حكومة الشرعية والمصابون بفيروس الفساد

كتب / ياسر الشبوطي :

فعلاً نحن نعيش اليوم في الزمن الملوث.. الملوث بكل أنواع فيروسات التلوث ومسمياته المختلفة، بداية من تلوث البيئة وحتى تلوث الإنسان؛ إذ لم يعد اليوم التلوث قاصراً على تلوث البيئة؛ بل غزا التلوث الإنسان أيضاً كالوزير أو المسؤول الفاسد وأياً كان موقعه وصفته، فصار هذا الوزير أو المسؤول في حكومة الشرعية ملوثا ولا يستطيع الفكاك من فساده،  وليس هناك أي بلد عربي لا يشكو من تلوث البيئة؛  بل أيضاً من تلوث الإنسان، وهو الفساد الأخطر على الشعوب والمجتمعات،  فقد غزا فيروس الفساد معظم البلدان العربية ومنها حكومة الشرعية اليمنية (الإخوانية).

فالمواطن في الجنوب لم تعد تقتصر شكواه من تلوث البيئة التي تداهمه وتفتك بصحته، فيضطره للجوء إلى الطبيب لتلقي العلاج ليتخلص من ألمه وليستعيد صحته وعافيته، بل بات هذا المواطن يشكو أيضا من ظلم وفساد وزراء في حكومة الشرعية (الإخوانية) والتي فاح فسادهم وأضحى يزكم الأنوف؛ لأن هذا الوزير الفاسد المفسد الذي وضعه الزمن الرديء والملوث بكل أنواع الفيروسات في موضع الصدارة والقوة والنفوذ فحمل في نفسه وفي رأسه وفي ضلوعه وشرايينه وفي تلافيف مخه فيروسا اسمه فيروس الفساد والإفساد! ولعل فيروس الفساد والإفساد أشد  فتكا بالمواطن من فيروس تلوث البيئة؛ وذلك لأن فيروس تلوث البيئة قد يصيب البعض وينجو منه البعض الآخر.. ويمكن علاجه بروشيتة الطبيب، أما فيروس الفساد عند الوزير أو المسؤول الفاسد في حكومة الشرعية فلا تنفع في علاجه الروشيتات الطبية؛ فآثار هذا الفيروس ونتائجه الضارة والسلبية والخطيرة لا تقتصر على حامله أي الوزير الفاسد وحده،  فهو بات مصاباً به ويستعصي علاجه؛ بل إن فيروسه تجاوزه وتعداه إلى غيره من وزراء ومسؤولي حكومة الشرعية ممن اكتشف فيهم فقدان المناعة والمقاومة، فضمهم إلى حظيرة الفساد فصاروا حاشيته وبطانته وأتباعه، ولكن تبقى آثار هذا الفيروس القاتل ألا وهو الفساد  ونتائجه الضارة وآثاره السلبية الفادحة والوخيمة تنعكس سلبا على الوطن وتطوره أولا ثم على المواطنين  البسطاء والمغلوب على أمرهم!   

نعم هكذا وللأسف ينتشر فيروس الفساد في بعض الوزارات ومرافقها الحكومية التابعة للشرعية؛ حيث بدأت تظهر مؤخرا علامات لفيروسات هذا الفساد  في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لوزيرها المدعو الوصابي ومن على شاكلته بشأن التلاعب والتزوير في اوراق رسمية لابتعاث طلابنا للدراسة في الخارج واستبدال أسماء الطلاب المتفوقين من أبناء المواطنين البسطاء والذين نالوا درجات مرتفعة في شهادة الثانوية العامة وتنطبق عليهم شروط ومعايير الابتعاث للدراسة في الخارج وتم حرمانهم منها واستبدالهم بأسماء ابناء بعض الوزراء والمسؤولين والمقربين وذويهم في حكومة الشرعية والتي لاتتنا سب درجاتهم التي حصلوا عليها وفقا والشروط والمعايير المطلوبة للابتعاث.

إن حدوث هذا النوع من الفساد الهائل والكبير والخطير وفي وزارة مهمة وحساسة كالتعليم العالي والبحث العلمي والتي تعد الأساس والنواة والمعيار الحقيقي الأول التي تحدد مدى تقدم وتطور  الشعوب والمجتمعات واوطانها او تأخرها في معظم  حكومات وبلدان العالم المتقدمة والمتحضرة  والتي تحرص حكومات تلك الدول المتقدة على  رصد الميزانيات الكبيرة والضخمة وذلك لاهتمامها بالتعليم وفي مجال البحث العلمي ؛ ولو حدث ما حدث  في وزارة للتعليم العالي والبحث العلمي في مثل هذه الدول المتقدمة وهو قطعا” لا يحصل لقامت الدنيا فيها ولم تقعد ولتم عزل رؤساء حكومات وقد تسقط حكومات بأكملها  ؛لكن وفي بلاد كاليمن وفي ظل حكومة فاشلة وعاجزة كحكومة الشرعية اليمنية حدث ولا حرج!.  

ويبقى القول إن الفاسدين صغيرهم وكبيرهم ينسون او يتناسون في غمرة فسادهم بأن هناك مواطنين شرفاء ل ارضيهم فساد الفاسدين ولن يسكتوا عنهم ؛ بل سيواصلون حملاتهم عليهم لكشفهم وفضحهم للرأي العام الداخلي والخارجي إلى أن يتمكنوا من تخليص المجتمع منهم ومن شرورهم. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى