الكتابة علاج للصحة النفسية

بقلم/ فاطمة المزروعي

عندما تصبح الكتابة والقراءة جزءاً من حياتك، سوف تشعر ربما في البداية بالصعوبة في تقبل الأمر والاعتياد عليه، وربما تشعر أحياناً بأن الكتابة عبئاً وهمّاً ثقيلاً، ولكن عندما تبحر في عمقها وتطوف بين أرجائها سوف تشعر بأنك في عالم مختلف، وأن الكتابة ليست مهمة مستحيلة، ولا وظيفة صعبة وحكراً على مجموعة من النخبة، وليس فيها مواصفات خارقة وخارجة عن العادة، كما أنها في الوقت ليست مهمة سهلة؛ فالكتابة هي فعل معرفي والتزام أخلاقي، وعند تكرار ممارستها سوف تجد نفسك تنجذب إليها وتصبح حياتك ووقتك ووظيفتك.

كثيرون يقولون لي إن الكتابة تعب وإرهاق في البحث عن المعرفة وشقاء وربما تذهب العمر والوقت وتجلب الهم والحزن، ولكن الواقع وأقصد واقع التأليف مختلف تماماً، الكتابة راحة واستقرار نفسي وعلاج لوقت الفراغ واستثمار يمكن أن يفيدك مع الوقت، وهذا الشيء الذي شعرت به مع الوقت، لقد منحني التأليف الاستقرار النفسي والطمأنينة والقوة في مواجهة ظروف الحياة المختلفة، لقد ساهمت الكتابة في التخفيف من متاعب الحياة، ومنحتني الخبرة والمعرفة في الكثير من قضايا المجتمع، هناك تجربة في عام 1986، قام بها أستاذ علم النفس جيمس بينيبكر على مجموعة من طلابه، كشفت له كثيراً من الحقائق المهمة.

طلب بينيبكر من عدد من الطلبة أن يقضوا 15 دقيقة يكتبون فيها عن أسوأ صدمة مروا بها في حياتهم، أو أقسى لحظات عاشوها، وأن يكتبوا أصعب التفاصيل، حتى تلك التي لم يجرؤوا على أن يحكوها لأحد من قبل. لقد كانت النتيجة مهمة جداً، فقد ساهمت الكتابة التعبيرية في التخفيف من الاكتئاب والأمراض النفسية، وتوصلت الدراسة إلى أن الإفصاح عن المشاعر والتعبير والقراءة بالكتابة يخفف من الضغوط والمشاعر السلبية.. نصيحة من القلب اكتبوا من أجل حياة نفسية صحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى