جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس يا أبا عوجاء

كتب / أحمد راشد الجنيني الصبيحي :

هكذا كان وضع شمال اليمن، كل الكلام باسم القبيلة، وهي كانت دولة داخل الدولة، وأصبح لرموزها المشيخية نفوذٌ وقوةٌ وهيمنة على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، ولا يمتثلون للنظام والقانون، ويعتبر الشيخ هو الشخص المطاع في كل شؤون القبيلة وأفرادها وله سجون خاصة من خالف أوامره يسجن ويمتلك مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وكان الشيخ يمر بموكب كبير من الحراسة الشخصية والأطقم والسيارات والمرافقين كأنه موكب رئاسي! ولا يتوقف بأي نقطة عسكرية حتى في شوارع العاصمة صنعاء!

 يحدث هذا  في ظل الجمهورية، لكن الوضع تغير عندما توغل الحوثي في كل المناطق التي سيطر عليها، جرد القبائل ومشائخها من الأسلحة التي كانت بحوزتهم، وأخذ أراضيهم ومنازلهم  وأصبح الشيخ تهان كرامته من أصغر مشرف حوثي، كما أنه قام بتصفية بعض المشائخ وسحلهم في الشوارع، وأذلهم وقام بسجن النساء واغتصابهن، كما ورد في تقرير المركز الأمريكي للعدالة في اليوم العالمي ضد العنف للمرأة أن الحوثي يحتجز كثيرًا من النساء ويقوم باغتصابهن في السجون وجلهم بنات قبائل ولا توجد بينهم هاشمية، وهذا كان عارًا وعيبًا أسود بحسب الأعراف القبلية.

نتساءل: هل يعلم يحيى أبو عوجاء  بهذا الفعل الذي يحصل في صنعاء من قبل جماعة السيد؟ الجواب: يعلم ذلك، ولم نسمع له أي كلمة وهو يملك قوة ليست بالقليلة لكي تواجه الحوثي، وهو المتكلم أن قواته هي الباقية باسم الجيش الوطني، أين النخوة والقبيلة والحوثي يفعل هذا الفعل المشين؟

 وسكوت أبي العوجاء عن هذا الفعل وهو يمتلك هذا العتاد العسكري  يدل على أمور ثلاثة: إما أنه متواطئ مع الحوثي، أو غلبه الجبن، وإما وقع في الدياثة، وكل واحدة أعظم من الأخرى!

لكن بوصلة أبي عوجاء اتجهت جنوبا وترك الحوثي يفعل ما يشاء وما تكرير خطابه مع عددٍ من الضباط في محاضرة بأن لديه كل المقومات العسكرية وكذا من السلاح ما يكفي لدخول المكلا  وهو إعلان حرب على الجنوب وهذا يذكرنا بتهديد عفاش في ميدان السبعين عندما خطب في حشود من القطيع الموالية له في  تاريخ 27 أبريل 94وكان خطابه  إعلان حرب على الجنوب.

 لقد تناسى أبو عوجاء أن الزمن اختلف، كان اجتياح  الجنوب في القرن الـ 20 ونحن الآن في القرن الـ 21 وجنوب اليوم ليس جنوب الأمس تناسى أبو عوجاء أن التصالح والتسامح قد جمع شمل كل جنوبي حر قد  أرهقته أيام الوحدة البغيضة وجعلت الشعب الجنوبي في الدرك الأسفل أمام ناهبي ثرواته الذين جعلوا أبا عوجاء حارسهم الأمين على آبار النفط والعبد المطاع لهم.

إن من  ترك أرضه وبيته وأهل منطقته من نساء وشباب وأطفال للحوثي يعبث بهم كيف ما يشاء من المعيب أن يطلق أي تهديد فهو يحتاج دروسا في الشجاعة والنخوة والشهامة لكي يكون رجلا، وهل يمتلك أبوعوجاء هذه الصفات لكي يجتاح الجنوب مرة أخرى؟ أظن أن الجواب عند الحوثي فهو يعلم بحال كل شخص من قيادات الهضبة ومنهم أبو عوجاء وحميد الأحمر وعلي محسن وكل مبرقع فار خارج الوطن!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى