نكون أو لا نكون

كتب / أحمد راشد الجنيني الصبيحي :

تُعد الضربات الحوثية على ميناء قنا في محافظة شبوة النفطية تجاوزًا كبيرًا من الجماعة على الموارد الخاصة بجنوبنا وحربًا تجاوزت حدود هذي الجماعة الكهنوتية المدعومة إيرانيا لتغطية ما يدور في كل المحافظات الإيرانية من خروج الطلاب لسقوط نظام الملالي والتغطية على الجرائم التي يرتكبها أمام المتظاهرين.

فالجنوب لا يمكن أن يفرط بسيادته وموارده، وعلى التحالف أن يعلم ذلك جيداً، ولا تبرير لأي مهادنة مع هذي الجماعة فهي لا تكسرها إلا القوة والعين الحمراء، فقد جربت معها الهدن لمدة ستة أشهر فكانت النتيجة هي على الواقع في ما حدث في ميناء قنا.

التحالف الآن أمام واقع لا يمكن تجاوزه إما دعم القوات الجنوبية بسلاح هجومي ودفاع جوي لحماية منشآته الحيوية والاقتصادية حتى يتمكن من القيام  بمناورات هجومية تجبر مليشيات الحوثي للخضوع والرضوخ لأي  مبادرات سلام قادمة، وإما الاستمرار بالاستجداء والمراضاة مما يجعل المليشيات تتمادى بالإضرار بالمصالح والمنشئات الجنوبية ومصالح الدول المجاورة وكذا الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ليس من المعقول أن تتلقى المليشيات دعمًا من إيران بصواريخ تصل مداها 1200 كيلو ومسيرات هجومية تحمل مقذوفات تناور بها المليشيات حيثما تريد، ومن يريد اختلاع المليشيا وقادر بإذن الله يحرم من طلقة كلاشنكوف! وهذا ما لا يقبله عقل أو دين. وفي الجانب الآخر فقد سئم الجنوبيون من الحكومة التي تشتغل تحت مظلة التحالف ومن وعود التحالف العرقوبية تجاه شعبنا وقد وصل الشعب إلى حالة الغليان من هذي الحكومة التي تحمل في جوانبها الفقر والإذلال لحياة المواطن فلا رواتب مستمرة شهريا ولا حفاظًا على سعر الدولار لكي تستقر المعيشة لكل مواطن، وكل ذلك بسبب التعامل غير المرضي من الحكومة  التي تدارمن شخص لا يعرف أبجديات الاقتصاد.

إن أمام التحالف أن  يثبت مصداقيته على الواقع الملموس في كل الجوانب، أكانت عسكرية أو معيشية، أما هذا الواقع لا  يرتضيه كل جنوبي وكل قيادات لجنوب وهي تعرف كل ما يدور على الواقع وهو الذي أوصل ببعضهم للتحدث عن الإدارة الذاتية.

تنظر قوة الشمال إلى الوحدة اليمنية من باب الثروات التي ينهبها الشماليون من الجنوب والاستئثار بها من قبل شلة فاسدة أرادت الجنوب ومحافظاته أن يبقى مفتوحاً لشراهة أطماعها وجشعها على حساب شعبنا، فمنذ 28 سنة وأهل الهضبة يأكلون ويشربون ما لذ وطاب وكذا فتح شركات على مستوى رفيع وكل ذلك من موارد الجنوب، لا يعقل! الحوثي يستهدف والآخر ينهب، فإن  شعب الجنوب اليوم وصل إلى قناعة إما يكون أو لا يكون وعلى المجلس الانتقالي أن يحجم ويقزم كل الأطراف التي تتغنى باسم الوحدة ويفرض الشراكة اليوم حسب المناطق المحررة لكي يعرفوا ويعودوا لوضعهم الحقيقي والطبيعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى