بين الأمس واليوم.. مقارنة بين عام 1993م وعام 2023م

كتب / د. عبد الغني العلياني :

هناك فارق كبير، ولا توجد مقارنة بين عام 93م وعام 2023م يمكن حصرها في مقال، وإنما نشير إلى بعض النقاط وأوجه الشبه، منها  تصريحات العليمي ومطابخه الإعلامية في عام 2023م، تعيد إلى أذهان الجنوبيين التصريحات الإعلامية التابعة لمنابر صنعاء ومطابخها في عام 1993م مع وجود بعض الاختلاف.

الرئيس اليوم رشاد العليمي شمالي ونائبه جنوبي وهو عيدروس بن قاسم الزبيدي، بينما في عام 1993م  كان الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه الأستاذ علي سالم البيض.

أما المكر والخداع الذي يمارسه العليمي ضد شعب الجنوب وقيادته والالتفاف على القضية الجنوبية (الأرض والإنسان) فهو نفس المكر والخداع الذي كان ديدنهم في عام 1993م اعتكف علي سالم البيض في ذلك العام واعتكف عيدروس الزبيدي في هذا العام.

في عام 93م تم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان، وتم الالتفاف عليها من قبل نظام صنعاء. وفي تقديري الشخصي أن وثيقة العهد والاتفاق صناعة يمنية تم إعدادها في صنعاء وإرسالها للملك حسين بن طلال ملك الأردن على اعتبار أنه الراعي والوسيط للأزمة اليمنية مع إعطائه الصلاحيات في بعض التعديلات والإضافات.

بينما نظام صنعاء كان ينوي الالتفاف عليها وكعاداتهم الاحتيال  ونقض العهود، وكذلك اليوم اتفاق الرياض، الذي تم صياغته بأيدٍ شمالية وهم يعتبرونها مجرد تخدير موضوعي تكتيكي للقيادة الجنوبية والشعب الجنوبي بينما في باطنهم عازمون على عدم تنفيذه، وهذا ما شاهده الجميع عندما رفع القناع العليمي وظهرت بعض النوايا منه تجاه القضية الجنوبية وموقفه منها، وكذا عدم تنفيذ أهم البنود التي تم الاتفاق عليها.

وكذلك الفرق بين عام 93 م وبين عام 2023م أنه خلال 30 عامًا، استفاد الجنوبيون بكل أطيافهم من الدروس والعبر والتجارب المؤلمة التي مروا بها مع الشماليين ومن المكر والخداع والتضليل والتمثيل في الأدوار الذي كان ومازال يمارسها حكام صنعاء ضد الجنوبيين.

 صحيح أن الجنوبيين تغلب عليهم العاطفة، لكن الدروس والعبر التي تجرعوها من الساسة في صنعاء كانت كافية حتى للإنسان البسيط العادي أن يتعظ منها، فاليوم لن تنطلي على شعب الجنوب وقيادته أي فبركات أو مسرحيات ينتجها حكام صنعاء ومطابخهم السياسية.

في عام 93م كانت العاصمة صنعاء وكانت بعض الألوية العسكرية الجنوبية في صنعاء وكان البعض يؤمن بالوحدة، لكن في عام 2023م العاصمة عدن بينما صنعاء تحت سيطرة الحوثي المدعوم من إيران، والوحدة انتهت ولم يبق لها أي وجود سواء على الأرض أو في النسيج الاجتماعي.

 كما نحب أن نذكر العليمي وغيره أن الجيش والشعب الجنوبي قدم تضحيات باهظة ومرتفعة من أجل استعادة دولته ولا يمكن المساومة فيها، فكيف يساوم فيها وهو المسيطر على معظم أراضيه بعد أن تم تحريرها مسنودًا بقوة الجماهير التي شاركت في صنع هذه الانتصارات والتفافها حول قيادتها السياسية ممثله بالرئيس عيدروس قاسم الزبيدي – القائد الأعلى للجيش الجنوبي –  وبعون الله سوف ينتصر الشعب الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته على كامل تراب أرضه المتعارف عليها قبل عام 1990م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى