الجنوب وشروط العبور الآمن

كتب / ياسر الشبوطي :

لم يشهد بلد عربي في عصرنا الحديث والراهن ما عاناه ويعانيه جنوبنا الحبيب من مأسي وصدامات  سياسية وحروب اقتصادية واجتماعية  عنيفة ومدمرة كالذي عاشه الجنوب  ؛   كما لا يحفل بلد من  البلدان العربية بهكذا ركام ضخم  من التحديات  الجسام وعلى كافة المستويات كما تحفل به الجنوب.. وعلى خلفية هذه الحقائق والمعطيات فأن شروط العبور الأمن للمرحلة الإنتقالية التي يمر بها الوطن الجنوبي من مرحلة الصراع الى مرحلة الاستقرار  السياسي والاقتصادي والاجتماعي او الاستقلال الناجز والتي ماتزال تقف أمامه بعض التحديات والتي سوف نحاول وفي حدود طاقة المقال  ان نوضح شروط الانتقال الآمن إلى مرحلة الاستقلال والاستقرار والسلام والتي مازالت برأينا تتأرجح عند منطقة الارتداد  . 

ولاشك ان جميع  الثورات في التاريخ العالمي تحمل سمات مشتركة في كونها تتضمن أربعة عناصر هيكلية  حتمية ترافق مسار التحول الثوري منذ بدايته وحتى نهايته.. هذه  العناصر  نطلق عليها هنا مناطق التحول والتي تتضمن  الآتي: 

المرحلة الأولى :  مرحلة الصراع والتي  يطلق عليها في الأدب السياسي (الحالة الثورية) والتي يحتدم فيها الصراع بين القديم والجديد  ؛   ويأخذ أشكالا” مختلفة من الصراع بما فيها الصراع المسلح  ؛   ثم المرحلة الأنتقالية لمسار التغيير وهي التي يعيشها وطننا الجنوبي اليوم في ظل رافعته السياسية والممثلة بالمجلس الأنتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس قاسم الزبيدي ( حفظه الله) والتي تتكون اي المرحلة الانتقالية  من منطقتين الأولى هي منطقة الارتداد  ؛   حيث مازالت قوى وعناصر   الثورة المضادة للتغيير في الجنوب والمناهضة لمشروعه الوطني التحرري والعادل وهو (الاستقلال)  والذين يتمتعون بقوة المناورة وان كانت ضعيفة الى حد ما وخاصة في محافظتي حضرموت الوادي والصحراء والمهرة  ؛ 

 المرحلة الثالثة وهي مرحلة العبور الآمن الى الاستقرار وفيها تكون قوى التغيير الثورية والتي يجسدها اليوم في الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي قد تبلورت وتهيكلت بصورة كافية وتشكل معها الاطار السياسي المنظم  والمعبر عن تطلعات واحلام الجماهير الجنوبية؛ وهو ما حققه اليوم الشعب الجنوبي بتفويض المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي ووحيد لقضية شعب الجنوب العربي  في داخل  الوطن وخارجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى