رسالة وزير الخارجية الأمريكي والتأكيد الدولي على الإلتزام بحل شامل في “اليمن” .. هل تتوافق مع الواقع؟!

قراءة تحليلية| أصيل محمد. :

تعد “اليمن” واحدة من أكثر الدول العربية تعقيدًا سياسيًا وأمنيًا، حيث يشهد البلد حربًا دائرة منذ عام 2015 بين الحكومة المدعومة دوليًا والحوثيين المدعومين من إيران. وتسبب هذا الصراع في أزمة إنسانية حادة تؤثر على حياة المدنيين. وتسعى العديد من الدول الكبرى والمنظمات الدولية إلى إحلال السلام والاستقرار في اليمن، ولكن تبقى التحديات كبيرة والواقع المعقد يعيق أي جهود دولية. ومن بين التحديات الرئيسية التي يجب الإشارة إليها في أي تحليل للوضع في اليمن هي قضية الجنوب العادلة ومطالب الجنوبيين بالاستقلال عن الشمال. ويجب أن تتضمن أي جهود دولية لإحلال السلام في اليمن تمثيلًا قويًا لحقوق الجنوبيين ومطالبهم، وأن يتم التعامل مع هذه القضية في سياق الواقع المعقد الذي يواجهه اليمن حاليًا.

بحسب وكالة الأنباء الرسمية سبأ، سلم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة إلى مجلس القيادة الرئاسي، د رشاد العليمي، يؤكد فيها التزام الولايات المتحدة الكامل بتحقيق حل شامل ومستدام. وأضافت وكالة الأنباء سبأ: “أعرب بلينكن عن تطلع بلاده للتعاون المستمر مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في بناء مستقبل مستقر ومزدهر لليمن”.

تأتي رسالة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن الالتزام الكامل للولايات المتحدة بحل شامل يلبي تطلعات جميع اليمنيين، كجزء من الجهود الدولية المستمرة لإحلال السلام والاستقرار في البلاد. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن تصريحات الدعم الدولي لا تعكس بالضرورة الواقع المعقد الذي يعانيه الداخل اليمني بسبب الحرب والصراع الدائر. فعلى الرغم من الدعم الدولي الذي تلقاه “اليمن” من قبل الأمم المتحدة وبعض الدول الأخرى، إلا أنه لا يزال هناك عدم توافق بين الأطراف المتنازعة في اليمن، ولا يبدو أن هناك حل سريع وسهل يمكن تحقيقه، في ضل تجاهل الواقع الحقيقي للقضايا المصيرية فيه.

من الجدير بالذكر أن العديد من الدول الكبرى تميل إلى التصريح بالدعم والتزامها بحل شامل للصراع في اليمن، ولكن يبدو أن هذه التصريحات لا تترجم على أرض الواقع في العديد من الحالات. وقد تؤدي المصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى والإقليم إلى تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام. بالنظر إلى هذا السياق، يمكن القول إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تعد جزءًا من الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام، ولكن يجب أن يتم تقييمها في سياق الواقع المعقد الذي يواجهه اليمن حاليًا. ومن المهم أن يتم العمل على تحقيق الحل الشامل والمستدام الذي يلبي تطلعات الجميع، وأن تكون هذه الجهود شاملة وتشمل جميع الأطراف المتنازعة، وأن تتم بدون تعطيل أو تأثير من المصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى ودول الإقليم.

فعند الإشارة إلى قضية الجنوب العادلة في سياق التحليل للوضع القائم، تعد قضية حقوق الجنوبيين ومطالبهم بالاستقلال عن الشمال قضية حساسة ومهمة للغاية؛ إذ تُظهر التحولات السياسية في السنوات الأخيرة أن الجنوب يمثل عاملاً مهماً في المشهد السياسي والأمني في البلاد، وبالرغم من التدخلات الإقليمية لمحاولة إرباك الموقف الجنوبي، يواجه الجنوبيون كل تلك التحديات في الحفاظ على موقفهم وتحقيق مطالبهم المشروعة. ومن المهم أن تشمل أي جهود دولية لإحلال السلام، تمثيلًا قويًا لحقوق الجنوبيين ومطالبهم، وأن يتم التعامل مع قضية الجنوب العادلة في إطار الخطاب والممارسة الدولية المنصفة للواقع. وإذا لم يتم ذلك، فإنه سيزيد من حدة الانقسامات السياسية والاجتماعية، وسيصعب من عملية إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى