كيف أصبح تدعيم القوات الجنوبية ضرورة لحماية الأمن القومي العربي؟

طالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الأول الاثنين، دول التحالف العربي بالاستجابة لواجب الشراكة عبر تمكين القوات المسلحة الجنوبية من الأسلحة النوعية الكفيلة بردع المليشيات الحوثية الإرهابية، وذلك بعد أن تكررت الهجمات الحوثية عبر استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية باتجاه محافظات الجنوب، ما يبرهن على ضرورة التعامل مع هذه الثغرة وسدها بأقصى سرعة.

وكشفت الحوادث الإرهابية الحوثية ضد الجنوب أن القوات المسلحة الجنوبية بحاجة إلى منظومة دفاع جوي متقدمة تستطيع التعامل مع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وذلك بعد أن أثبتت تفوقًا كبيراً في المواجهات العسكرية على الجبهات التي تواجه فيها العناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإن تحقيق الدعم المطلوب يضمن تأمين الجنوب من محاولات اختراقه عبر استخدام أساليب وأدوات متعددة.

ويشكل تدعيم القوات المسلحة الجنوبية ضرورة بالغة الأهمية ليس فقط لتأمين الأمن القومي الجنوبي، بل إن الأمر يتخطى ذلك لتأمين الأمن القومي العربي، في ظل تزايد المؤامرات الإقليمية التي تستهدف تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، إضافة إلى التهديدات الحوثية المتصاعدة في اتجاه مضيق باب المندب وخليج عدن.

وتستهدف العناصر المدعومة من إيران وراء الهجمات التي تشنها ضد القوات المسلحة الجنوبية تقويض قدرتها على تأمين العاصمة الجنوبية عدن بهدف إعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر مجدداً كما كانت عليه في العام 2015م، والانقضاض على كافة النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية بالتعاون مع التحالف العربي خلال السنوات الماضية والتي جعلت الجنوب هدفاً يصعب الوصول إليه من جانب مليشيات الحوثي الإيرانية.

ويرى مراقبون أن تصاعد الإرهاب الإيراني ضد الجنوب يحقق أهداف قوى إقليمية معادية تُصر على التمدد واختراق العمق العربي بما يقوض أي جهود من شأنها إنهاء التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربية، ولا يستبعد هؤلاء أن يكون الإرهاب الحوثي رداً على الجهود العربية الفاعلة نحو طرد مليشيات إيران وتركيا من البلدان العربية، وبالتالي فإن الحرب ليست فقط ضد الجنوب ولكنها موجهة لتهديد الأمن القومي العربي.

وقالوا إن “الجنوب يشكل خط دفاع أمامي أمام الإرهاب الإيراني في المنطقة؛ لأن الشرعية الإخوانية ذهبت باتجاه تسليم جبهات الشمال وتدعم توجيه ثقل الإرهاب الحوثي إلى الساحل الغربي ومحافظات الجنوب المحررة، وهو أمر يتطلب معه توجيه الدعم على نحو أكبر للقوات المسلحة الجنوبية بدلاً من تحكم الشرعية الخائبة في رواتب العسكريين الجنوبيين ومحاولات هدم البينة المؤسسية للقوات الجنوبية التي أشرف عليها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية”.

وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قد بحثت في اجتماعها الاثنين، برئاسة عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، أبعاد الجريمة الإرهابية الحوثية وتداعياتها.

ونعت في اجتماعها شهداء القوات المسلحة الجنوبية، الذين استشهدوا الأحد جراء الهجمات الصاروخية الإرهابية لمليشيات الحوثي الإجرامية على قاعدة العند الجوية.

وطالبت هيئة رئاسة المجلس الأشقاء في التحالف العربي بالاستجابة لواجب الشراكة عبر تمكين القوات المسلحة الجنوبية من الأسلحة النوعية الكفيلة بردع المليشيات الحوثية الإرهابية وتدبير متطلبات حماية العاصمة عدن والمحافظات المحررة من الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيرة الحوثية.

ووصفت التمادي الإجرامي لمليشيات الحوثي الإرهابية بأنه يكشف إصرارها على رفض السلام والإمعان في تسعير حربها العدوانية، ويؤشر على حالة العجز عن تحقيقها أي تقدم ميداني على جبهات الجنوب.

من جانبه، شدد نائب أمين عام المجلس فضل الجعدي على أن الاعتداء الآثم، لن يثني المجلس الانتقالي الجنوبي عن مواصلة طريقه لتلبية تطلعات شعب الجنوب في استعادة أرضه.

وكشف عن اتخاذ المجلس خطوات لحماية سيادة وأمن حدود الجنوب، مطالبا قيادة التحالف العربي بدعم المؤسسة العسكرية الجنوبية بمنظومة دفاع جوي لتأمين المعسكرات والمنشآت المدنية الحيوية مستقبلا.

دعم الانتقالي بأسلحة نوعية وبعيدة المدى

في سياق متصل، قال الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، إن الأطراف التي تنضوي تحت الشرعية فتحت جبهات على عدن وشبوة تحت ذريعة الوحدة وأطماع أخرى، فمن يريد أن يتغنى بالوحدة اليمنية واليمن عليه أن يوجه بندقيته إلى عاصمة الوحدة صنعاء.

وأضاف: “المجلس الانتقالي الجنوبي أثبت وجوده على الأرض وهو شريك سياسي وطرف فاعل في اتفاقية الرياض، وأتمنى دعمه بأسلحة نوعية بعيدة المدى وراجمات، وهذا يكون ضمن تعزيز الثقة وبإمكانه إحداث تغيير في موازين الحرب”.

وتساءل الشليمي: “بالنسبة لجماعات الإصلاح: أين جباهتهم؟ وماهي النجاحات التي تحققت؟ لا شيء كل شغلهم في الإعلام الإلكتروني، هناك عشرات المواقع والقنوات تستهدف الانتقالي والتحالف العربي وحربهم الإعلامية على الحوثي تأتي على استحياء”.

وأشار إلى أن “حزب الإصلاح جزء من الحكومة ولكن عليه أن يعلم أن المعركة الحقيقة هي مع الحوثي في الشمال وصنعاء وليست مع عدن وشبوة وحضرموت وسقطرى”.

وأوضح أن: “الشرعية لم تقدم شيئا ويجب أن تقوم بتطوير قواتها سبع سنوات كان يجب أن تؤهل طيارين وقوات قادرة تتعامل مع الأسلحة الحديثة ولكن لم تفعل شيئا وبدلا أن نراها تهاجم وتضرب أوكار المتمردين نشاهد العكس، الحوثي هو من ينفذ الهجوم!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى