيف الضغط عن العناصر الإرهابية التي تكبدت خسائر في الأرواح والمعدات وسقطت معسكراتها التي تمثل معاقل رئيسية للتنظيمات الإرهابية المتطرفة.

الأسباب الحقيقية لحشود الحوثيين على أبين

ويظهر جليًا تخادم المصالح بين الحوثيين وتنظم القاعدة، الذي كان سببًا في انشغال الجبهة الداخلية في المناطق المحررة من سيطرة ميليشيا الحوثيين.

وتسعى ميليشيات الحوثيين لاستغلال تلك العمليات لشن هجمات بهدف السيطرة على مناطق في محافظة أبين والوصول إلى مركزها زنجبار، والتي صارت من المستحيلات بحكم تواجد قوات مسلحة جنوبية قادرة على صد هجمات الحوثيين، علاوة على وقوف قبائل محافظة أبين إلى جانب القوات الجنوبية لا سيما وأن مناطق مديريات محافظة أبين ليس فيها أي حاضنة للحوثيين وبيئة طاردة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وسبق وأن قامت بهزيمتها خلال الأعوام 2010 – 2012م.

ويأتي تصعيد ميليشيات الحوثيين رغم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية والوصول إلى اتفاق سلام دائم وشامل.

وتعاني اليمن حربا اندلعت عقب سيطرة ميلشيا الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وعدة من المحافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي جماعة الحوثي إثر انتهاء التحالف بينهما.

إحكام سيطرة القوات الجنوبية على عومران

واستطاعت القوات الجنوبية مساء السبت الماضي من إحكام سيطرتها على معسكر لتنظيم القاعدة في محافظة أبين وذلك بعد أيام من استشهاد القائد عبداللطيف السيد وعدد من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بمديرية موديه محافظة أبين.

وقال مدير عام شرطة محافظة أبين علي الذيب نشره موقع “درع الجنوب” الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية إن “القوات العسكرية والأمنية المشاركة في حملة سيوف حوس تمكنت من تطهير معسكر الحجلة التابع لتنظيم القاعدة في مديرية مودية بأبين”.

وأضاف أن “القوات تواصل عملياتها الأمنية بهدف استكمال تطهير كافة المناطق النائية في الوديان والشعاب التي تفر إليها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي”.

والخميس الماضي استشهد القائد عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين ورفاقه النقيب صلاح اليوسفي أركان عمليات الحزام الأمني في محافظة أبين والشيخ القبلي محمد كريد الجعدني ومرافقيهم في انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي هناك.

وتمكنت القوات الجنوبية من تطهير مناطق واسعة في محافظات الجنوب كانت خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي.

وتبرز أسباب التصعيد الحوثي على جبهة الحلحل بمديرية لودر م/أبين في محاولة الحوثيين تحقيق انتصارات وهمية بالتقدم باتجاه الجبهات في ثرة والمحلحل والوصول إلى مناطق محاذية لمدينة لودر عاصمة مديرية لودر واستغلال هذا التقدم إعلامياً لتضليل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بأن لهم موطئ قدم في محافظات الجنوب .

والسبب الآخر لهذا التصعيد والتحشيد العسكري والقصف الحوثي في جبهات التماس وفي مديريات المنطقة الوسطى محافظة أبين – بحسب مراقبون تحدثوا لـ”الأمناء” – هو التخفيف عن الضغط التي تعاني منه عناصر تنظيم القاعدة من قبل القوات الجنوبية في وادي عومران معقل تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة أبين.

دلالات تخادم الحوثي وتنظيم القاعدة والإخوان

يرى محللون سياسيون في تصريحات أدلوا بها لـ”الأمناء” أن دلالات التخادم الحوثي وتنظيم القاعدة والإخوان تتمثل في الهدف من التصعيد الحوثي بالتخفيف من الضربات القوية التي تلقاها ويتلقاها تنظيم القاعدة من الحملات الأمنية المتتالية للقوات المسلحة الجنوبية في سهام الشرق وسيوف حوس، ودلالات هذا التخادم أن العناصر الإرهابية التي تتواجد في معقل تنظيم القاعدة بعومران تأتي من محافظة البيضاء إلى هذا المعقل، وعند هزيمتها مؤخرًا في حملتي سهام الشرق وسيوف حوس لاذت عناصرها بالفرار إلى محافظة البيضاء اليمنية التي تسيطر عليها ميلشيات الحوثي الإرهابية المتخادمة مع الإخوان وتنظيم داعش والقاعدة .

ومن دلالات التخادم الخفي بين الإخوان وتنظيم القاعدة من جهة والحوثيين من جهة أخرى هو التنسيق الإعلامي المنسق والمتناغم للقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي للحوثيين وحزب الإصلاح – الذراع العسكري للإخوان – والتي كثفت من هجومها الإعلامي الحاد على الجنوب وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي “الكيان الممثل لشعب الجنوب ” وقواته المسلحة الجنوبية التي تواجه الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ولم تقم تلك القنوات بتسليط الضوء عن الانتصارات التي حققتها وتحققها القوات الجنوبية على عناصر الإرهاب في مديريات المنطقة الوسطى في محافظة أبين ، بل تصور تلك الأحداث البطولية بأنها اعتداءات على أبناء القبائل في تلك المناطق والتي هي اساسا قد أعلنت موقفها ضد الإرهاب وساندت القوات الجنوبية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة في مديريات المنطقة الوسطى وعموم مديريات محافظة أبين .

التخادم الخفي

ومن دلائل التخادم الخفي بين الحوثيين والإخوان الداعمين والممولين لعناصر الإرهاب – حسب سكان محليين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بمحافظة البيضاء اليمنية – هو سماح ميليشيا الحوثيين للعناصر الإرهابية في المحافظة بالمرور عبر نقاط التفتيش الحوثية للتسلل عبر السلاسل الجبلية الحدودية من محافظة البيضاء إلى وادي عومران بمديرية موديه معقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومن بين تلك العناصر الإرهابية من تم إطلاق سراحهم من معتقلات الحوثيين مقابل القتال ضد القوات الجنوبية في محافظة أبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى