برا وبحرا وجوا.. عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان تتوالى


مع تزايد حدة الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع، تتوالى عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل الدول العربية والغربية برا وبحرا وجوا.

وتسبب اندلاع القتال قبل ثمانية أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية وسقوط 420 قتيلا والحيلولة دون حصول ملايين السودانيين على الخدمات الأساسية.

ومع محاولة الناس الفرار من الفوضى، بدأت بعض الدول في إنزال طائرات وتنظيم قوافل في الخرطوم لإخراج رعاياها. وأصيب بعض الأجانب. وأفاد مراسل لرويترز بسماع دوي إطلاق نار في أنحاء العاصمة وتصاعد الدخان الأسود في السماء.

وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بمهاجمة قافلة فرنسية، وقال الجانبان إن فرنسيا أصيب. ولم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية على تلك التقارير. وكانت الوزارة ذكرت في وقت سابق أنها ستجلي دبلوماسيين ومواطنين.

بر ا وبحرا وجوا

وقالت فرنسا إن طائرة فرنسية تقل نحو مئة شخص من بينهم وفد الاتحاد الأوروبي في الخرطوم إلى جانب أبناء جنسيات أخرى أقلعت إلى جيبوتي على أن تقلع طائرة ثانية على متنها عدد مماثل قريبا.

وتجلت المخاطر في اتهامات وجهها الجيش لقوات الدعم السريع بنهب قافلة قطرية كانت في طريقها إلى بورتسودان. وفي حادثتين منفصلتين، لقي مواطن عراقي حتفه في الاشتباكات وقالت مصر إن أحد دبلوماسييها أُصيب.

بدورها، أعلنت السفارة اليمنية في الخرطوم اكتمال إجراءات إجلاء مواطنيها من السودان عبر السعودية، مؤكدة أنه ستكون الأولوية لمن تأثرت مناطقهم بالصراع الدائر.

فيما قالت السفارة الليبية في الخرطوم إنه “تم إجلاء 105 من رعايانا وموظفي سفارتنا في السودان بحرا إلى مدينة جدة السعودية”

والسبت، أجلت السعودية رعاياها وبعض رعايا 11 دولة أخرى عبر البحر الأحمر إلى مدينة جدة.

وأمس الأحد، أقلعت 4 طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني متجهة إلى جمهورية السودان “لإجلاء 260 شخصاً من الجالية الأردنية”، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.

كما بدأت تركيا إجلاء رعاياها المقيمين في السودان حيث تجري عملية الإجلاء برا عبر “دولة ثالثة”، حسبما ذكرت السلطات التركية.

وحددت السفارة التركية في الخرطوم 3 نقاط للتجمع للراغبين في المغادرة، وطالبت المواطنين الأتراك بمتابعة مجموعة جرى إنشاؤها على تطبيق “واتساب”، وكذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارة.

وتسببت جهود إجلاء الرعايا الأجانب من السودان في إحباط بعض السودانيين الذين شعروا أن الفصيلين المتناحرين لم يبديا هذا القدر من الاهتمام بسلامتهم.

‭‭‭‬‬‬‬ مناشدات البابا

وقال الجيش السوداني إنه يعمل مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا على تنفيذ عمليات إجلاء من قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال الخرطوم. وأضاف الجيش أن عمليات إجلاء رعايا قطر والأردن تم تنفيذها برا حتى بورتسودان.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد، إن بلاده قررت تعليق عملياتها في السودان مؤقتا وأخرجت دبلوماسييها وتحاول حاليا تقديم الدعم لموظفيها المحليين.

وضمت قائمة الدول التي قالت إنها تعمل على إعادة رعاياها من السودان كلا من مصر والهند ونيجيريا وليبيا.

وخلال قداس اليوم الأحد في روما، ناشد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إنهاء العنف.

واندلع القتال في الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد في 15 أبريل/نيسان أي بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير خلال انتفاضة شعبية.

وتسبب خلاف خلال مفاوضات حول خطة لتشكيل حكومة مدنية ودمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة في اندلاع الأزمة الحالية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات الخاصة أجلت أقل من 100 شخص أمس السبت في عملية استغرقت ساعة واحدة على الأرض.

وقال اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: “لم نتعرض لرصاصة واحدة في الطريق وتمكنا من الدخول والخروج دون مشكلات”.

انتهاك وقف إطلاق  النار

قوض انزلاق السودان المفاجئ إلى أتون الصراع خطط العودة للحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني من الفقر إلى شفا كارثة إنسانية.

وخارج الخرطوم، وردت التقارير عن أعمال العنف الأسوأ من دارفور، الإقليم الغربي المتاخم لتشاد والذي عانى من صراع تصاعد منذ عام 2003 وأدى لمقتل 300 ألف شخص وتشريد 2.7 مليون شخص.

ولم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر التي بدأت الجمعة.

ولأول مرة منذ بدء القتال، ظهر حميدتي في مقطع فيديو قصير جرى نشره وكان يرتدي زيه العسكري ويجلس في مقعد الركاب في شاحنة صغيرة محاطا بقوات تهتف بالقرب من القصر الرئاسي بالخرطوم.

وتمكنت رويترز من التأكد من الموقع من خلال المباني والطرق التي شوهدت في الفيديو والتي تطابق صورا بالأقمار الصناعية للمنطقة لكنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من تاريخ تصوير الفيديو.

وقال البرهان يوم الإثنين إنه يتمركز في مقر الجيش بوسط الخرطوم على بعد كيلومترين تقريبا من القصر.

واستمر القتال العنيف حول مقر الجيش والمطار الذي أُغلق نتيجة الاشتباكات وعلى مدار اليومين الماضيين في بحري حيث استخدم الجيش قواته على الأرض وكذلك الضربات الجوية لمحاولة صد قوات الدعم السريع.

وقالت قوات الدعم السريع، الأحد، إن ضربات جوية استهدفت قواتها في منطقة كافوري في بحري مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وأفاد مراسل لرويترز بأن قوات الدعم السريع انتشرت بكثافة في الشوارع وعلى الجسور في أنحاء العاصمة فيما أمكن رؤية قوات الجيش في أجزاء من أم درمان. وبخلاف ذلك، خلت الأحياء إلى حد كبير من المدنيين ومظاهر الحياة العادية.

وأظهر مقطع فيديو تحققت رويترز من صحته احتراق سوق كبيرة في بحري. وتحدث سكان عن أعمال نهب في المنطقة التي تضم مناطق صناعية توجد بها مطاحن دقيق (طحين) مهمة.

وتحدث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عن عدة هجمات على منشآت صحية ووصفها بأنها دامية. وكتب على تويتر يقول “المسعفون والممرضون والأطباء في الخطوط الأمامية إنهم غير قادرين في الأغلب على الوصول إلى الجرحى والمصابين الذين لا يستطيعون الوصول إلى المنشآت”.

وأعادت المنظمة نشر تغريدة لوزارة الصحة السودانية اليوم الأحد تعلن فيها مقتل 420 شخصا على الأقل وإصابة 3700 في القتال حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى