تقرير : الجنوب والمؤامرة الخبيثة

بشكل مُعلن ورسمي، تتهيأ قوى صنعاء اليمنية الإرهابية لشن حرب طويلة ضد الجنوب وقواته وشعبه، وهي حرب تستهدف تقويض منظومة الأمن والاستقرار في الجنوب وعرقلة تطلعات شعبه في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

تفاصيل المخطط

وكشفت الاجتماعات الأخيرة، التي تم الكشف عن انعقادها في محافظة البيضاء اليمنية بين مليشيا الحوثي وقيادات تنظيم القاعدة الإرهابية، الترجمة الفعلية لحجم الاستهداف الضاري الذي يتعرض له الجنوب من قِبل قوى الشر والإرهاب.

وشهد اليومان الماضيان الكشف عن عقد قيادات حوثية اجتماعاً مشتركاً مع تنظيم القاعدة في معسكر النجدة بمديرية رداع بمحافظة البيضاء اليمنية برعاية إيرانية، لشن عمليات إرهابية في محافظتي شبوة وأبين الجنوبية.

وضم اللقاء خبراء ودبلوماسيين يعملون في سفارة إيران في صنعاء اليمنية ورئيس ما تعرف باللجنة الثورية العليا المدعو محمد الحوثي وآخرين، بالإضافة إلى قيادي من القاعدة يلقب بـ”الذهب” وآخر كنيته “أبو مجاهد اليماني”، بحسب ما أورده موقع “المشهد العربي”.

وشهد اللقاء مناقشة صفقات تبادل الأسرى وخطط تنسيق العمليات الإرهابية من قبل مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة.

وطلبت مليشيا الحوثي وخبراء الحرس الثوري، بشكل واضح، من عناصر القاعدة تصعيد عملياتهم في شبوة واستهداف أنابيب ومنشآت النفط بما يتواكب مع الهجمات التي تنفذها بالمسيرات.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد وعدت مليشيا الحوثي تنظيم القاعدة بمخزون من الألغام الفردية والمموهة والعبوات الناسفة.

المؤامرة الخبيثة

ويفتضح، يوما بعد يوم، أمر تآمر قوى الشر والإرهاب، والمؤامرة الخبيثة التي يحيكونها في العدوان الذي يتعرض له الجنوب، بما يفرض حتمية مجابهة هذا الاستهداف الغادر.

وبات واضحا حجم التكالب بين قوى صنعاء، بما في ذلك مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة والإخوان، في التنسيق المشترك فيما بينهم لشن عدوان شامل وغاشم ضد الجنوب.

وتكشف المعلومات الخطيرة – التي وردت في لقاء مليشيا الحوثي وقيادات تنظيم القاعدة والإخوان – حجم وبشاعة الحرب التي يتعرض لها الجنوب، في دلالة على أن الحرب ستأخذ منحى أكثر تصاعدًا بالمرحلة المقبلة.

إجراءات حاسمة

بدورهم، أكد سياسيون أن “تنسيق القاعدة ومليشيا الحوثي بجانب الحضور الإخواني يرسخ دلالة أن الحرب تستهدف الجنوب، وأن تلك الحرب تستهدف تهديدًا كل ما هو جنوبي بما في ذلك السطو على ثروات الجنوب”.

وقالوا إن “هذا الواقع الخطير يفرض على الجنوب اتخاذ إجراءات وضمانات أمنية تحسم الواقع الأمني على أراضيه، لا سيما أن قوى صنعاء تتعمد تقويض الأمن في الجنوب وتتكالب على استقراره”.

وأشاروا إلى أنه “من بين تلك الضمانات، يتمسك الجنوب بضرورة إخراج مليشيا الإخوان (المنطقة العسكرية الأولى) من وادي حضرموت، باعتبار أن وجود تلك المليشيا يعد سببًا رئيسًا في صناعة الإرهاب في الجنوب بشكل كامل”.

استعداد الجنوب

فيما أكد مراقبون أن “تكالب الأشرار على الجنوب بات واضحا وضوح الشمس، ما يعني أن الجنوب لن يقف متفرجا إزاء هذه التهديدات والتحديات، ويعتزم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تضمن أمنه واستقراره”.

وأضافوا: “يجب أن تكون إجراءات الجنوب على أعلى مستوى، فعلى الصعيد العسكري تتأهب القوات المسلحة الجنوبية وتقف قوية وصامدة ومستعدة لشن وتيرة غير مسبوقة من ضراوة الاعتداءات التي تشنها قوى صنعاء”.

مسؤولية شعب الجنوب

وقال المراقبون: “أما على المستوى الشعبي فهناك مسؤولية مُلقاة على عاتق شعب الجنوب ليكون ملتفا وراء قيادته السياسية لعبور المرحلة الراهنة، والعمل على صد التحديات التي تجابه الجنوب، وتفويت الفرصة عن نشر الشائعات التي تستهدف فك وتهديد حالة التلاحم الجنوبية”.

وتابعوا: “وعلى الصعيد السياسي، تقف القيادة الجنوبية، المتمثلة بالمجلس الانتقالي، متأهبة لتأمين حق الجنوب سياسيا بمختلف المسارات بما في ذلك أي تحركات تستهدف التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام سيكون الجنوب جزءا منه رغم أنف الجميع”. مؤكدين أن “الجنوب يضغط، كجزء من المسار السياسي، لإجبار مليشيا الإخوان على الالتزام بمسار اتفاق الرياض، وتحديدا فيما يخص سحب مليشيا المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، باعتبار ذلك ضمان رئيس لأمن الجنوب”.

تقوية أواصر القوات المسلحة الجنوبية وتطويرها

وواصل المراقبون حديثهم بالتأكد على ضرورة “تقوية أواصر القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها إحدى أهم الخطوات التي توليها القيادة السياسية لتكون بالقوة المطلوبة لتكافح التهديدات الأمنية التي يتعرض لها الجنوب”.

وقالوا: “تقوية وتطوير القوات المسلحة الجنوبية أمر في غاية الأهمية في ظل الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب في الوقت الحالي، وتحديدا فيما يخص تكالب قوى الشر والإرهاب لاستهداف أمنه واستقراره”.

وأضافوا: “ومع كل تخرُّج لدفعات من القوات المسلحة الجنوبية، فإن الأمر يبعث برسالة طمأنة للجنوب وشعبه بأن قواته المسلحة جاهزة لصد التحديات التي تحيط بالجنوب”.

وشدد المراقبون، في ختام حديثهم، على أهمية تخريج الدفعة العسكرية من القوات البرية الجنوبية لما يحمله ذلك من تقوية جبهات الجنوب المسلحة في مجابهة كل صنوف الإرهاب الغاشم والمتفاقم.

لا تختبروا صبر الجنوب

في ذات السياق، تخرجت قبل أيام، الدفعة السابعة من القوات البرية الجنوبية من منتسبي اللواء الثالث مشاة ومعسكر بدر.

وشهد معسكر بدر في العاصمة الجنوبية عدن عرضًا عسكريًا مهيبًا للخريجين استعرضوا من خلاله بعضًا من المهارات والمعارف والمفاهيم التي تلقوها خلال أيام التدريب، بحضور عدد من القيادات العسكرية الجنوبية يتقدمهم اللواء الركن علي البيشي قائد القوات البرية الجنوبية والعميد محسن الوالي القائد العام لقوات الحزام الأمني.

ونقل اللواء البيشي في كلمته خلال العرض تحايا الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، مهنئا الجنود على التخرج وما قدموه من عرض مميز عكس ما تلقوه أثناء فترة الاستجداد.

وقال البيشي: “هذه القوات التي تتخرج اليوم أتت من رحم المقاومة الجنوبية، وهي أساس في بناء جيش وطني يضم كافة أبناء الجنوب”.

وخاطب أعداء الجنوب بالقول: “لا تختبروا صبرنا فنحن نورٌ لمن اهتدى، ونارٌ لمن اعتدى”.

بدوره، صرح العميد الوالي بالقول: “أبناء الجنوب اليوم لن يفرطوا شبراً واحدًا من أراضيهم وعلى من كانت له نوايا سيئة تجاه الجنوب، عليه أن يأخذ العبرة من انكسار ورحيل بريطانيا، تحت ضربات الأحرار والثوار”.

ولفت إلى أن القوات المسلحة الجنوبية تشكل جسدًا واحدًا وهي اليوم تخوض معركة تطهير أبين الباسلة من قوى الشر والإرهاب، مُشيدًا بانتظام وجاهزية الدفعة المتخرجة، مثمنا جهود المدربين والقادة الذين يبلون بلاء حسنا في إعداد الجنود وتجهيزهم للدفاع عن حياض أرض الجنوب، مختتما كلمته بتأكيده عن قرب استعادة وادي حضرموت عاجلا.

* نقلا عن صحيفة الأمناء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى