الذكرى الـ(55) لنوفمبر المجيد.. أبين وملامح الاستقلال الجنوبي الثاني 

كتب – يحيى أحمد

يصادف هذا العام الذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال الجنوبي لثلاثين من نوفمبر حين استعاد شعب الجنوب سيادته الوطنية من المستعمر البريطاني، لينهي قرابة مائة وتسعة وعشرين عاما من الحكم الاستعماري، ويمثل هذا اليوم عيد استقلال يحتفل فيه شعبنا كل عام طيلة أكثر من خمسين عام مضت.

أن احياء هذه الذكرى الخالدة في محافظة أبين يبرز أهمية هذه الارض المباركة, أرض الصمود والتحدي والشجاعة وتتزامن هذه الذكرى مع مناسبتين خالدتين في الذاكرة الجنوبية, فالاولى ذكرى تحقيق المقاومة الجنوبية انتصارا تاريخياً في مدينة الضالع ضد المليشيات الحوثية، بينما تتزامن مع ذكرى جديدة ثانية تتمثل في انتصار القوات المسلحة الجنوبية ضد تنظيم القاعدة الارهابي.

أن هذا اليوم المهم والذي يمثل لحظة تاريخية فارقة نحتفل بها بعيد الاستقلال الوطني في كافة محافظات الجنوب.. تُعد تعهد جديد نعلنه لابائنا وأجدادنا الذين ناضلوا حتى انتصروا بجدارة حيث يعلن كل قلب جنوبي بإننا على العهد سايرون وماضون لتحقيق الحلم الجنوبي الجديد… القديم.

يحتفل شعب الجنوب اليوم بكل شموخ واعتزاز و فخر ومجد مستحضرا الإنجازات والبطولات الخالدة لأولئك الأبطال الذين ضحوا ب أرواحهم رخيصة في مقاومة المستعمر البريطاني، ويستلهم الدروس والقصص من الأبطال الذين دافعوا عن الجنوب أرضا وانسانا، ويغذي الروح الجنوبية الثائرة للتحفيز من أجل المضي قدما لتحقيق أهداف الثورة الجنوبية الجديدة.

بينما نحتفل اليوم بالإنجازات لثورة نوفمبر في أبين، نتطلع إلى مستقبل مشرق لشعب الجنوب، بعد كفاح طويل خاصه ضد “الاحتلال اليمني” البغيض، الذي مازالت بقايا أدواته الإرهابية في اطراف محافظتي حضرموت وشبوة.

ونحن نعود لذكرى الاستقلال ككل وهي أسمى قيم الوطنية الخالصة والراسخة في وجدان الشعب الجنوبي بمعاني الكفاح التحرري وبما تحمله رسالة الشهداء الأبرار من قيم ومبادئ وتضحيات ووصيتهم الأولى هي الحفاظ على مكاسب الاستقلال مهما تعاقبت أجياله التي ستظل تسعى دائما إلى أفضل وأقوى في وجه التحديات التي تعصف بالجنوب.

أن اختيار شعار هذه المناسبة الغالية بربط التاريخ المجيد بالعهد الجديد الا تعبير واضح وصريح ورسائل واضحة مفادها أن دولة الجنوب العربي باتت قاب قوسين أو أدنى للاعلان عنها وستكون دولة قوية محمية بشعبها وبقواتها المسلحة الجنوبية فلا مجال للمشوشين على مشروعها الريادي برهاناته الواعدة وبجاهزية الدفاع عن مصالحها الوطنية وعن امنها الاقليمي، واهم ما ميز هذه الذكرى والتي أقيمت اليوم في محافظة أبين… الحضور الجماهيري الكبير لابناء ابين…أبين الشموخ والعزة والإباء… ابين الحضارة والتاريخ، والتي سعت منظومة الاحتلال اليمني طيلة السنوات الماضية تحويلها إلى وكر للجماعات الإرهابية القادمة من ولايات مأرب والبيضاء.

أن استحضار تراث وموروث أبين الضارب في ذاكرة التاريخ في المهرجان الاحتفالي يعد من الجوانب الايجابية الرائعة كما لا ننسى استحضار تضحيات القوات المسلحة الجنوبية وما حققته من انجاز بتطهير الكثير من المناطق من فلول الإرهاب لهو تجسيد حي للعلاقة الابدية بين الشعب الجنوب وقواته المسلحة وإنموذج يعتد به بين الأمم.

المؤكد دائما أن دولة الجنوب العربي متمسكة بثوابتها وهي تنحاز دوما لقيمها لتثبت عن جدارة سمو خياراتها ونجاعة قراراتها التي تعلنها سواء فيما يتعلق بالاحداث الاقليمية او وتعبر عن مكانتها العالمية.

ايها التاريخ سجل صفحات جديدة مرة أخرى في تاريخ الجنوب الحديث ودون الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة الجنوبية وشعبها ضد الاحتلال اليمني ورسم المواقف البطولية الشجاعة ضد كل ما يحاك من مؤامرات العبثية في طريق استعادة الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى