بمواصلة استهداف السعودية.. مليشيا الحوثي تعرقل جهود إحلال السلام


تعكس الهجمات المكثفة التي شنتها السبت ميليشيا الحوثي اليمنية على الأراضي السعودية وإعلانها عدم إحراز أي تقدم في جهود وقف الحرب نية الجماعة المدعومة من إيران لعرقلة الجهود الدولية لإحلال السلام في البلاد.

وأعلن الحوثيون مساء الجمعة، عدم إحراز تقدم في الجهود الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب في البلاد وذلك في تصريحات أدلى بها رئيس فريق الجماعة بالمفاوضات محمد عبدالسلام، لقناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.

وأوضح عبدالسلام، أن “دول العدوان (التحالف العربي) تطلب منا الموافقة على استمرار الحصار (..) لم يحصل تقدم في النقاشات، وجهودنا مستمرة حتى يصلوا إلى قناعة بوقف العدوان ورفع الحصار”.

وأضاف “الولايات المتحدة غير جادة في إيقاف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني”، متهما واشنطن بأنها “تريد تنفيذ مشاريعها في اليمن، ولا تهمها المعاناة الإنسانية”.

وتأتي تصريحات المسؤول الحوثي، بعد أشهر من تحركات دبلوماسية متكررة من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى مثل سلطنة عمان، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار باليمن.

وتأتي هذه التصريحات أيضا في وقت أعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إدراج جماعة الحوثي على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.

وجاء قرار إدراج الحوثيين في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، بعد اتهامهم بقتل أو تشويه أكثر من 250 طفلا خلال سنة 2020، حيث قوبل هذا القرار بانتقاد الحوثيين.

ومن جانبه، قال ضيف الله الشامي وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، إن “القرار الأممي نفاق واضح ويأتي في إطار منح غوتيريش ولاية ثانية كأمين عام للأمم المتحدة”.

الحوثيون أعلنوا مساء الجمعة، عدم إحراز تقدم في الجهود الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب في اليمن

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “سبأ” التابعة للحوثيين “كان الأحرى بالمنظمة الأممية أن تعمل على رفع الحصار على اليمن الذي يتسبب كل يوم في وفاة الأطفال، وكذا إيقاف المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان (التحالف العربي ) بحق أطفال اليمن”.

أما محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، فغرد قائلا “‏يتم الترتيب لمسيرة للأطفال تحمل صورا ومجسمات لجثامين الأطفال الذين قتلهم التحالف”، تعبيرا عن استنكار القرار الأممي.

وجاءت هذه التطورات في وقت لا يزال فيه الحوثيون يصعدون هجماتهم، حيث أطلق هؤلاء عشر طائرات مسيرة على مناطق في المملكة السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن التحالف العربي قوله إن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت طائرات دون طيار مفخخة أطلقها الحوثيون السبت، منها سبع طائرات تجاه المنطقة الجنوبية، مشيرا إلى أن “عملية الاعتراض تمت بنجاح بالأجواء اليمنية وتم صد المحاولة العدائية”.

واعترض التحالف أيضا ثلاث طائرات دون طيار مفخخة أطلقت على منطقة خميس مشيط جنوب المملكة، من بينها طائرة أطلقت صباح السبت.

وكان المتمردون الحوثيون أعلنوا صباح السبت عبر قناة المسيرة الناطقة باسمهم عن “عملية هجومية (..) بطائرة قاصف على قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط والإصابة دقيقة بفضل الله”.

وكان التحالف أعلن هذا الشهر تعليق عمليّاته ضدّ الحوثيّين في اليمن إفساحا في المجال أمام إيجاد حلّ سياسي للنزاع الدامي في البلد الفقير.

ويأتي هذا التطور في وقت تبذل الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليميّة جهودا دبلوماسيّة كبرى توصّلا إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع.

ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.

وخلّف النزاع عشرات الآلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح الملايين من الأشخاص وتركَ بلدا بأسره على شفا المجاعة.

وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمرّدون بفتح مطار صنعاء قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى