لماذا جن جنون الحوثي والإخوان من مطالب رحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى؟

عدن 24 / يوسف ثابت:

لم يكن للحوثيين أن يصمدوا لو لا التخاذل والتخادم واتفاقيات السلام المبرمة مع الحوثيين من تحت الطاولة، ليس هذا فقط بل إن جماعة الإخوان مدتهم بالسلاح وسلمت معسكرات مليئة بالعدة والعتاد العسكري في جبهات نهم ومأرب، وهناك الكثير من الوثائق التي تؤكد هذا.

ومن هنا كان هذا هو العامل الأهم لصمود جماعة الحوثيين في جبهات قتال الشمال، بينما محافظات الجنوب استطاعت وخلال أشهر فقط من كسر تمدد الحوثيين وحررت المحافظات الجنوبية كافة.

لماذا لم يدخل الحوثي حضرموت والمهرة؟

وشكلت حضرموت والمهرة، في ظل سيطرة الإخوان الزيدية، عاملًا مساعدًا إلى حد كبير لصمود الحوثيين، وهو ما كانوا مطمئنين له منذ بداية تمددهم في كل المحافظات، وكانت هاتان المحافظتان أحد أهم منافذ الإمدادات التي زودتهم بالسلاح المهرب وإمدادات النفط، وهناك الكثير من المضبوطات المهربة من الأسلحة التي كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي وكذا الكثير من المشتقات النفطية، بالإضافة إلى شاهد آخر حول هذا السؤال نجيب عنه من محافظة شبوة، فعندما كانت تحت سيطرة الإخوان، كانت المحافظة تشهد الأمن والسلام والاستقرار ولم تطالها مسيرات الحوثي إطلاقاً، وعندما تم تحريرها من قبل أبطال القوات المسلحة الجنوبية بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات شهد الجميع تلك الاستهدافات المستمرة التي طالت قواتنا الجنوبية في شبوة من قبل الحوثيين والجماعات الإرهابية.

ماذا تعني حضرموت والمهرة للحوثي؟

وتعتبر حضرموت والمهرة أحد الشرايين التي يتغذى الحوثيون منها بالسلاح المسير والمشتقات النفطية وطريق إمداداتهم المهربة.

جنون الحوثي والإخوان من مطالب رحيل قوات العسكرية الأولى

الحقيقة أنه بعد مطالبات ومظاهرات جنوبية واسعة شهدتها مدن حضرموت والمهرة تطالب برحيل قوات المنطقة الأولى وكافة القوات الشمالية، وبعد قرارات وتغييرات طرأت في تعيينات تتعلق بحضرموت، جن جنون الإخوان ومليشيات الحوثي معاً؛ وهنا أدركوا أن آخر الأوراق التي يمتلكونها أصبحت قاب قوسين أو أدنى تتفلت من يدهم، فقرر بعدها الإخوان إعطاء الضوء الأخضر للحوثيين في استهداف المنشآت النفطية في كلٍ من حضرموت وشبوة، وهو ما حدث فعلاً، وبكل تأكيد طالما ورأى الحوثيون أن آخر ورقة يمتلكها الإخوان في حضرموت والمهرة يمكن أن تسقط اعتبروا أن حضرموت خطًا أحمر بالنسبة للحوثيين ووجهوا مسيراتهم إليها.

هذا لوحده كافٍ ليؤكد صدق العلاقة بين جماعة الإخوان في المنطقة العسكرية الأولى والحوثيين، فتلك القوات التابعة للإخوان في المنطقة العسكرية الأولى لا زالت إلى اللحظة ومنذ بدء الحرب لم تشتبك مع جماعة الحوثي في أي جبهات، بالرغم من امتلاكها ترسانة سلاح ضخمة وجنود بالآلاف، إلا أنها لم تدفع بأي قوات عسكرية لمواجهة الحوثي في جبهات الشمال وظلت مستمرة في السيطرة على منابع النفط ونهب أموالها التي يحصل الحوثيون على جزء منها.

استماتة بعض الصحافيين السعوديين

لماذا بعض الصحافيين السعوديين يستميتون في الدفاع عن قوات المنطقة العسكرية الأولى ويسعون جاهدين إلى شيطنة الجنوبيين واتهامهم باتهامات باطلة؟ بينما يعلم العالم والإقليم أجمع أن الجنوبيين الوحيدون فقط من استطاع كبح التمدد الفارسي.

حيث يعتبر هجوم تلك الثلة الإخوانية في السعودية على أبناء الجنوب ليس إلا هذيانًا من الصدمات المتتالية التي يتعرضون لها في المجتمعات العربية عامة وخاصة في المملكة العربية السعودية، الذي يخوض ولي عهدها حربًا شرسة مع جماعة الإخوان داخل المملكة العربية السعودية، وبقاؤها مسيطرة في مراكز صنع القرار السعودي يعتبره العديد من القادة السياسيين والعسكريين في المملكة طرف مهمته تعطيل أي نجاح أو تقدم للمملكة العربية السعودية، وبعد استئصال العديد منهم التمس العالم أجمع مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في ملفات عدة.

وبكل تأكيد إن أولئك الصحفيين الذين يشنون هجماتهم الإعلامية ضد الجنوبيين ودولة الإمارات العربية المتحدة – الحلفاء الصادقين الذين يحافظون على أمن واستقرار المملكة – ليسوا إلا ضمن منظومة جماعة الإخوان التي تربطهم علاقة وطيدة مع إخوان اليمن وجماعة الإخوان المنتشرة في الوطن العربي كافة، معتقدين أن باستطاعتهم إعادة مجدهم الذي خسروه، وهو ما سعوا إليه في ثورات الربيع العربي وسرعان ما لفظتهم الشعوب العربية خارج أوطانهم.

وما يقوم به أولئك البعض من الصحفيين والسياسيين السعوديين من هجوم مركز فقط على الجنوبيين ودولة الإمارات العربية المتحدة، صانعي النصر الوحيد للتحالف العربي في شبه الجزيرة العربية، لم نشهد مثله من قبل وإن وجهوا مثله ضد جماعة الحوثيين أو حتى جماعة الإخوان وجيشها الوطني التي سلمت جبهات ومعسكرات مكتظة بالعتاد العسكري بشتى أنواعه لجماعة الحوثي، نعم لم يعترضوا يوما على تلك الجماعة التي استلمت ملايين الدولارات والسلاح بكل أنواعه من التحالف العربي ولم يحققوا أي انتصارات تذكر للمملكة العربية السعودية بل إنهم ظلوا متمسكين في استنزاف وابتزاز رهيب للتحالف العربي.

وأخيرا وبعد تصريحات محافظ محافظة حضرموت الأستاذ بن ماضي على قناة حضرموت والتي قال فيها: “لم نطالب برحيل المنطقة العسكرية الأولى بل بعناصر فيها ينتمون لمناطق يسيطر عليها الحوثي”.

وأضاف بن ماضي: “إذا كان الحوثي عدوًا للمنطقة العسكرية الأولى فليذهبوا لقتاله في مناطقه، وإذا كانوا يعتبرونه صديقا فلا نرغب أن يكون صديق الحوثي موجودًا بيننا”.

وأشار بن ماضي قائلاً: “نرفض أي تسجيل للتجنيد في حضرموت خارج إطار وزارة الدفاع”. أي أن هذا التسجيل خارج إطار القانون ودون علم وموافق الدولة، وهو ما تؤيده تلك الثلة من الصحافيين والسياسيين السعوديين.

وأكد بن ماضي أن النخبة الحضرمية هي الهدف الذي نلتقي عليه ونسعى لتكون مسيطرة على كامل حضرموت.

‏وقال بن ماضي: “كنا نظن أن الوحدة ستنقلنا للأفضل، لكن رأينا العكس، والوحدة قامت بين نظامين جمهوريين، أما الآن نظام الحكم في الشمال مختلف”.

وختم بن ماضي حديثه أن الجيش لا بد أن يتوجه إلى الجبهات وتحل محله قوات أمنية مثال النخبة الحضرمية.

وبعد تصريحات محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي – المسؤول الأول والمعين شرعيا -إذا تجرأ أولئك البعض من النخب السياسية والصحفية السعوديين في الحديث عن حضرموت مرة أخرى فإن هذا يعتبر انتهاكاً لسيادة الدولة ويجب تقديمهم إلى المحاكمة الدولية بتهمة العمل والتحريض على انتهاك سيادة الأوطان والتدخل في شؤون ليس لهم علاقة بها فقط ليدفعوا بنار الفتن وإشعال روح للاقتتال فيها، وهذه التصرفات لا يصنعها إلا الإخوان المسلمين، تلك الجماعة المتطرفة والإرهابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى