في هذا البلد العربي فقط .. الجنوبي مع الاخضر السعودي والشمالي ضد

كتب/ هلال القحطاني

منذ امس الاول، وتحديدا عقب خروج قطر بهزيمة كانت متوقعة من الاكوادور ، إنقسم الشارع اليمني الى شعبين بهويتين وثقافتين وذائقتين ومستويين من الفكر والتفكير – شمال وجنوب – كما هو واقعه السياسي والعسكري بل والتاريخي.

الجنوبيون وعلى ما دأبوا عليه في إنحيازهم لكل ماهو سعودي وعربي ، كرسوا حضورهم القوي في وسائط النشر وعلى جميع التطبيقات الافتراضية ومنصاتها لتسويق آمال عريضة بالاخضر السعودي ، وحدهم من بين كل الشعوب العربية التي تفاعلت مع الاخضر منذ الساعات الاولى للمنديال توقعوا فوزا ساحقا للاخضر السعودي ، وإستنادا الى قراءة إستقصائية اجريتها على توقعات ٢٠٠ حساب جنوبي في تطبيق “تويتر” ، لم اجد حسابا واحدا توقع خسارة لمنتخب المملكة ولم اجد من توقع التعادل السلبي ، جميع الحسابات والصفحات توقعت فوز المنتخب السعودي .

الاعلامي في المجلس الانتقالي الجنوبي نافع بن كليب نشر تغريدة على حسابه في منصة “تويتر ” وقبل إنطلاق مباراة المنتخب الارجنتيني والسعودي ب 15 ساعة توقع النتيجة نفسها التي انتهت بها مباراة ، فوز المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف للمنتخب الارجنتيني .

وعلى عكس من ذلك تماما كان سجل توقعات ناشطي الشمال بين متشائم ومتشفي بالمتخب السعودي ، وهنا يمكن فرز هذا الناشط او ذاك الى اي الاطراف السياسية الشمالية ينتمي ، حيث لوحض ومن خلال إجراء تتبع استقصائي لحساباتهم ، أن المتشفين ينتمون الى المليشيات الحوثية والى جماعة الاخوان في حين ان المتشائمين كانوا مستقلين ومن اتباع حزب المؤتمر الشعبي .

حسين الاملحي وهو قيادي في المليشيات الحوثية تحدى منتخب المملكة في الفوز على الارجنتين وقال الاملحي في تغريدة على “تويتر” : اذا فازة السعودية على الارجنتين سأعتزل كل وسائل التواصل الاجتماعي لمدة عام ، وها قد فاز الاخضر السعودي على الارجنتين بهدفين مقابل هدف ، ومع ذلك “لن يوفي الاملحي بما قطعه على نفسه لأن الوفاء بالعهود قيمة من قيم البشرية العليا إلا الحوثيين” هكذا كان تعليق احد الناشطين الجنوبيين على تغريدة الاملحي فور فوز المنتخب السعودي .

لدى الناشطين الجنوبيين ثقة بالمستقبل لهم ولمن احبوا ، ولدى الشماليين لا سيما الموالين للحوثي وجمعاعة الاخوان نزعة نحو إستدعاء الماضي في مواضيع معاصرة لا يحكمها اي ضرف سوى ما يصنع الان كالرياضة وتقنيات النهضة والحداثة خاصة إذا ما كانت شأنا خليجيا ” سعوديا إماراتيا ” فعلى سبيل المثال كانت إنطباعاتهم وتعليقاتهم على فوز المتخب السعودي اليوم في مونديال كأس العالم على المنتخب الارجنتيني ، تتشابه مع تعليقاتهم على الاماراتي رائد الفضاء هزاع المنصوري ثناء وصوله الى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019 م ليسجل إسمه كأول رائد فضاء عربي يصل الى المحطة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى