الرؤوساء المكلفين جهود تُنكر

كتب: بدر بالعبيد
ليس لأحدٍ حظّ كل الأيام! فجميعنا تمر عليه أيام وليالٍ فيها من البهجة والسعادة والسرور ما لا يوصف لدرجة نتمنى فيها توقف الزمن حتى نشبع منها، وأخرى فيها من التعاسة والنكد والحزن ما الله به عليم وتمر علينا ثوانيها ودقائقها وكأنها سنوات، ولكن بطبيعة الحال هذه سنة الحياة وتوازناتها، سعادة يقابلها حزن، نجاح يقابله إخفاق والأيام دول،
و لا يمكن لأحدٍ كائناً من كان أن يكون فاشلاً بعد أن كان ناجحاً إلا أن لم يوفق والعكس صحيح.
الهيئة العامة للرياضة خلال الموسم الرياضي المنصرم غيرت جلد معظم الأندية إدارياً، من خلال تكليف رؤساء جدد، نجح البعض منهم ولم يوفق البعض الآخر وهو أمر طبيعي لا شك، فمن لم يوفق من الرؤساء في مهمته السابقة ليس فاشلاً ولا ينبغي الحكم عليه بالفشل بأحكام قطعية يصدرها كل من هب ودب، ولا ينبغي الإسقاط عليه من كل حدب وصوب وكأنه ملك منزه عن الخطأ، أو نبيٌ معصوم، فجميعنا البشر نصيب ونخطئ ننجح ونخفق، والكيّس الذي تمرّس وتشرب علم الإدارة الرياضية أو عمل في صحافتها يدرك تماما أن الإخفاق يشارك فيه الجميع بنسب متفاوتة “نسبي” وأن أمر النجاح أو الفشل في قيادة كيانٍ ما بعد بذل الأسباب من الكفاءة الإدارية المعنية ما هو إلا أن الظروف لم تتهيأ لتلك الإدارة، ولم يكتب لها النجاح وكذلك درهم الحظ هنا له دور كبير لا شك، وإلا كيف لبعض الإدارات التي سبق لها وأن قادت أندية جماهيرية كبيرة ونجحت معها بينما أخفقت في حقب أخرى تليها !! ما تفسير ذلك ؟!! على سبيل المثال قيادة الأمير محمد بن فيصل لنادي الهلال في حقبة زمنية مضت كانت ولا أروع تغنى الموج الأزرق بإنجازاتها لسنوات .. وما لبث أن هاجم ذات الجمهور الأمير محمد بن فيصل عندما ترأس النادي هذا الموسم عطفاً على سوء النتائج وما تلاها من تراجعه في الدوري وضياع بطولتي كأس الملك و كأس زايد للأندية الأبطال ولا الوم أحدٍ هنا بقدر ما أوازن الأمور فلكل مجتهدا نصيب من نجاح أو إخفاق على حدا سوا، ذات الموسم الذي حظيا فيه بميركاتو رائع تعاقد من خلاله نادي الهلال مع المع نجوم الساحرة المستديرة، ولكن لم تهيأ الظروف في تصوري للأمير محمد وإدارته بالشكل المطلوب، كما أن درهم الحظ لم يكن في جانبه وجانب فريقه هذا الموسم وما ذلك كله الا تفسير لما تطرقت له في بداية مقالي هذا، كذلك كل ما سبق ينطبق على كلاً من :
نواف المقيرن “الاتحاد”،
وماجد النفيعي ” الأهلي”،
ومساعد الزامل ” القادسية”.
قدموا كل ما يستطيعون وضحوا بأمور كثيرة في حياتهم من وقت وجهد ومال وصحة في سبيل النجاح فلا أحد يبحث عن الفشل لا تغرك الثرثرة الإعلامية فـ هؤلاء عملوا واجتهدوا ولم يوفقوا وليس معنى ذلك فشل، الفشل الهجوم القاسي الذي لا يمت للواقعية والمنطق بصلة وإنما بهدف مصالح ضيّقة نتنة.
كُن بخير عزيزي القارئ حتى القاك بمضمار رياضي جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى