“حزب الإصلاح” حليف الإرهاب وعدو التوافقات الوطنية

ارتبط اسم حزب التجمع اليمني للإصلاح، منذ إشهاره في العام 1990م، بالوقوف ضد التوافقات الوطنية وسعيه المستمر لإجهاض أي جهود لإحلال السلام وبناء الدولة، وكرس كل جهوده لإشعال الفتن والخلافات بين القوى الوطنية بمختلف توجهاتها.

وتعتبر الوحدة اليمنية، التي تحققت في العام 1990، أول أهداف حزب الإصلاح الذي كان رافضاً لتحقيقها، وعمل على استهداف شريك تحقيقها ممثلاً بالحزب الاشتراكي اليمني، من خلال تنفيذ سلسلة اغتيالات ضد كوادره، وإصدار فتاوى التكفير بحق أعضاء الاشتراكي إلى جانب إذكاء الفتنة بين الشريكين المؤتمر والاشتراكي والوقوف حجر عثرة أمام تنفيذ بنود وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت في الأردن في العام 1993 بين شريكي الوحدة لوضع حد لخلافاتهم.

ومع اجتياح الجنوب في صيف 1994 الذي كان الإصلاح اللاعب الرئيسي فيه واستقدم لأجله عناصر إرهابية من أفغانستان والشيشان، تم إقصاء الاشتراكي ليحل بديلاً عنه الإصلاح الذي أحكم سيطرته على قطاع التعليم وأنشأ المعاهد التعليمية الخاصة لتبدأ مرحلة إخراج جيل إرهابي متطرف ولاؤه للحزب فقط ومن ورائه تنظيم الإخوان المسلمين.

ولم تستمر شراكة الإصلاح مع المؤتمر طويلاً، حيث انقلب الأول وسعى للاستحواذ على السلطة كاملة وأقام لأجل ذلك تحالفًا حزبيًا أطلق عليه “اللقاء المشترك” كان من بينها الحزب الاشتراكي الذي استهدفه خلال سنوات سابقة.

وبعد وصوله إلى السلطة عقب احتجاجات العام 2011، انقلب حزب الإصلاح على شركائه في “اللقاء المشترك” وانفرد بالسلطة وعزل الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، قبل أن يجر البلاد إلى حرب أهلية في العام 2015 لا زالت مستمرة حتى الآن.

ولم تتوقف خيانات الإصلاح عند هذا الحد، بل استمر استهدافه للتوافقات الوطنية من خلال تكريس الخلافات بين القوى الوطنية وإقصاء العديد منها حتى نجح في العام 2016 بالاستفراد مرة أخرى بالسلطة والتحكم بقرار الشرعية سياسياً وعسكرياً وتعيين كوادره في مناصب الدولة الحساسة وتكليف المعلمين بقيادة الجيش الذي استكمل العام 2019 وقد سلم المناطق المحررة في الشمال لميليشيا الحوثي ذراع إيران مرة أخرى دون قتال أو أي مواجهات تذكر.

كما أن حزب الإصلاح سعى لإجهاض كافة جهود التحالف العربي لتوحيد صفوف القوى المناوئة للحوثيين من أجل استكمال تحرير اليمن من أذناب إيران، بدءًا بتوقيع اتفاق الرياض وحتى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل الماضي.

الإصلاح عمل أولاً على منع تنفيذ بنود اتفاق الرياض من خلال رفضه سحب القوات الموالية له من أبين وحضرموت والدفع بها لخطوط المواجهة ضد الميليشيات الحوثية، وإصراره على دخول قواته إلى العاصمة عدن، قبل أن يقوم بتسليم مديريات بيحان شبوة للميليشيات الحوثية من أجل استكمال تطويق وحصار مدينة مأرب.

وسجلت القوات الموالية لحزب الإصلاح، أول حالة تمرد عسكري على مجلس القيادة الرئاسي من خلال رفض قرارات إقالة القيادات الأمنية والعسكرية الموالية لها في شبوة وهجومها على مواقع قوات العمالقة ودفاع شبوة ومحاولتها إشعال حرب أهلية، قبل أن تتدخل القوات الشرعية الوطنية وتخمد هذا التمرد خلال ساعات.

ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح هو امتداد لتنظيم الإخوان الإرهابي ويعمل على تنفيذ أجندته التي استهدفت ليبيا وتونس ومصر، مؤكدين أن التاريخ اليمني لا يذكر لحزب الإصلاح أي نقطة مضيئة لصناعة السلام أو الاتفاق والتوافق بين الأطراف الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى