قيمة الوعي العربي في مواجهة فكر المليشيا

كتب_ عبدالجليل السعيد

التجربة التي تؤسس لمكافحة الإرهاب الإخواني أنقذت الكثير من أبناء العرب والمسلمين، ومنعتهم من الوقوع في فخ الدعوات الضالة القائمة على أساس تدمير الأوطان.

فـ”الإخوان” هو الأب الروحي لكل التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، التي تنشط خارج إطار الدولة والقانون، وهؤلاء حاليا يعيشون أسوأ أيامهم بعد افتضاح مخططاتهم وانكشاف أمرهم وزيف شعاراتهم أمام الشعوب العربية.

لم يعد خافيًا على أحد أهمية الوعي في مواجهة خطر الإخوان وشرورهم، ومن خلفهم كل مليشيا متطرفة تحاول تحطيم مستقبل الشعوب في اليمن وسوريا ولبنان، كمليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، ومليشيا “حزب الله” الإرهابية في لبنان.

وللإعلام دور كبير في نشر مفاهيم سوية للمنهجية الصادقة والقادرة على تبيان الحقائق في دقائق عند اللزوم، من أجل تعرية السلوك الإخواني الإرهابي.

ولأن الدول غير المستقرة، التي تُعلي من شأن الشعارات، هي أكبر صديق اليوم للمليشيات، فإن هذه الثنائية المقيتة تُخفي وراءها كثيرًا من التدمير الممنهج للسياسة والاقتصاد والتعليم.

ففي لبنان، مثالا، تحاول مليشيا “حزب الله” الإرهابي أن تفرض على اللبنانيين رئيسًا في زمن الفراغ الدستوري.. رئيسٌ يتماهى في مواقفه وتوجهاته مع تطلعات مليشيا “حزب الله” وداعميه.

والساسة، الذين يقدمون فروض الطاعة في لبنان لقائد هذه المليشيا الإرهابية، باتوا منبوذين من قبل الشعب اللبناني، وباتت كلماتهم مأزومة وغير واقعية، ولا يحظون بجماهيرية واسعة تُعينهم على تحقيق مرادهم.

وفي اليمن، رغم عدم تحديد موعد لتجديد الهدنة الأممية الإنسانية، يفشل “الحوثي” الإرهابي في جعل نفسه خصمًا يستحق التفاوض معه، فهو مجرد أداة تنفذ أجندة الخارج دون مراعاة لأبناء الشعب اليمني.

وحتى الجماعات المسلحة في شمال سوريا باتت في مهب الريح في ظل تبدل المواقف لداعميها بالقطيعة مع الماضي والتركيز على مصالحات عابرة للحدود.. إذ ثبت أن الاعتماد على هذه التنظيمات لا يؤدي إلى نتائج إيجابية.

وحين يتزامن ذلك المشهد الإخواني بكل تعقيداته، مع وفاة إبراهيم منير، خازن أموال الإخوان وعرّاب علاقاتهم في الغرب، فإن الموت هنا لم يُغيّب شخصًا بقدر ما غيَّب مشروعًا مشبوهًا بأكمله، ضاق المسلمون في أوروبا ذرعًا به، نتيجة محاولات “الإخوان” تقديم أنفسهم للغرب كـ”جماعة سياسية قابلة للحياة”.

ونحن نتحدث عن مواجهة الإرهاب، نجد أنفسنا أمام نموذج ناجح على مستوى الدول في محاربة الفكر الإخواني المليشياوي الإرهابي، وهو النموذج السعودي-الإماراتي، الذي بذل كل جهد -ولا يزال- في مكافحة الإرهاب وتحصين شعوب المنطقة وقيمها من كل إرهاب ودم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى