فضل التراويح

_ عدنان حسن الخطيب

تعتبر صلاة التراويح من أبرز شعائر الإسلام في رمضان، وأجمع العلماء على أنها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم يُرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه. فتوفّي رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر،.

وصدرا من خلافة عمر على ذلك. وروت السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس، فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلوا معه، فأصبح الناس، فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم، فصلوا بصلاته.

فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها. وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رأى الناس يصلون متفرقين، فجمعهم على إمام، وصلى بهم عشرين ركعة، ورأى أن ذلك أفضل من صلاتهم متفرقين، وكان ذلك أول اجتماع للمسلمين على إمام واحد في التراويح.

ولصلاة التراويح خاصة وقيام الليل منزلة عظيمة وفضائل كثيرة، منها:

مغفرة الذنوب ومحو الخطايا، والمداوم على صلاة القيام في رمضان أجدر بالفوز بثواب قيام ليلة القدر، والفوز بمقام الصديقين والشهداء. ويعدل المشي إلى صلاة التطوع عمرة في الثواب، وصلاة الليل أفضل صلاة بعد الفريضة، والفوز بثواب قيام ليلة إذا انصرف المأموم مع الإمام، والمحافظة على قيام الليل دأب الصالحين وقربة إلى رب العالمين. ويعتبر قيام الليل من صفات عباد الرحمن ومن صفات المتقين.

وهكذا فإن صلاة الليل من أعظم القربات وأجل الطاعات، ولذلك كان السلف يجتهدون في صلاة القيام في رمضان، فمنهم من قام بإحدى عشرة ركعة، ومنهم من قام بثلاث وعشرين ركعة، ومنهم من قام بتسع وثلاثين ركعة.

فما أجمل أن يحرص المسلم على صلاة الليل، ويجتهد في تذكير أهل بيته، ويعينهم عليها، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، ودعا لمن يفعله بالرحمة فقال: (رحم اللَّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت رش في وجهها الماء، رحم اللَّه امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى رشت في وجهه الماء) [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى