الأمم المتحدة: ألغام الحوثيين تسببت بسقوط أكثر من نصف ضحايا الأطفال في اليمن

أفادت بيانات حديثة للأمم المتحدة، بأن الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية في اليمن كانت السبب الرئيسي في سقوط أكثر من نصف الضحايا من الأطفال، في حين أظهرت بيانات المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) انتزاع ما يقارب خمسة آلاف لغم خلال الشهر الماضي.

وذكر مشروع «مسام» أن فرقه الهندسية تمكنت خلال الفترة بين 1 و30 يونيو (حزيران) الماضي من نزع 4.899 مادة متفجرة من مخلفات الحرب، من بينها 4.307 ذخائر غير منفجرة و478 لغماً مضاداً للدبابات، و114 لغماً فردياً وعبوات ناسفة.

وأكد البيان أن فرق المشروع انتزعت 605 مواد منفجرة خلال الأسبوع الأخير من الشهر ذاته، من بينها 125 لغماً مضاداً للدبابات و480 ذخيرة غير منفجرة.

ومنذ تأسيس المشروع في منتصف عام 2018 تمكن «مسام» من إزالة وتدمير 405.818 مادة متفجرة في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً فقط، من بينها 6.258 لغماً مضاداً للأفراد و139.834 لغماً مضاداً للدبابات و7.836 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 251.890 ذخيرة غير منفجرة.

وكانت الميليشيات الحوثية زرعت عشرات الآلاف من الألغام في المناطق التي دخلتها ووزّعتها على المزارع والطرقات وقرب المدارس والمساجد ما تسبب في وقوع المئات من الضحايا من المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال.

الأطفال أكثر الضحايا

في غضون ذلك، أكد تقرير أصدرته الأمم المتحدة أن أكثر من نصف عدد الضحايا الأطفال الذين سقطوا خلال العام الماضي بسبب النزاع جاء بسبب انفجار الألغام.

ورصد التقرير وقوع 282 ضحية بين الأطفال بسبب انفجار الألغام؛ وهو ما يمثل 52 في المائة من إجمالي الضحايا الأطفال، والبالغ عددهم 544 طفلاً تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من سقوطهم بين قتيل وجريح.

وحدد التقرير الأممي قذائف الهاون والمدفعية سبباً ثانياً للضحايا في صفوف الأطفال، بعدد 103 ضحايا، ثم عمليات إطلاق النار وتبادل النيران التي أوقعت 77 ضحية، في حين تسببت هجمات الدرونز بسقوط 50 ضحية، بالإضافة إلى 14 طفلاً كانوا ضحايا للدهس بالآليات العسكرية.

من جهتها، سجلت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) سقوط عشرة ضحايا مدنيين في محافظة الحديدة بالألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، وقالت: إن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 68 في المائة مقارنة بشهر مايو (آيار) من العام الماضي، وانخفاضاً بنسبة 23 في المائة مقارنة بشهر أبريل (نيسان) الماضي.

ووفق تقرير البعثة، تم الإبلاغ عن حالات الإصابة بشكل رئيسي في مديريات الدريهمي، وبيت الفقيه، والتحيتا، وهي المديريات التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي.

ومع أن البعثة سجلت سقوط 121 ضحية في صفوف المدنيين في الربع الأول من العام الحالي على الصعيد الوطني، بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب، إلا أنها ذكرت أن ذلك يمثل انخفاضاً بنسبة 13 في المائة عن الربع السنوي السابق.

ومع تأكيد البعثة أن نحو نصف الضحايا على الصعيد الوطني كانوا في محافظة الحديدة، بيّنت أن تحوّل خط المواجهة في الحديدة أواخر عام 2021، نتيجة عملية إعادة الانتشار التي نفذتها القوات الحكومية، أتاح للمدنيين حرية أكبر في الحركة، ومع ذلك فقد سجلت الحديدة أعلى معدل لعدد ضحايا المتفجرات من مخلفات الحرب طبقاً لما ذكرته بعثة الأمم المتحدة.

تحديد مناطق خطرة

من جهته، أفاد المركز الوطني لمكافحة الألغام في عدن، بأن فرقه الهندسية طهّرت 9.725 متراً مربعاً من الألغام والذخائر المنفجرة، وذكر أنه حدد ما يقرب من 1.5 مليون متر مربع من المناطق الخطرة الجديدة خلال شهر مايو في المديريات الجنوبية من محافظة الحديدة.

كما زعم فرع المركز الخاضع للحوثيين في صنعاء أنه حدّد مساحة قدرها 75.012 متراً مربعاً كحقول ألغام، وطهّر مساحة 38.215 متراً مربعاً من المناطق الملوثة، حيث اكتشف وأزال ودمّر 52 لغماً أرضياً، و9 عبوات ناسفة و478 قطعة من المتفجرات في المديريات الشمالية من محافظة الحديدة.

وكان مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن، أمين العقيلي، حذّر من توقف أعمال 66 فريقاً تعمل في مجال نزع الألغام في محافظات عدة؛ نتيجة قلة الدعم المقدم من الدول المانحة، واستمرار الميليشيات الحوثية في جرائم زرع الألغام.

وقال في كلمة ألقاها خلال مؤتمر في جنيف: إن من أبرز التحديات التي تواجه بلاده تجاه التزاماتها للمادة الخامسة من اتفاقية حظر الألغام، هي زيادة مستوى التلوث، وإمكانية عدم الوصول إلى بعض المناطق نتيجة الأحوال الأمنية، وأيضاً التقنيات الجديدة التي تستخدمها الميليشيا الحوثية، مثل ظهور أنواع من العبوات الناسفة المبتكرة واختلاف أولويات الاستجابة للمناطق المحررة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى