داعية سوداني يفضح دور الإخوان في الصراع

حين حلت لحظة الحسم انفجر بركان السودان وبدا كوطن لا يتسع لفريقين غير أن طرفا ثالثا كان ينفخ في “كير الفتنة” ولم يهدأ له بال حتى أشعلها.

أيام رمضانية صعبة تبعتها ساعات أصعب في عيد الفطر، وما إن وضعت المعارك أوزارها إلا قليلا وانقشع ضباب الفتنة بالسودان -إلى حد ما- بدأ البعض يشيرون إلى الطرف الثالث الذي أطلق الرصاصة الأولى للاقتتال.

الداعية السوداني مزمل فقيري لم ينتظر كثيرا وسارع إلى عقد جلسة بثها عبر حسابه على فيسبوك، تحدث خلالها عن دور الإخوان في الفتنة بهذا البلد الأفريقي.

فقيري قال صراحة إنه يملك وثائق تورط “الكيزان” -الاسم الذي يطلقه السودانيون على الإخوان- في الحرب والعودة للسلطة بقتل المواطنين وإشعال الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبلغة غاضبة وصادمة للسودانيين في آن، أكد الداعية الإسلامي أن “الكيزان ليسوا مع الجيش ولا الدعم السريع، بل يظهرون خلاف ما يبطنون وهذا هو النفاق”.

وثائق الإخوانجية

مزمل فقيري أزاح الستار عن وثائق تكشف الدور الإخواني في فتنة السودان، مؤكدا أن موقف قادتهم يحاول تصدير حالة من الحزن على حالة القتال بين الطرفين، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنه “ليس هناك خيار آخر”.

وهنا وقف الداعية السوداني محاولا تفسير هذه الجملة بقوله: “أي أن الكيزان لا يرون حلا لأزمة بلادنا سوى الاقتتال وسفك الدماء بين الطرفين”.

ووصف هذه الوثائق الإخوانية بأنها “خطيرة جدا” وصادرة عن الإخوانجية، قائلا: “الكيزان لا يهمهم الجيش ولا الدعم السريع ولا حتى الشعب السوداني المسكين، بل همهم الحديث أنه لا صلاح في هذا السودان إلا مع حكم الحركة الإسلامية وتطبيق المشروع الإسلامي فيه”.

وتأسست الحركة الإسلامية السياسية، ذراع الإخوان في السودان، بشكل غير رسمي عام 1949، إلا أن نشأتها الرسمية فكانت في عام 1954، وترفع شعار (المصحف والسيف).

وقد غيرت الحركة الإسلامية اسمها عدة مرات بين جبهة الميثاق الإسلامي، والإخوان المسلمون، والجبهة الإسلامية القومية، وشاركت عام 1989 في انقلاب عسكري بتحالف مع العقيد آنذاك عمر البشير.

وفي عام 1991، أسست الحركة الإسلامية السياسية حزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، ثم في 1999 انشقت إلى حزبي “المؤتمر الوطني” بقيادة البشير و”المؤتمر الشعبي” بزعامة حسن الترابي، قبل الإطاحة بها في ثورة 2019.

دور أنس عمر

الداعية السوداني مزمل فقيري أشار إلى مصدر الوثائق قائلا: “هذا حديث الإخواني الخبيث الضال المُضل الضلالي أنس عمر”، متهما إياه بأنه أحد أسباب هذه الفتنة بعد أن أمضى شهر رمضان بين إفطار هنا وسحور هناك، محاولا نشر سموم الفتنة حتى بات مسؤولا عن دماء السودانيين سواء القتلى أو الجرحى.

واستند إلى فيديو مسجل للإخواني أنس عمر يقول فيه: “لا نجاة لأهل السودان.. ولا أمن وأمان لأهل السودان إلا بقيادة المشروع الإسلامي لهذا البلد”.  

وفي تعقيبه على حديث أنس عمر عن أن الأمن والأمان للسودان سيكون من الإخوان، شن فقيري هجوما عنيفا على القيادي الإخواني، قائلا: “أنت ساقط عقيدة يا من لم تقرأ دينا ولا إيمانا.. الأمن من الله”.

ثم واصل تحليله موقف إخوان السودان من المعارك الدائرة بالبلاد، قائلا “الكيزان في الحقيقة ليسوا واقفين مع هؤلاء أو هؤلاء”.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تستمر اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في عدد من ولايات السودان، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.

وعام 2013، تشكلت “الدعم السريع” لمساندة الجيش السوداني في قتاله ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات منتصف أبريل/نيسان الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى