ترحيب عربي ودولي باستكمال تفريغ النفط من «صافر»

رحبت دول عربية وغربية، ، بنجاح عملية سحب النفط من الناقلة المتداعية  «صافر» قبالة ميناء الحُديدة اليمني في البحر الأحمر، وزوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب، فيما اعتبر خبراء ومحللون سياسيون نجاح العملية، خطوة إيجابية لحل الأزمة التي تهدد البيئة البحرية والملاحة الدولية وسبل معيشة آلاف الصيادين في اليمن.
وأعربت كل من السعودية وقطر وسلطنة عُمان والأردن ومصر ومجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي، عن ترحيبهم بانتهاء عملية تفريغ الناقلة المتهالكة «صافر»، وسط إشادات للأمم المتحدة، بتسخير جميع الجهود لإنهاء العملية التي جنبت البحر الأحمر كارثة بيئية.
غربياً، رحبت كل من فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وهولندا وألمانيا باستكمال عملية نقل النفط من الخزان المتحلل إلى الناقلة البديلة «اليمن».
وقال وزير النقل عبدالسلام حميد، ، إن خطة تفريغ «صافر» استغرقت 18 يوماً بذلت فيها الجهود من قبل 145 مختصاً وفنياً ومشرفاً عملوا لأكثر من 350 ساعة عمل. 
وأضاف حميد أن الأمم المتحدة حققت بالشراكة مع الحكومة اليمنية إنجازاً كبيراً لحماية المياه الإقليمية لليمن والمنطقة بتفريغ أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام من خزان «صافر» العائم في البحر الأحمر. 
وأوضح أن «اليمن والدول المشاطئة للبحر الأحمر، تخلصت من كابوس ظل يؤرق الشعب اليمني والإقليم وحتى العالم على مدى سنوات».
واعتبر خبراء ومحللون سياسيون، أن نجاح مهمة نقل النفط من الناقلة «صافر» إلى السفينة البديلة خطوة إيجابية لحل الأزمة التي تهدد البيئة البحرية والملاحة الدولية وسبل معيشة آلاف الصيادين في اليمن، معتبرين أن المشكلة لم تنته بالكامل إلا أنها تشكل البداية.
وأمس الأول، أعلنت الأمم المتحدة إنجاز سحب حمولة ناقلة النفط «صافر» المتداعية والتي كانت راسية قبالة ميناء الحُديدة غرب اليمن في البحر الأحمر، ونقل أكثر من مليون برميل نفط منها، وبالتالي زوال الخطر الذي كان يهدد المنطقة.
ويرى المحلل السياسي اليمني موسى المقطري أن «انتهاء تفريغ (صافر) إلى السفينة البديلة يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وفي أقل تقدير يؤجل حصول الكارثة على اعتبار أن ما سيتم تقريره بشأن تصريف النفط الخام هو الذي سيمنع الكارثة نهائياً من عدمه، والأمل معقود على الجهود الدولية المستمرة في هذا الإطار والتي تركز حول الاتفاق على تصريف النفط في الخزان الجديد بعد تخريد وتفكيك ناقلة (صافر)».
وشدد المقطري، في تصريح لـ«الاتحاد»، على ضرورة أن تركز الجهود نحو العملية التالية بتصريف النفط من الناقلة البديلة حتى لا تتحول إلى مشكلة جديدة، وخاصة مع توارد معلومات حول العمر الافتراضي لها والذي يبدو أنه ليس طويلاً، لأنه في حال بقائها بموقع «صافر» نفسه، فإن ذلك يفتح الباب لمخاطر جديدة تقف جماعة «الحوثي» وراءها.
وبعد استكمال المرحلة الأولى من معالجة هذه المشكلة، أعرب المقطري عن أمله أن توضح الأمم المتحدة، باعتبارها الجهة التي تقود جهود معالجة الأزمة، الطرف المتسبب في تأخير إنجاز المهمة طوال السنوات الماضية. وحسب مصادر يمنية، فإن الأمم المتحدة لم تتوصل لاتفاق حتى الآن بشأن التعامل مع النفط الذي تم سحبه من خزان «صافر» إلى السفينة البديلة، والذي يُقدر بنحو 1.14 مليون برميل من النفط الخام الخفيف.
ومن جانبه، بيّن المحلل السياسي اليمني عبد الحميد المساجدي، أنه بعد الانتهاء من عملية نقل النفط من خزان «صافر» إلى الناقلة البديلة تكون خطة الأمم المتحدة قطعت شوطاً كبيراً، وأزالت الجزء الكبير من التهديد المتمثل في بقاء كميات كبيرة من النفط على متن ناقلة متهالكة، لكن للقصة بقية تتمثل في معالجة وإزالة الأوحال النفطية من «صافر» في حال ظلت الناقلة في مكانها، وهذا على عكس ما تضمنته الخطة الأممية سابقاً من سحب الناقلة وتفكيكها أو صيانتها في ميناء جاف.
وقال المساجدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن بقاء الناقلة «صافر» على حالتها في المكان نفسه لفترات طويلة يهدد بغرقها أو جنوحها، وتظل تمثل تهديداً للملاحة في المنطقة؛ لذلك لابد من الضغط لإخراجها ونقلها من مكانها وإجراء الصيانة اللازمة لها أو التصرف فيها.
وطالب المحلل السياسي بضرورة التصرف في النفط المنقول إلى الناقلة الجديدة؛ لأن بقاء أكثر من مليون برميل من النفط الخام على متن السفينة الجديدة يعد خطراً ولا بد من تداركه قبل أن يحدث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى