ندوة في منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي حول واقع التعليم في الجنوب “المشاكل والتحديات والحلول المقترحة “

نظم منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي عصر يوم الخميس الموافق 22- ديسمبر – 2022م حلقة نقاشية واقع التعليم الأساسي والثانوي في الجنوب” المشاكل والتحديات والحلول المقترحة “.
في البدء رحب سعادة السفير قاسم عسكر جبران رئيس المنتدى بالحاضرين، شارحا أهداف ملخصا عن مضامين الحلقة السابقة للضيوف والمشاركين في أنشطة المنتدى، متطرقا إلى قيام بعض أعضاء المنتدى بزيارة ميدانية لإحدى المدارس النموذجية في مديرية دار سعد مشيدا بهذه التجربة التي تحتاج إلى رعاية وتعزيز في محافظات الجنوب. وأطلعا رئيس المنتدى السفير /قاسم عسكر والدكتور عارف السنيدي المستشار القانوني للمنتدى على سير العملية التعليمية والمشكلات المرافقة لها والتقاء مع الإدارة المدرسية والمدرسين والطلاب ثم نقل مشكلاتهم الى مدير مديرية دار سعد الذي وجه بعمل ترميم المسرح المدرسي في هذا الصرح التعليمي وعمل طاقة شمسية وإن يضع الثانوية النموذجية في مجال اهتمامة. ولكون تلك الزيارة تصب في موضوع حلقة النقاش تم افتتاح حلقة المنتدى التي ابتدأت مجرياتها بتقديم قراءة تقييمية للتعليم الأساسي والثانوي في الجنوب قدمها الدكتور /عارف السنيدي، حيث تطرق لتجربة التعليم في مرحلته الأولى في زمن الاستعمار البريطاني ومعرجا إلى تجربة دولة الجنوب واصفا النجاحات المتقدمة التي امتازت به تلك المرحلة مفندا عدد من الامتيازات كالتعليم المجاني والإجباري والقضاء على الأمية وقوة المناهج والالتزام والانضاط.
ومن ثم فتح باب النقاش لكل المشاركين حيث أشار المتحدثون إلى عدد من البواعث ومواطن الفساد، وتطرقوا إلى بعض الآليات التي تسهم في مواجهة المشاكل المستشري في قطاع التربية والتعليم، وأبرز تلك المداخلات هي:
مداخلة الأستاد أنور، تحدث عن أهمية التعليم وانه رسالة ربانية أوصى بها الإسلام، وتطرق إلى أهم مشكلات التعليم المتمثلة في المنهج والمحتوى وتحدث إلى أن التطرف الديني والسياسي لعب دورا كبيرا في، تشويه العملية التعليمة في الجنوب.
وتحدث الأستاذ/ خالدالفياضي أن التعليم خضع للسياسة لاسيما بعد الوحدة وأصبح الحزبين المنتصرين في صيف 94 هما من تتلاعب بالتعليم في محافظات الجنوبية وتم تهميش التعليم والمعلمين وتفشت ظاهرة الغش في الجنوب، لغرض تدمير العملية التعليمية برمتها.
وتحدث السفير/ سالم ثابت التعليم هو أساس بناء الشعوب وأن المنهج هو الأساس وأن الاستفادة من التطور التكنولوجي هو منطلق التحديث وأشار أن معظم الدول ترسم موجهات التعليم إذ أن 30% من الملتحقين بالتعليم يذهبون إلى التعليم الجامعي وباقي الطلاب يذهبون إلى متطلبات السوق.
وفي مداخلة قدمها الأستاذ /عادل العمري قال فيها إن المؤسسة التعليمية في الجنوب فقدت قدسيتها.. رغم أن هذه المؤسسة تضم مئات الآلاف من الأجيال.. وتطرق إلى أن المعلم تعرض للظلم ولابد من إعادة الاعتبار له.
ومشيرا أن الحضارات تبنى من خلال، ثلاثة مقومات الأسرة والمدرسة والقدوة.
وتحدث الأستاذ /رائد سالم العقربي عن عدم الإلتزام بالمعايير اثناء التوظيف، بالإضافة لغياب التأهيل والتدريب ولذلك أصبح المعلم غير مواكب للتطور التكنولوجي.. وأشار أن الغش، هو الفساد الأكبر للعملية التعليمية.. ومن هنا أصبح التعليم في الجنوب متاخر جدا، ومعالجة هذه الاشكاليات تحتاج إلى خطط استراتيجية تتبناها الدولة..
وفي مداخلة مقدمة من العميد/ عوض هادي قال فيها إن حاجات الإنسان لا تتحقق إلا في التعليم والنظام السياسي هو من يحدد توجهات التعليم، ومتى ما كان النظام السياسي متخلفا كان التعليم هابطا جدا، لأنه مرتبط ارتباطا مباشرا في نظام سياسي، منوها بأن
هناك تفاوت في البيئات الاجتماعية فهناك عدد من الأطفال خارج المؤسسات التعليمية نظرا لظروف الحرب وهناك فئة اجتماعية خارج التعليم وهذه فئة المهمشين وهذه مشكلة في المستقبل لاسيما أن تلك الفئة الاكثر تكاثر في المجتمع.
وتحدث الشيخ/محمود أبو أصيل الكربي إلى إن غياب الدولة والصراع السياسي والمذهبي وكذلك أزمات الحرب التي أثرت على المعلم والعملية التعليمة.. ومن هنا التعليم أصبح أكثر قطاع مهمش في المجتمع.. وهناك فوضى عارمة.. عدم رقابة و إشراف والمتابعة للعملية التعليمة. بمستوياتها كافة.
وتحدث الأستاذ/نبيل أبو عطفة عن صعوبة المنهج والغش والرشوة والكثافة الطلابية غياب تعزيز التربية الوطنية،
وتحدث الأستاذ /صالح الردوع إن التعليم يعد من أولويات الحياة.. وهذا ماتم تدميره من قبل النظام اليمني.
وتحدث العميد/ صائل الغزالي عن تحريض ضد التعليم من قبل بعض المرجعيات الديني بغرض توجيهات الأجيال نحو العلوم الدينية وهذا بحد ذاته توجه خطير يترك اثرا على مستقبل العملية التعليمية.
وتحدث المهندس/ علي بن علي شكري. عن عدم الالتزام التحالفات السياسية بواجباتها وشكل غيب دور الجهات الحكومية في السيطرة على المؤسسات التربوية
وتطرق أن الشراكة مع أطراف تعادي الجنوب سهل تدمير ما تبقى من مؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية.
تحدث الدكتور/ محمد عبدالحميد عن أهمية التعليم قائلا إن عملية التنمية مرتبطة بالتعليم وأشار أن اول شيء خلقه الله هو القلم.. وتلك الأهمية هي محور التطور والتقدم للشعوب.
وأشار أن تهميش وطمس مقومات العملية التعليمة في الجنوب كان ممنهج وفي سبيل التغيير حدد للأفضل فنحن محتاجين للتعليم والاكتفاء الذاتي أشار ان هناك عقول مازالت تعطي ويجب الاستفادة منها قبل فوات الآوان.
وتحدث الشيخ أحمد المرقشي عن أهمية التعليم في بناء الاوطان، مشيرا ما تعرض له الجنوب من تدمير ليس بالقليل، رغم ان الجنوب كان قبلة للمتعلمين وهناك كثير من القيادات السياسية تعلمت في الجنوب. وأشار أن الجيل الصاعد في خطر وأن استجلاب الأجيال نحو قطاعات معينة في سبيل إفراغ الجنوب من كفاءات للمستقبل..

وفي مداخلة قدمها، د. أحمد مانع قال فيها أن مسألة المحافظة على مستقبل التعليم يتوجب التعاون ابتداء من تفعيل دور مجلس الأباء ومساهمات المجتمع والاستفادة من التطور في التكولوجي وتسخير كافة التقنيات الحديثة في تطوير العلمية التعليمة وأشار إلى مشكلة تفشي ظاهرة الغش ومكافحتها في التعليم الأساسي وكذلك الحد منها في مدارس التعليم الثانوي حتى تتحول إلى معالجة شاملة لهذه الظاهرة التي كان سببا رئيسيا في تدمير العملية التعليمة.
وفي ختام الورشة تحدث الأستاذ سعيد اليهري أشار أن التربية والتعليم صارت مطية للأحزاب المنتصرة في صيف 94 الذين تعمدوا تنفيذ سياسات أحزابهم.. وزعوا ايدلوجيتهم الحزبية في حقل التربية والتعليم.
وبعد الاستماع والحوار والنقاش للمداخلات توصل المشاركون إلى عدد من التوصيات أهمها:
1- الإسراع إلى انقاذ العملية التعليمية لاسيما في مستوياتها الأولى التعليم الأساسي والثانوي.
2- تشكيل لجان تربوية وبالتنسيق مع مجالس الأبناء في المديريات في سبيل الاسهام في دعم وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في مساندة العملية التربوية والتعليمية.
3- إيجاد كوادر وطنية تربوية في صناعة القرار السياسي التربوي والتعليمي ابتدأ من المدارس والتوجيه ومدراء المدارس والمكاتب والوزارات.
4- إصلاح العملية التربوية والتعليمية بكافة مقوماتها ضرورة قصوى ولا يسمح بتسيس قطاع التربية والتعليم .
5- تفعيل دور الرقابة الرسمية والجماهيرية وتطبيق قانون الثواب والعقاب في أروقة هذه المؤسسة المفصلية..
6- الاستفادة من كافة التقنيات والتطور الحديث في سبيل تعزيز العملية التعليمية والتربوية..
7- دعوة الانتقالي الجنوبي للسيطرة على المؤسسات التعليمية لكونها مؤسسات مجتمعية والنأي بها عن سياسة التجهيل والتدمير الذي تنتهجه قوى نظام صنعاء وأدواتها الاجرامية.
8- الاشراف على المؤسسات التعليمية الاساسية والثانوية في المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة وكذلك المؤسسات الدينية خارج إطار التعليم العام.
9- تفعيل ودعم تجربة المدارس النموذجية لكونها تجربة ناجحة حققت أهدافها في كثير من الدول..
10- الاهتمام بالمعلم وتحسين مستواه المعيشي وتطويره وتأهيله لما فيه خدمة للتعليم.
11- ترشيد الخطاب الديني اتجاه العملية التعليمة وحث الدعاة والخطباء في تعزيز دور المدرسة أهمية التعليم ومكافحة الظواهر الذخيلة على العملية التعليمية وفي مقدمتها الغش والتسرب وصيانة ممتلكات الدولة… ألخ.
12- تفعيل دور التعليم في المعاهد الفنية والتقنية والمهنية لكونها من انجح التجارب في مواجهة البطالة ومواكبة سوق العمل.
13- تشكيل لجان مختصة في تطوير المناهج العلمية والتربية والوطنية لتكون مواكبة للتطور العلمي وكذلك مواكبة للأحداث السياسية والتاريخية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى