تقرير خاص : كيف استطاعت القوات الجنوبية دك معاقل الإرهاب بإمكانياتها المحدودة؟

عدن 24 / غازي العلوي :

– الجنوب والحرب المفتوحة على الإرهاب

– ما الفاتورة التي دفعها ويدفعها الجنوبيون لهذه الحرب؟

– لماذا لم يقم المجتمع الدولي بدعم ومساندة القوات الجنوبية؟

– أليست الحرب على الإرهاب والقضاء على منابعة هدفًا إقليميًا مشتركًا؟

– ما الأهمية التي تكتسبها معركة “سيوف حُوَّس”؟ ولماذا سميت باسمه؟

– انتصارات لحج تعانق انتصارات أبين على الإرهاب

مكافحة الإرهاب واستئصال جذوره ومنابعه وقنوات تمويله.. عناوين رئيسية للحرب المفتوحة التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة آفة العصر المسماة بـ”الإرهاب” التي صدَّرتها قوى الاحتلال اليمني إلى الجنوب بطرق منظمة وممنهجة منذ حرب صيف عام 1994م وحتى اليوم.

المعركة المصيرية لم تنتهي بعد

بدأت قواتنا المسلحة الجنوبية معركتها المصيرية ضد الإرهاب في العاصمة الجنوبية عدن بعد طرد مليشيات الحوثي ودحرها وكسر شوكتها وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن ومنطقة الجزيرة والخليج العربي، بدعم وإسناد من قبل دول التحالف العربي، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتوالت الانتصارات التي خاضتها قواتنا الجنوبية بعدها وبخطى حثيثة ومتسارعة ضد الإرهاب في بقية محافظات الجنوب، بدعم وإسناد من قبل الأشقاء الإماراتيين، واستطاعت تطهيرها من العناصر الإرهابية والوصول إلى أوكارها وتجفيف منابعها ودحرها وإفشال مخططاتها الإجرامية وتخادمها الخفي غير المعلن مع ميليشيا الحوثي الإرهابية.

ففي الأشهر الأخيرة منذ انطلاقة عملية (سهام الشرق) بمراحلها الأربعة في محافظة أبين، استطاعت قواتنا الجنوبية من دك معاقل العناصر الإرهابية في كافة مديرياتها وإسقاط المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بوادي عومران، وفي محافظة حضرموت خاضت قوات النخبة الحضرمية معركتها مع الإرهاب منذ سنوات، واستطاعت تأمين ساحل حضرموت، وفي شبوة خاضت ولا زالت قوات (دفاع شبوة) تخوض معاركها ضد تنظيمات الإرهاب، ومليشياته الإخوانية، منذ انطلقت عملية (سهام الجنوب) هناك، وقطعت أوصال إرهاب تنظيم القاعدة والإخوان وتخادمها مع الحوثيين، وفي 18 فبراير 2018م أعلنت قيادة قوات النخبة الحضرمية تطهير وادي المسيني غرب مدينة المكلا من قبضة التنظيم الإرهابي بعد معارك ضارية وفي عملية عسكرية نوعية سميت بعملية الفيصل، وتعد ثاني عملية عسكرية بعد عملية تحرير مدينة المكلا ومناطق ساحل حضرموت بعد عام من سيطرة التنظيم الإرهابي عليها، وكان وادي المسيني يعتبر من أهم معاقل تنظيم القاعدة في حضرموت.

وتتوالى حملات مكافحة الإرهاب

ظلت محافظة أبين خلال ثلاثة عقود من الزمن هدفًا استراتيجيًا لقوى الاحتلال اليمني منذ صيف العام 1994م، التي عملت ليل نهار على تصدير الإرهاب وعناصره وخلاياه إليها وإلى غيرها من محافظات الجنوب. وبالأمس القريب وتحديدًا في عامي 2010 و 2011م استطاعت اللجان الشعبية التي أسسها وقادها الشهيد “توفيق حُوَّس” أن تهزم ما يربو على ثلاثة آلاف عنصر من عناصر وقيادات من يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة، والذي كان يضم في صفوفه ما يربو على 500 عنصر أجنبي من قيادات تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب من العراق وسوريا والصومال وأفغانستان وباكستان، ومن جنسيات أوروبية، ولقن أنصار الشهيد “حوس” تلك العناصر دروساً في فنون القتال والشجاعة وهزموا تلك العناصر الإرهابية شر هزيمة، وصار ذلك الانتصار الأسطوري حديث وسائل الإعلام العربية والأجنبية والتي أشادت بتضحيات الشهيد “حوس” ورفاقه، وهزموا تنظيم القاعدة وهو في أوج قوته، وها هي اليوم كتائب المناصرين لحوس يجددون أمجاده ويهزمون الإرهاب في معقله الرئيس بالمنطقة الوسطى بأبين في عملية حملة اسم ”سيوف حوس” من قوات الحزام الأمني والأمن العام ،وقوات محور أبين، وقوات الدعم والإسناد لتجديد العهد والوفاء لهذا البطل الأسطوري الذي غيَّر معالم الواقع الرديء الذي طغت فيه سطوة التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين بصورة خاصة والجنوب عامة.

“سيوف حُوّس” تدك معاقل الإرهاب

وانطلقت صباح الأحد حملة أمنية مشتركة لملاحقة فلول العناصر الإرهابية في مديرية مودية بمحافظة أبين، وتكونت الحملة التي أطلق عليها اسم حملة ”سيوف حوس” من قوات الحزام الأمني، والأمن العام، وقوات محور أبين، وقوات الدعم والإسناد لتعقب وتتبع عناصر الإرهاب في الأودية والجبال الوعرة وبعض المناطق النائية في مديرية مودية بمحافظة أبين، وانتشرت الوحدات المشاركة في الحملة عقب وصولها في عدد من المناطق التي كانت تتخفى فيها العناصر الإرهابية، كما تموضعت القوات – حسب خطة الانتشار – في نقاط ومواقع مهمة في مداخل وادي عومران وبعض المناطق والقرى التي شهدت أعمالًا إرهابيةً استهدفت قواتنا المشاركة في حملة سهام الشرق.

دلالات عملية (سيوف الشهيد حوس)

وقال موقع “درع الجنوب” إن العملية الأمنية والعسكرية التي انطلقت بمحافظة أبين وأطلقت عليها عملية ”سيوف حوس” تكتسب أهمية كبيرة وتعتبر إضافة نوعية ومتميزة لمعركة ”سهام الشرق“ لتطهير المحافظة من خطر فلول العناصر الإرهابية، وهي تدل دلالة واضحة على النجاحات الكبيرة عسكرياً وأمنياً، للقوات المسلحة الجنوبية التي استطاعت أن تسيطر على كثير من المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة وهيمنة تلك التنظيمات الإرهابية والمتطرفة من تنظيمي داعش والقاعدة، ومداهمة أوكارها ومعسكراتها في وادي عومران ووادي الخيالة وغيرها من المناطق التي كان ترزح تحت سيطرتها منذ احتلال المحافظة من قبل قوات عفاش وجماعة الإخوان باليمن الذين كانوا قد فرضوا سيطرتهم على محافظة أبين منذ سنوات طويلة.

وتكمن دلالة هذه الحملة الأمنية والعسكرية التي تقوم بها القوات الجنوبية اليوم بمحافظة أبين لتطهيرها من فلول العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيات الحوثي والإخوان بأنها الأساس المتين لتحصين المحافظة وتعزيز أمنها واستقرارها إلى جانب بقية مدن ومحافظات الجنوب من أي اختراقات حوثية أو إرهابية، وهو الأمر الذي يتطلب من جميع المواطنين التعاون ومساندة هذه الجهود الرامية لتخليص محافظتهم من خطر هذه العناصر الإرهابية القادمة من محافظة البيضاء التي تحولت إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة.

ارتياح شعبي لحملة “سيوف حوس” بمودية أبين

ولاقت الحملة الأمنية ارتياحًا شعبيًا واسعًا بين أوساط المواطنين في مديرية مودية ومديريات محافظة أبين، وأبناء شعبنا الجنوبي عامة، حيث أكدوا وقوفهم إلى جانب قواتنا للقضاء على الإرهاب وتطهير بعض مناطق مديرية مودية من عناصر الشر والإرهاب المتخفية في جحورها.

“أبو القعقاع” في قبضة القوات الجنوبية

في إنجاز  أمني ونوعي نجحت حملة “سيوف حوس” العسكرية، بقيادة القوات المسلحة الجنوبية، في القبض على القيادي البارز في تنظيم القاعدة الإرهابي “أبو القعقاع” وذلك في محافظة أبين.

وكشف المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية المقدم محمد النقيب في بيان عن إلقاء القوات الجنوبية القبض على القيادي الميداني بتنظيم القاعدة الإرهابي سعيد علي سعيد، المكنى بـ”أبي القعقاع” ضمن حملة سيوف حوس.

وأكد المتحدث العسكري عن استمرار العملية العسكرية الواسعة لتعقب وتتبع وملاحقة فلول العناصر الإرهابية بمديرية مودية في محافظة أبين.

وأضاف النقيب أن الحملة العسكرية “حققت منذ ساعاتها الأولى نجاحات وإنجازات كبيرة كان أبرزها إلقاء القبض على أبو القعقاع أحد أبرز القيادات الميدانية التي لعبت دورًا محوريًا في قيادات عمليات تنظيم القاعدة في المحافظة الساحلية”.

وجاءت الحملة العسكرية في مديرية مودية بمحافظة أبين عقب سلسلة من العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في المديرية الاستراتيجية، كان آخرها  السبت الماضي ما أسفر عن سقوط شهيد و 7 مصابين بصفوف القوات الجنوبية.

من هو الشهيد حُوّس الذي سميت العملية العسكرية باسمه؟

الاسم: توفيق علي الجنيدي الملقب بـ “حوس”.

المنطقة: مديرية لودر – محافظة أبين.

قائد ومؤسس اللجان الشعبية بأبين عام 2011م، استل أول سيوف مقارعة الإرهاب بأبين ووضع بذرة توسع اللجان الشعبية في عموم مديريات أبين.

قاد معارك تطهير مديرية لودر من عناصر أنصار الشريعة أحد فروع تنظيم القاعدة الإرهابي.

نجح في دحر الإرهاب وتطهير لودر من عناصر أنصار الشريعة.

استشهد في عملية غادرة بعبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر.

وتتوالى الحملات الأمنية لمكافحة الإرهاب بمحافظة لحج

وتمكنت قوات مكافحة الإرهاب في محافظة لحج، من ضبط المسؤول الإعلامي والأمير الشرعي والمسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة في المحافظة لحج ويدعى (س ، د ، ح) 31 عاماً فجر  الجمعة الماضي الموافق 4 أغسطس، في حارة وحيدة بمدينة الحوطة، ويعد من أخطر قيادات تنظيم القاعدة في المحافظة لحج.

وقالت مصدر أمني إن العملية الأمنية جاءت بعد رصد ومتابعة ومعلومات دقيقة، بتواجد المطلوب تم تنفيذ عملية المداهمة ما أسفر عن ضبطه، ويجري التحقيق معه حالياً.

وتشهد محافظات لحج وشبوة وأبين، نشاطًا مكثفًا لتنظيم القاعدة، خلال الأشهر الأخيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الجنود.

ونفذت القوات المشاركة في الحملة انتشارًا أمنيًا في المديريتين، وشوهدت العديد من النقاط الأمنية وهي تنفذ عمليات التفتيش في مداخل ومخارج الحوطة وتبن، للبحث عن عناصر إرهابية.

شهادات دولية بدور القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب

حظيت الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب باهتمام دولي وإقليمي، وكانت ومازالت، تلك الإنجازات مادة بحثية وإعلامية في مراكز البحوث والصحافة المتخصصة. مؤخراً نشر المركز الأمريكي للدراسات ومقره واشنطن تقريراً ميدانياً سلط فيه الضوء على دور القوات الجنوبية في الحرب على الإرهاب، واصفاً دورها بـ ”المحوري”.

وبحسب التقرير “فقد لعبت القوات الجنوبية التي تقاتل من أجل استقلال الجنوب دورًا حاسمًا في مكافحة الإرهاب، فقد نشطت القوات الجنوبية في عدن وما حولها وفي جميع أنحاء الجنوب، موجهة ضربات قاتلة للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وأنصار الشريعة، ولا سيما في محافظات لحج وعدن وأبين، وكذلك شبوة الغنية بالنفط وحضرموت”.

وأضاف التقرير: “بعد الانتصار الذي حققته القوات الجنوبية والمتمثل بطرد عناصر تنظيم القاعدة من لحج في أغسطس 2016، قامت قوات الحزام الأمني بعد ذلك بطرد مسلحي التنظيم من مدينة زنجبار عاصمة أبين، واستطرد التقرير الانتصارات التي حققتها قوات النخبة الشبوانية عام 2018 وما أنجزته قوات دفاع شبوة مؤخراً في عملية سهام الجنوب وكذلك الانتصارات التي أحرزتها القوات المسلحة الجنوبية في عملية سهام الجنوب بمحافظة أبين”.

(نقلا عن الأمناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى