قمع جديد في سجون الحوثي.. مختطفون دون قضايا ودون اتهامات

في الوقت الذي توالت فيها الانتقادات الأممية والدولية للمليشيات الحوثية على جرائمها ضد حقوق الإنسان، وانتهاكات المتصاعدة في هذا المجال، أخرجت المليشيات لسانها للعالم وتمادت في هذه الاعتداءات.

المليشيات الحوثية أقدمت على نقل أربعة معتقلين من مدينة إب إلى مركز مخابرات المليشيات في صنعاء، ولك على خلفية مشاركتهم في تشييع جنازة الناشط حمدي المكحل الذي تمت تصفيته في معتقل حوثي.

جاء ذلك في وقت كانت تترقب فيه الأسر الإفراج عن أبنائها المعتقلين منذ أكثر من شهرين إلا أنها فوجئت بإقدام فرع مخابرات المليشيات الحوثية في إب على نقل أربعة من شباب المدينة القديمة إلى صنعاء وإيداعهم معتقلاً سرياً يتبع أجهزة المخابرات هناك.

وحتى كتابة هذه السطور، لم تتمكن أسر المعتقلين من التواصل معهم، كما لا تعرف مكان إخفائهم.

بالتزامن مع ذلك، أثيرت مخاوف من واسعة من أن يتم إخضاع هؤلاء المعتقلين لجلسات تعذيب قاسية؛ لإرغامهم على تسجيل اعترافات كاذبة بالتهم التي توجه إليهم، وتحديدا ما يتعلق بمعارضتهم للمليشيات الإرهابية.

الكشف عن هذا القمع الحوثي تزامن مع انتقادات كبيرة وُجهت للمليشيات الإرهابية، في ملف حقوق الإنسان، وهو تزامن يعكس أن المليشيات تتمادى في اعتداءاتها دون أن تشغل بالا بأي انتقادات أو اتهامات تتعرض لها.

ففي إطار حقوقي مهم إزاء ملف توجهت إليه الأنظار بقوة، عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقها إزاء لغة التحريض على التمييز والعنف التي تستخدمها مليشيا الحوثي الإرهابية، ضد الأقليات والمجموعة الدينية مثل البهائيين.

وقال المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن إقدام المليشيات الحوثية على اعتقال مجموعة من أتباع الأقلية البهائية وخطبة لاحقة ألقاها المفتي لحوثي شمس الدين شرف الدين، تحرض على كراهية البهائيين والمجموعات الدينية الأخرى هي مسائل تثير قلقا بالغا.

وأشار إلى أنه في 25 مايو الماضي، اقتحمت قوات الأمن اجتماعا سلميا للبهائيين في صنعاء. نُقل 17 شخصًا، من بينهم خمس نساء، بالقوة إلى مكان مجهول، وصودرت كتبهم وهواتفهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وممتلكاتهم الأخرى.

وفي إحدى خطب الجمعة الأخيرة، اتهم المفتي الحوثين البهائيين المحتجزين بالردة والخونة، وقال إنهم إذا لم يتوبوا فيجب قتلهم.

في القضية نفسها، عبر رؤوساء بعثات الاتحاد الأوروبي، عن قلقهم العميق إزاء اعتقال 17 فردا من طائفة البهائيين في صنعاء مؤخرا من بينهم ٥ نساء.

وقال رؤساء البعثات في بيان مقتضب، إنه يجب الإفراج عنهم وعن أفراد آخرين من اتباع الطائفة سبق اعتقالهم، كما يجب عدم المساس بحرية الدين والمعتقد تماشيا مع الالتزامات ذات الصلة وفق القانون الدولي.

المليشيات الحوثية اعتادت دائما على أن تخرج لسانها لأي انتقادات تتعرض لها، بما في ذلك في ملف البهائيين المعقلين، فعلى الرغم من حدة المواقف الدولية ضد المليشيات في هذا الصدد، إلا مصادر حقوقية كشفت أن المليشيات تعتزم تهجير عدد من الطائفة البهائية، بعد نحو أسبوعين من اختطافهم عقب اقتحام منازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى