عن أي وحدة لا زالوا يتحدثون؟!

كتب / اللواء/ علي حسن زكي :

الوحدة السلمية، وحدة الشراكة والتراضي بين كيانين ودولتين عام ١٩٩٠م، تم الانقلاب عليها وانتهت بحرب عام ٩٤م، حرب الوحدة أو الموت! والاستيلاء على الأرض والثروة وكل مقدرات الدولة ومؤسساتها ومصادرة الوظيفة العامة ومحاولات طمس الهوية والتاريخ وتدمير المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية والحضارية وقضم الجبال وردم الشواطئ والاستيلاء على المتنفسات وملاعب الأطفال، وعدم ترك أي مساحات لأبناء شعب الجنوب جيل الحاضر والمستقبل، بقصد تحويل الجنوب إلى جغرافيا بدون سكان، لا أرض لا هوية لا تاريخ لهم ولا وطن!

 لقد انتهت الوحدة بالحرب وبحرب عام ٢٠١٥م (حرب عام ٩٤ بنسختها الثانية). وما يشهده الجنوب من استمرار الحرب العسكرية المفتوحة وعلى مختلف جبهات القتال، فعن أي وحدة لا زالوا يتحدثون؟!

إن نضالات شعب الجنوب وحراكه السلمي ومقاومته وما يقدمه من تضحيات غالية على مذابح الحرية والاستشهاد يعطيه الحق كل الحق في استعادة دولته بكامل الحرية والسيادة والاستقلال بحدود ما قبل عام ١٩٩٠م كحق شرعي وقانوني تقره عدالة السماء قبل قوانين الأرض.

إن اتهام شعب الجنوب بالانفصال مردود عليه بالبطلان لا استناداً إلى تلك الحقائق والوقائع وحسب، ولكن كونه لا يستقيم ولا ينطبق على حال الجنوب، لا سيما وقد دخل في وحدة سلمية، وحدة شراكة وتراضٍ بين طرفين، بدولة بمؤسساتها، وبعلَمها، وبشعارها، وبنشيدها، وبعملتها، وبمقعدها، وبتمثيلها الدبلوماسي، لا مجرد فرع عاد للأصل!

إن الوحدة – أي وحدة – تتم بين طرفين أو أكثر، ومتى كان للواحد أن يتوحد مع نفسه؟! وبالتالي فإن وصف الانفصال ومحاولة إلصاقه بشعب الجنوب يسقط جملة وتفصيلاً أمام كل تلك الوقائع والأسانيد وأمام حقائق الجغرافيا، والهوية، والتاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى